جديد الإعلانات :

العنوان : مشكلة العنف بين الطلاب

عدد الزيارات : 2723 عدد مرات التحميل : 6 - تحميل
  أما بعد: فمن القضايا التربوية التي تحتاج الى تشخيص دقيق وعلاج حاسم قضية العنف المدرسي بين الطلاب. ولعل من أبرز أسبابها ضعف التربية الدينية المطلوبة فإن ديننا يأمر بحسن الخلق ويجعله من أثقل الأعمال الصالحة في الميزان ويأمر بكف الأذى أيا كان ذلك الأذى حسياً أو معنوياً ويعده صدقة يثاب عليها العبد، ويقرر أن المسلم الحق المسلم الصادق من سلم المسلمون من لسانه ويده فلا تمتده يجه بأذية ولا ينطلق لسانه بسوء تجاه إخوانه في الدين ويحث ديننا العظيم على الصفح والتجاوز ومقابلة السيئة بالحسنة ويرفع من شأن العفو حتى جاء في الحديث ما زاد الله عبداً بعفو الا عزاً رواه مسلم. فغياب هذه المعاني الجليلة الجميلة عن التركيبة الأخلاقية في أذهان بعض أبنائنا وضعف أثرها على قلوبهم ومن ثم على سلوكهم يجرهم الى العنف الذي ينتج عنه ما ينتج من حوادث مؤسفة قد تصل الى إزهاق أرواح معصومة بريئة. ومن الأسباب الفهم الخاطئ لمعنى الرجولة فبعض الناس يفهم معناها الظلم والعدوان وسب هذا وشتم هذا والنظر بازدراء واحتقار الى ذاك ورد السيئة بمثليها أو أمثالها.. وهذا فهم خاطئ فالرجل الكامل هو من كان أقرب الى الأخلاق النبوية الكاملة الفاضلة التي هي ميزان الأخلاق وكاشفة حسنها من قبيحها. وجليلها من حقيرها لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الرجال رجولة أعفَّ الناس لساناً وأحلمهم عند الغضب ليس بلعان ولا سباب ولا طعان ولا سخاب في الأسواق ولا يجازي على السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح. ولم يضرب بيده أحداً ولا امرأة ولا خادماً .. إلا أن يقاتل في سبيل الله. ومن الأسباب ظاهرة التعصب القبلي او المناطقي مما يولد فجوة كبيرة بين الزملاء في الفصل أو المدرسة ويورث بينهم الأحقاد والخصومات والظلم والعدوان.. وهنا على الجميع أن يتذكروا أن الناس كلهم لأدم وأدم من تراب وأن أكرمهم عند الله أتقاهم. فلا فضل لأحد على أحد إلا بتقوى الله. كما أن العصبية القبلية قد تحمل بعض الناس على الدخول مهاجما معتدياً في بعض المشاجرات بحكم العصبية والانتصار لها تمشياً مع المبدأ الجاهلي انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً مع أن النبي صلى الله عليه وسلم الغى ذلك الفهم الجاهلي وأبدله بمعنى جميل حميد وهو أن تنصر أخاك الظالم بحجزه عن الظلم والعدوان ومنعه منه لا أن تشجعه وتعينه عليه. ومن الأسباب تعاطي المسكرات والمخدرات والمفترات فإنه تورث العدوانية وسرعة الغضب، فربما حمله تعاطيه على العدوان على الاموال والممتلكات أو العدوان على الاعراض بالتحرش أو فعل الفاحشة فتسبب من العنف والبلاء شيئاً عظيماً. ومن الأسباب تهاون الأسرة والمدرسة في تفتيش ابنائهم وطلابهم مما يجرئهم على اصطحاب الأسلحة البيضاء او غيرها الى مدارسهم تخويفاً وترهيباً لزملائهم أو استعداداً لاستعمالها في العدوان او الانتقام.. ومن الأسباب ضعف الإدارة بوجه عام والإرشاد الطلابي بوجه خاص في القيام بما أوكل إليهم من علاج مشاكل الطلاب والطالبات فتنمو المشاكل وتكبر الى أن تصل الى درجة الانفجار والالتحام الساخن. فكثير من النهائيات المأساوية تجد أن تلافيها كان سهلاً ميسوراً لو تدوركت منذ البداية. ومن الأسباب غياب المعلم عن طلابه أو المراقب عن ساحة المدرسة في أثناء الفسح مما يهيئ بيئة مناسبة لكثير من حوادث العنف فالطلاب بحاجة الى مراقبة ومتابعة وليت الجهاتِ المعنية توظف موظفين خاصين بالمراقبة والمتابعة في المدارس فالمعلم يكفيه وزيادة ما يقوم به من التعليم وتبعاته. هذه بعض الأسباب والتي رأيت من المناسب طرحها على مسامعكم حتى تساهموا في القضاء على هذه الظاهرة أو تجفيف منابعها فالأسرة مكملة للمدرسة وطلابها هم أبناؤكم وبناتكم وأولى الناس بحرصكم وعنايتكم. بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية أما بعد: فإن الله تعالى جعل المؤمنين إخوة فيما بينهم متحابين متراحمين متعاطفين متوادين يحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه. وهذا المعنى يجب أن يكون حاضرا في قلوبنا في ضمائرنا يخفق بين جوانحنا ولا سيما ونحن نجتمع تحت ظل الإسلام وتحت ظل السنة وتحت راية التوحيد في هذا البلد العظيم. والأعداء تحيط بنا والمؤامرات تحاك لنا فكل ضعفت العلاقة بين الأفراد أدى الى ضعف المجتمع كله فالمجتمع ما هو مجموعة من الأفراد. وعلى الطلاب مسؤولية عظيمة بالتعاون مع أسرهم ومع مدارسهم فإذا وقعت مشكلة بين طالب وزميله وخشي من عواقبها فليبلغ إدارة المدرسة حتى تقتل المشكلة في مهدها أو يبلغ والده أو والدته ولا سيما من كان في المرحلة الابتدائية فلا ينبغي أن تكون هناك حواجز تمنع المصارحة بين الأبناء وأولي أمرهم. وكذا أيضا من مسؤوليات الطلاب أنهم إذا علموا بمشكلة او مواعدة خطرة أن يبلغوا إدارة المدرسة فهذا ليس من التجسس المذموم ولا من النميمة فقد كان بعض الصحابة يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم عما يسمعه من المكايد ومن المقالات السيئة فلا يعيب عليهم ذلك لما فيه من المصلحة. بل في بعض المواطن نزل تصديق الله للصحابي المخبر عن بعض المنافقين. ومن الحلول التي بأيديهم أن يتدخلوا بالصلح وتصفية الأجواء بين زملائهم إذا حصلت بينهم خشونة وملاسنة وسوء تفاهم لا أن يكونوا ممن يصب الزيت على النار ويلقي فيها الحطب والمكعبات لتزداد اشتعالاً كما هي هواية بعض الناس هداهم الله.. يقول الله تعالى (والصلح خير) ويقول (لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيماً) ويقول تعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *