جديد الإعلانات :

العنوان : حول خطاب الملك وقراراته حفظه الله

عدد الزيارات : 2305 عدد مرات التحميل : 2 - تحميل
 

أما بعد:

فلقد عاشت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع فرحاً وحبورا وأنساً وسروراً بخطاب ملكها القوي الوفي الذي تضمن شكره لشعبه وتأكيده على تعظيم حرمات دينه.

و بما أمر به ملكها الحنون العطوف من أوامر كبيرة خففت كثيراً من الأعباء وعالجت كثيراً من المشكلات ولا عجب فقيادتنا بحمد الله قيادة حريصة على ما فيه خير الوطن وأهله، وإن الفرحة الحقيقية لا تكمن فقط في العوائد المادية والخدمات الكبيرة التي حظي بها الموطنون ولكن الفرحة الحقيقية هي أن هذه الصورة صورة الولاء والحب والترابط والوفاء بين القيادة والشعب تأتي في الوقت الذي امتلات فيه خريطة العالم العربي من حولنا بحوادث الشقاق والفتن والتمرد إلا من رحم الله.

والفرحة أيضاً لا تقف عند تلك الحظوظ العاجلة ولكن الفرحة كبرت وعظمت وتمت بما تضمنته تلك الأوامر من تعظيم الشرع وحفظ حدوده وخدمة دينه فقد تضمنت أوامره أيده الله التأكيد على حفظ مقام الفتوى وأهلها والتحذير من المساس بمكانتهم أو الطعن فيهم لا سيما سماحة المفتي حفظه الله ولا شك أن رعاية أعراض العلماء مما أمر به الشرع فهم قادة الناس في دينهم بهم يهتدون وعلى فتاويهم يسيرون فإسقاط الثقة بهم تعني أن يتخبط الناس في دينهم باتباع كل ناعق..

وتضمنت تأييده لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنها من أصول الدين التي يحفظ بها الدين ولو ذهبت هذه الشعيرة لتلاشى الدين من حياة الناس ولضعف ضعفاً بينا.. وإذا ضعف التزام الناس بدينهم فشت المنكرات والمخالفات فكانوا بذلك عرضة لعذاب الله وسخطه..

وتضمنت أوامره حفظه الله بدعم حلق تحفيظ القرآن الكريم بالمبالغ السخية ولا شك أن تحفيظ القرآن وتنشئة الجيل على الارتباط به  وتوقيره والعناية به علماً وعملاً وفهما وتطبيقاً من أجل الأعمال وحلقاته أهل أن تدعم وأن تشجع ما دامت كذلك.

وتضمنت أوامره العناية بالمساجد صيانة وترميماً وإصلاحاً وتعظيم بيوت الله هو من تعظيمه فالله أمر أن تعمر بيوته في  الأرض ببنائها وبإقامة الصلاة والذكر فيها وجعل من فعل ذلك إخلاصاً لله من المهتدين الفائزين.

نعم أيها الإخوة إنها نعم كبيرة نعم عظيمة ساقها الله علي يدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأمد في عمره على طاعته

نعم دينية ودنيوية منها العاجل الآني ومنها الآجل الذي سينعم بها الوطن بعد سنين قريبة بإذن الله

هذه النعم تستوجب منا أن نشكر الله عليها شكراً عظيما فلو تلفتم يمينا وشمالاً لرأيتم كثيراً من الناس يعيشون غير عيشتكم يعيشون فقرا وخوفاً وفتنا حتى إننا لنتذكر قول الله لقريش (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ  [العنكبوت : 67]

ولكن إن شاء الله لن نصنع كما جبابرة قريش من الكفر والتكذيب فاستحقوا العقوبة ولكننا إن شاء الله سنشكره سبحانه ونثني عليه بما هو أهله ونرجوه سبحانه ثواب الشاكرين إنه سميع مجيب.

عباد الله:

إن شكر هذه النعم يكون بأمور كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

أن نثني على الله بها فهو الذي ساقها ويسرها وسخرها بفضله ومنه وكرمه كما قال تعالى (وما بكم من نعمة فمن الله) هو خالقها وهو سائقها وهو موصلها إلى من يشاء من عباده.

ومن شُكر الله شكرُ من أسدى هذا المعروف وفي الحديث (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) فشكر الله لولي أمرنا ما قدم ويقدم من خدمات جلى لراحة شعبه ورفاهيتهم.. وجزاه عنا خير الجزاء..

إن من الناس من يستبد به الكبر فلا يشكر المنعم المحسن من الخلق ومنهم من يستبد به سوء الظن فتجده لا هم له إلا الطعن في النيات والتفسير السيء لكل ما تقدمه الدولة من الخير والمعروف وما هذا حال المسلم سليم القلب الخالي من الحقد والغل.

ومن شكر الله على هذه النعم استعمالها في طاعة الله تعالى والحذر من استعمالها في معصيته فالشكر العملي أكد من الشكر القولي فقط قال تعالى (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) فأمر بالشكر لا العملي لا القولي فقط.

ومن شكر الله عليها أن نقابل الإحسان بالإحسان وذلك بالوفاء بالعهد الذي أعطيناه ولي أمرنا بالسمع والطاعة له في المعروف.. وبذل النصح له والدعاء له بالخير والصلاح والعافية..والتعاون معه على كل ما فيه خير الوطن وأهله..

وأن نكون صفاً واحداً أمام المفسدين في الأرض وهم أصناف عدة منهم من يكيد للوطن وقادته وأهله لأنه ينطلق من منطلق الخوارج الذي يكفرون المسليمن بغير حق ويستحلون دماءهم ويخرجون على ولاة أمرهم.. ومنهم أصحاب ولاء لدولة غير دولتهم هذه فهم يأتمرون بأمر سادتهم فيخططون ويحرضون ويهيجون على المظاهرات والاعتصامات حتى يكون لسادتهم موطئُ قدم في بلاد التوحيد والسنة بلاد احترام الصحابة وأمهات المؤمنين بلاد تعظيم كتاب رب العالمين وسنة سيد الأولين والأخرين..عليه الصلاة والسلام.. وذلك أعظم ما يغيظهم ويقض مضاجعهم.

ومنهم الذين يسعون إلى سلخ الحكم عن مصدره الديني الشرعي لا يريدون حكما بكتاب ولا سنة إنما يريدون حكماً بشريا يريدون هو الشعب في زعمهم _ هو من يحلل ويحرم ويأذن ويمنع _

ومنهم الذين يريدون نشر الرذيلة والفساد الأخلاقي وإغراق الشباب والفتيات في الإدمان والخمور والمخدرات..

فهذه كلها اصناف سوء تريد تدمير هذا البلد وإشاعة الفساد والفرقة بين أهله فعلينا أن نكون صفاً واحداً في مواجتها والتصدي له بكل الوسائل الممكنة كل بحسب طاقته وجهده.

نسأل الله أن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا واجتماع كلمتنا إنه سميع الدعاء

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

أما بعد:

فإن من أهم مقاصد أوامر الملك حفظه الله التيسير على الشعب وتخفيف وطأة المعيشة عنهم وحتى تتم الفائدة من هذه الأوامر أكد حفظه الله على جانب الرقابة ومحاسبة المتلاعبين بالأسعار ولا شك ان هذه لفتة مهمة فإن من التجار من هو ضعيف النفس ضعيف الإحساس بإخوة الإيمان ضعيف الإحساس بمعاناةة الناس فما إن فرح الناس واستبشروا الا وأسرعت هذه الفئة المريضة بإطفاء البسمة من خلال رفع الأسعار غير المبرر باي سبب أو مقتض يقتضيه فعليهم أن يتقوا  الله وأن يحبوا لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم وأن يلتزموا بأمر ولي أمرهم

أيها الإخوة: لقد وضعت الاجهزة الحكومية خدمة تبين الأسعار اليومية للسلع الرئيسية ووضعت ارقاما مجانية للتبليغ عن كل متلاعب بأموال الناس ومعايشهم طمعا وشجعا فلو تعاون الناس مع دولتهم بالتبليغ عن هؤلاء المتلاعبين وتابعوا بلاغاتهم وما اتخذ بشأنها فإن ذلك سيكفل إن شاء الله التخفيف من هذه الظاهرة السيئة التي تصاحب كل زيادة من قبل الدولة وفقها الله.

ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله ...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *