جديد الإعلانات :

العنوان : حراسة الدولة السعودية لجناب التوحيد خالد الفيصل انموذجا خطبة

عدد الزيارات : 2377 عدد مرات التحميل : 39 - تحميل

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)،  (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا)،  (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).

أما بعد : فإننا نحمد الله تعالى على ما منّ به علينا من عظيم نعمائه وكبير آلائه وان أعظم هذه النعم واجلها هي نعمة التوحيد نعمة افراد الله بالعبادة فها نحن في مهبط الوحي ومارز الايمان ومهد الإسلام ومنطلق رسالته في هذه البلاد الواسعة لا معابد فيها الا المساجد قد طهرها الله من نجس المشاهد حيث يعبد فيها غير الله بدعائهم والاستغاثة بهم والطواف بقبورهم والسجود على عتباتهم فلله الحمد والمنة.

عباد الله:

ان ما نحن فيه في هذه البلاد من نعمة ظهور نور التوحيد وسطوع شمسه وانعدام مظاهر ظلمات الشرك والوثنية ومقدماتها هو بفضل الله أولا ثم بفضل هذه الدولة السعودية

فانها دولة عقيدة دولة دعوة دولة قامت وتاسست على نصرة التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة قامت على ذلك في طورها الأول يوم تمت المعاهدة المباركة في الدرعية بين الامامين الكبيرين الكريمين الامام محمد بن عبد الوهاب والامام محمد بن سعود رحمهما الله وغفر لهما ، وعلى هذا المبدأ العظيم قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الامام تركي بن عبد الله رحمه الله.

وعلى هذا المبدأ العظيم قامت الدولة السعودية الثالثة بقيادة الإمام العادل والملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود فقد جعل دستور بلاده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح  فهو القائل : ” إنني رجل سلفي وعقيدتي هي السلفية  التي امشي بمقتضاها على الكتاب والسنة” وهو القائل رحمه الله في لقائه بضيوف الحج “واما العبادة فلا تصرف الا لله وحده لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا تخفى عليكم الآية الكريمة التي وردت في آخر سورة الذاريات (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) ومعنى يعبدون أي يوحدون فالتوحيد خاص بالله تعالى والعبادة لا تنصرف الا اليه والرجاء والخوف والامل كله بالله ولله وما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ولا ارسل الرسل ولا جاهد المجاهدون الا لتوحيد الله”

  وكان كلما بسط الله ملكه على مكان بادر الى اعلان منار التوحيد والسنة والقضاء على الخرافات والجهل والبدعة جاعلا العناية بالاعتقاد وحماية الأوطان اعظم اهتماماته وفي ذلك يقول رحمه الله “وإذا ما بلغنا إلى جهة من الجهات أمرنا أهلها باتباع كتاب الله -تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وما نحن إلا مجاهدون في سبيل الله. وإن أول شيء نحافظ عليه ونَعضُّ عليه بالنواجذ ونحارب دونه -ولو أهلَ الأرض- هو ديننا ووطننا”

ثم استلم الراية من بعده أبناؤه البررة فحافظوا على العهد واستمروا على النهج محافظين على صحيح الاعتقاد دعاة الى سبيل الهدى والرشاد فحكّموا الكتاب والسنة في الفتوى والقضاء والتعليم والدعوة والسياسة وغير ذلك من مناحي الحياة والحمد لله مع الاعتراف بوجود النقص والتقصير مما لا يخلو منه مجتمع بشري.

فنسأل الله تعالى أن يحزي الإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود عنا خير الجزاء وان يجزي أئمة هذه الدولة وملوكها وأمراءها وعلماءها ممن نصروا التوحيد ونشروا السنة وقمعوا الشرك والخرافة والجهل والبدعة.

وأن يوفق ولاة أمرنا وأن يثبتهم على السير في مسار أسلافهم الصالحين وان يزيدهم عزاً وسؤددا وتمكيناً. إنه سميع مجيب . أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته وواظبوا على طاعاته ومرضاته واجتنبوا أسباب سخطه وعقوباته.

إخوة الإيمان: إنه استمرارا لسنة ملوك هذه الدولة المباركة وأئمتها في محاربة الشرك والقضاء على أسبابه أصدر مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة أمره الكريم بقطع الأشجار ونسف الأحجار التي كان يقصدها بعض الجهال من الحجاج والزوار في جنوب الطائف يعكفون عندها ويتمسحون بها ويقبلونها ويلتمسون بركتها.

فلله دره وعلى الله ثوابه وأجره، فقد ترسم في أمره هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين

فالله عز وجل قد نهى عن عبادة الأشجار والأحجار وقص علينا في كتابه _لنحذر ونعتبر_ قصة غلو قوم نوح في الصالحين حتى عبدوهم وذلك بالعكوف عند الحجارة التي نحتوها على صورهم وما زالوا في غلوهم حتى عبدوها مع الله _تعالى الله وتنزه ان يكون له شريك من خلقه_.

وقص الله علينا _لنحذر ونتعظ_ خبر عبادة المشركين للعزى وهي شجرة عظيمة زين الشيطان لأوليائه ان يعظموها وان يعتقدوا فيها النفع والضر حتى عبدوها مع الله ولما فتح الله لنبيه مكة والطائف أرسل خالد بن الوليد فقطعها وأحرقها.

وهذه سنته صلى الله عليه وسلم مع كل وثن يعبد من دون الله وسنته مع ما يخشى أن يُغلى فيه ويُعبد فكان صلى الله عليه وسلم يرسل أصحابه وأمراءه ليطمسوا الصور ويهدموا الأوثان، ويسووا القبور المشرفة المرتفعة بالأرض يفعل ذلك قضاء على معالم الشرك والوثنية وقضاء على أسبابه ووسائله.

ولما خرج صلى الله عليه وسلم إلى حنين كان معه جماعة ممن أسلم حديثاً لم يتفقهوا في الدين بعد فمروا على قوم من المشركين لهم سدرة يعكفون عندها ويعلقون عليها أسلحتهم تبركاً بها حتى لا يهزمهم عدوهم يسمونها ذات أنواط فقال أولئك للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا أي نحن المسلمين ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

وسار الخلفاء الراشون من بعده على هذه السنة القويمة كما قال ابن وضاح: سمعت عيسى بن يونس يقول: ” أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلي الله عليه وسلم ” فقطعها؛ لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها; فخاف عليهم الفتنة”.

وقال المعرور بن سويد: « خرجت مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من مكة إلى المدينة ، فلما أصبحنا صلى بنا الغداة ، ثم رأى الناس يذهبون مذهبا فقال : أين يذهب هؤلاء ؟ قيل : يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هم يأتون يصلون فيه ، فقال : ” إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا ، يتبعون آثار أنبيائهم فيتخذونها كنائس وبيعا ، من أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ، ومن لا فليمض”.

والمقصود أن ما قام به الأمير المسدد الموفق خالد الفيصل حفظه الله من القضاء على الأشجار والاحجار التي يتبرك بها الجهال هو عمل عظيم يذكر له ويثنى عليه به ويؤيد عليه، ويدعى له سراً وجهراً.

وإننا ونحن نشاهد هذا العمل العظيم الذي نصر الله به التوحيد وقطع به أسباب الشرك لنتذكر قول الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله “العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد ، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر ، الشام، العراق ، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوفيق والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال”. آمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك واجعل عملهم في هداك وألهمهم ما فيه محبتك ورضاك. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *