العنوان : اعتنوا بأبنائكم في الاختبارات والإجازة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله تعالى أوجب على أولياء الأمور أن يحفظوا من ولاه الله أمرهم فقال تعالى (الرجال قوامون على النساء) وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) وقال صلى الله عليه وسلم (الرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) وإن أولادكم من بنين وبنات هم من أعظم الناس حقاً عليكم أن ترعوهم وتحرصوا عليهم ولا سيما في الأوقات التي يكثر فيها الشر وتعظم فيها الفتن. وإذا كان أبناؤنا في حاجة إلى العناية والاهتمام في كل أيام العام فإن العناية بهم في أوقات الاختبارات المدرسية أولى وآكد وذلك أنه موسم يكثر فيه مروجو المخدرات لنشرها بين الشباب والفتيات بحجة إزالة التوتر والخوف، ومقاومة النوم والكسل والفتور، وزيادة النشاط والحفظ والفهم. وكلكم يعلم خطر المخدرات وما تجره من المصائب على متعاطيها في عقله ودينه وصحته وماله وعرضه، وما تجره من المتاعب والمخاطر والآلام على أسرته وأهله عافانا الله وإياكم. ونحن في هذا البلد خاصة في هذا البلد خاصة مستهدفون بحرب مخدراتية لا نظير لها من قبل إيران وأذنابها في حزب اللات. ولكن وزارة الداخلية أيدها الله تقوم بجهوة عظيمة في مواجهتا وصدها وتضحي في سبيل حماية بلدنا وشبابنا بخيرة أبنائها. فكونوا حصناً لأبنائكم وبناتكم من شرورها وكونوا عوناً وسنداً للدولة في جهودها وجهادها بيقظتكم وحرصكم ومتابعة أبنائكم وبناتكم، والتبليغ عن كل بائع ومروج لهذه السموم ولو كان أقرب الناس إليك قرابة أو أدنى الجيران إليك باباً فهذه الجريمة لا محاباة لأهلها فيها أبداً. ومن المخاطر في هذا الموسم أيضاً خطر التجمهر على مشاهدة التفحيط هذه الآفة الخطيرة التي أزهقت الأنفس والأموال وأتلفت المنافع العامة والخاصة وأرهبت السائرين في الطرقات وأزعجت وآذت أهل البيوت في بيوتهم، لأن التجمهر على هذه الجريمه المخالفة للدين والنظام ومكارم الأخلاق يعرض أبناءكم لخطر الموت دهساً أو لخطر الإعاقات المستديمة كما يعرض الصغار منهم لخطر ضعاف النفوس ممن انتكست فطرهم ممن يحضر هذه المواطن بقصد تصيد الأولاد المرد للتغرير بهم كما أنها سوق خصبة للتعرف على صنوف من أهل الشر كمروجي المخدرات والعصابات المتنافسة فيما بينها ولهذا صار يصحبها الكثير من حوادث المضاربات العنيفة وإطلاق النار والدهس المتعمد عافانا الله وإياكم. فتابعوا أبناءكم ليسرعوا العودة إلى بيوتهم بعد انتهاء وقت الاختبارات وحاسبوهم عند التأخر بلا مبرر. اللهم احفظ أمننا وبلادنا وولاة أمرنا وأصلح أزواجنا وذرياتنا واكفنا وإياهم شر كل ذي شر إنك سميع الدعاء. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ثم تأملوا أن من وراء هذه الاختبارات إجازةً طويلة أو بمعنى آخر فراغ طويل والفراغ نعمة كما قال صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) فهو نعمة من أجل أن يستغله الفارغ فيما ينفعه في دينه ودنياه. ولكن كثيراً ما تنقلب هذه النعمة إلى غبن عظيم أو خسارة فادحة إذا ضيعت فلم تملأ بما ينفع. فأوصي نفسي وإياكم بتشجيع أبنائنا وبناتنا على شَغل إجازتهم الطويلة بما ينفعهم ومن ذلك على سبيل المثال الالتحاق بالحلقات العلمية لأهل السنة التي تدرسهم القرآن والعقيدة والفقه والحديث فإنه من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. ومنها: الالتحاق بالأعمال المفيدة التي يكتسبون من ورائها خبرات نافعة ومكاسب مباحة ويكسرون بها حاجز الخجل والاستحياء من المكاسب الشريفة فإن أفضل كسب المرء من عمل يده. ومنها الالتحاق بالدورات والمعاهد التي يتعلمون فيها ما ينفعهم في حياتهم المستقبلية علمياً أو عملياً كتعلم الخط العربي أو صيانة الأجهزة أو دورات الحاسب أو دورات صيانة أجهزة الاتصالات أو الإسعافات الأولية أو غير ذلك مما يفيدهم ويحفظ أوقاتهم. وأهم من ذلك كله تعاهدهم على حفظ صلاتهم في أوقاتها مع جماعة المسلمين، وتعاهد عقيدتهم وولائهم لولاة أمرهم ووطنهم حتى لا يكونوا جنوداً تابعين للتنظميات الإرهابية الحزبية كالإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والنصرة وجماعة التبليغ وغيرها من التنظيمات الضالة المنحرفة التي تنخر وتهدم في بنيان عقيدتنا وأمننا ووحدتنا واجتماع كلمتنا. حمانا الله وإياكم وإياهم من كل مذهب ضال وفكر منحرف عن الصراط المستقيم. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر جنودك الموحدين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك وأصلح له البطانة وشد أزره وعضده بولي عهده وولي ولي عهده واجعلهم رحمة للعباد والبلاد برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم ولِّ عليهم خيارهم واصرف عنهم شرارهم واجعل هذا البلد آمنا مطئمنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.