العنوان : من أحب أن يبسط له في أثره
عدد الزيارات : 6613
5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه” متفق عليه.
راوي الحديث:
أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين مشهور مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المائة ع
معاني المفردات:
يبُسط له: يوسع له في رزقه ويُكثر ويُبارك.
ينسأ له : يؤخر له.
أثره: أجله.
المعنى الإجمالي للحديث:
يحث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم والإحسان إليها بذكر فائدتين عاجلتين لصلة الرحم إضافة لما للواصل من الثواب العاجل في الآخرة، والفائدتان العاجلتان هما طول العمر ، وسعة الرزق.
ما يستفاد من الحديث:
- يحث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم بذكر بعض فوائده العاجلة.
- من فضائل صلة الرحم أن الله تعالى يوسع لواصل الرحم في رزقه ويبارك له فيه.
- من فضائل صلة الرحم أيضاً أن الله تعالى يؤخر في أثر واصل الرحم أي في أجله.
- هذا الحديث فيه إشكال حيث جعل صلة الرحم من أسباب زيادة العمر وقد نص القرآن الكريم أن الأجل لا يزيد ولا ينقص كما قال تعالى (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وقال تعالى (ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها)
وقد أجاب العلماء عن هذا الإشكال بعدة أجوبة ومنها:
- أن الله تعالى قد يزيد في العمر وقد ينقص منه كما يشاء سبحانه واستدلوا بقوله تعالى (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
- أن الزيادة في العمر إنما هي بحسب ما عند الملك الموكل بقبض الروح فيكون عنده مثلاً إذا وصل رحمه فعمره سبعون وإذا لم يصل رحمه فعمره ستون وهو لا يدري أي العمرين له وأما في علم الله فقد علم الله وقد كتب في اللوح المحفوظ أنه سيصل رحمه وسيكون عمره سبعين سنة فالزيادة والنقص هو بحسب ما عند الملك وعدم الزيادة والنقص هو بالنسبة لما في اللوح المحفوظ.
- أن الزيادة ليست حقيقية بطول البقاء في الدنيا وإنما المقصود أن الله يبارك له في عمره فيوفقه لفعل الطاعات والاستكثار من القربات فهذا هو العمر الحقيقي للعبد بخلاف أيام الغفلة والمعاصي فليست بعمر ولو طالت. وقيل الزيادة المعنوية المقصود بها بقاء ذكره بعد موته بالثناء الحسن والذكرى الطيبة.
- أن الله تعالى جعل صلة الرحم سبباً دينياً لطول العمر كما جعل توفر الرعاية الصحية الجيدة سبباً مادياً لطول العمر والسلامة من الأمراض والآفات المهلكة وقد سبق في علمه تعالى أن فلاناً سيصل رحمه ويطول عمره كما سبق في علمه أن فلاناً سيحضى برعاية صحية جيدة ويطول عمره _وكل ميسر لما خلق له_ فالمقصود من الحديث الحث على صلة الرحم ليكون سبباً في سعة طول العمر. ولكن الأسباب لا تنفع بنفسها إنما بأمر الله تعالى فإن شاء الله نفع السبب وإن شاء سلبه التأثير والنفع. والله أعلم.
جمييييييييييييييييل