أما بعد عباد الله فاتقوا الله تعالى حق التقوى ، واعلموا أخوة الإسلام أن من معاني الأخوة بين المسلمين التواسي بينهم في مصائبهم ، لذلك شرعت عيادة المريض للدعاء له والتخفيف عنه ، وشرع اتباع الجنائز والصلاة عليها ، وشهود دفنها لما في ذلك من الإحسان إلى الميت لانتفاعه بدعائهم واستغفارهم *، ولما فيه من الإحسان إلى أهله لمواساتهم وتعزيتهم والدعاء لهم بالصبر والسلوان ، ولما كانت مصيبة الموت من أعظم المصائب وقعا على النفوس ، والمسلم مأمور بالصبر منهي عن مايضاد الصبر من الجزع والنياحة ، شرعت تعزيته في ميته لما فيها من المصالح الكبيرة على المصاب في التخفيف عنه وإعانته على نفسه ، وللمعزي في تعزيته أجر اتباع السنة ، والإحسان إلى أخيه .
وقد كانت التعزية من هديه صلى الله عليه وسلم ، ففي صحيح البخاري (أنه صلى الله عليه وسلم مرعلى امرأة تبكي ميتا لها ، فقال لها عليه الصلاة والسلام اتق الله واصبري ) رواه البخاري . وعن قرة المزني رضي الله عنه ، (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلا من أصحابه مات ولد له فعزاه فيه) رواه النسائي . ورويت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث لاتخلو أسانيدها من ضعف في فضل التعزية ، منها حديث (من عزى مصائبا فله مثل أجره ) ، وحديث ( من عزى أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة ، قيل يارسول مايحبر قال يغبط ) . ومن أحسن صيغ التعزية أن يقول المعزي ماقاله صلوات الله وسلامه عليه لابنته ( إن لله ما أخذ ولله ما أعطى ، وكل شئ عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) ، وإن قال غير ذلك مما يناسب المقام وليس فيه محذور شرعي فلا حرج ولا بأس ، كأن يقول أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك ، وغفر لميتك ، وجبر مصيبتك . وتبدأ التعزية بحلول مصيبة الموت ، وتشرع قبل الدفن وبعده ، وليس لها وقت محدد من جهة الشرع ، لا ثلاثة أيام ولا أكثر من ذلك ولا أقل . ويعزى المصاب في أي مكان يكون فيه ، سواء في المسجد أو البيت أو الطريق أو في عمله لأن التعزية دعاء وموساة .
ويجب على المسلمين ياعباد الله اجتناب البدع والمحدثات ، واجتناب المخالفات والمنكرات عند العزاء . ومن أكثر هذه المخالفات انتشارا ووقوعا بين الناس ، الإجتماع مع صنع الطعام للمعزين وهذا من النياحة المحرمة ، ومن خصال الجاهلية المذمومة لحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد الدفن من النياحة ) أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن .أما إن حضر الناس لبيت أهل الميت وعزوهم وانصرفوا فلا حرج او صنع أهل الميت لأنفسهم طعاما أو لضيوف نزلوا بهم طعاما فلا حرج . والمشروع أن يصنع لأهل الميت طعام مراعاة لظروفهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم مايشغلهم ) رواه أبوداوود .
ومن المخالفات الشرعية في العزاء ، تخصيص لباس معين أو هيئة معينة كلبس الأسود أو الأخضر ، أوخلع العقال لمن عادته أن يلبسه . ومن المخالفات الشرعية في العزاء ، قراءة القرءان في مجلس اعزاء أو تشغيل القراءة المسجلة أو قراءة صورة الفاتحة وإهداء ثوابها للميت ، أو الصمت وقتا معينا حدادا على روحه كما يقال .
ومن المخافات الدعاء الجماعي من الحاضرين بصوت مع رفع الأكف والتأمين ونحو ذلك فهذا كله مما لم ترد به النصوص الشرعية في التعزية .
ومن المخالفات أيضا إقامة حفل أو مناسبة بعد ثلاثة أيام ، أو بعد سبعة أيام ، أو بعد أربعين يوما أو بعد سنة من وفاة الميت ، فهذا كله ليس من العزاء الشرعي في شئ ، بل هو من جملة البدع والمحدثات في دين الله . بارك الله لي ولكم في القراءن العظيم ، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ، أقول هذا القول واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
?الخطبة الثانية أما بعد معاشر المؤمنين فإن الحزن على الميت مباح ، والصبر على فراقه واجب ، والنياحة محرمة ، فالجائز حزن القلب ودمع العين ، والمحرم البكاء بصوت إلا شئ يغلب الإنسان ، ومن المحرم الصراخ والصياح ، ولطم الخدود وشق الثياب ونتف الشعر لأن هذا كله من النياحة المحرمة ، وقد ورد الوعيد الشديد في النياحة ، سواء كان النائح رجلا أو امرأة ، ومما ورد في الوعيد عليه قوله صلى الله عليه وسلم ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ، الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والإستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) ، وقال ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ، الطعن في النسب ، والنياحة على الميت ) أخرجه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) متفق عليه . فعلى كل مصاب أن يتذكر ما وعد الله به الصابرين ، فيصبر نفسه ويستعين بالله على طاعته ، وعلى عبادته ، ويستعين بالله على زجر نفسه وكفهاعن معصيته ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
معاشر المؤمنين صلوا وسلموا ……… *
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا يا شيخ علي و بارك في جهودكم..
لو يتم تفريغها بوركتم….
أما بعد عباد الله فاتقوا الله تعالى حق التقوى ، واعلموا أخوة الإسلام أن من معاني الأخوة بين المسلمين التواسي بينهم في مصائبهم ، لذلك شرعت عيادة المريض للدعاء له والتخفيف عنه ، وشرع اتباع الجنائز والصلاة عليها ، وشهود دفنها لما في ذلك من الإحسان إلى الميت لانتفاعه بدعائهم واستغفارهم *، ولما فيه من الإحسان إلى أهله لمواساتهم وتعزيتهم والدعاء لهم بالصبر والسلوان ، ولما كانت مصيبة الموت من أعظم المصائب وقعا على النفوس ، والمسلم مأمور بالصبر منهي عن مايضاد الصبر من الجزع والنياحة ، شرعت تعزيته في ميته لما فيها من المصالح الكبيرة على المصاب في التخفيف عنه وإعانته على نفسه ، وللمعزي في تعزيته أجر اتباع السنة ، والإحسان إلى أخيه .
وقد كانت التعزية من هديه صلى الله عليه وسلم ، ففي صحيح البخاري (أنه صلى الله عليه وسلم مرعلى امرأة تبكي ميتا لها ، فقال لها عليه الصلاة والسلام اتق الله واصبري ) رواه البخاري . وعن قرة المزني رضي الله عنه ، (أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلا من أصحابه مات ولد له فعزاه فيه) رواه النسائي . ورويت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث لاتخلو أسانيدها من ضعف في فضل التعزية ، منها حديث (من عزى مصائبا فله مثل أجره ) ، وحديث ( من عزى أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة خضراء يحبر بها يوم القيامة ، قيل يارسول مايحبر قال يغبط ) . ومن أحسن صيغ التعزية أن يقول المعزي ماقاله صلوات الله وسلامه عليه لابنته ( إن لله ما أخذ ولله ما أعطى ، وكل شئ عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب ) ، وإن قال غير ذلك مما يناسب المقام وليس فيه محذور شرعي فلا حرج ولا بأس ، كأن يقول أعظم الله أجرك ، وأحسن عزاءك ، وغفر لميتك ، وجبر مصيبتك . وتبدأ التعزية بحلول مصيبة الموت ، وتشرع قبل الدفن وبعده ، وليس لها وقت محدد من جهة الشرع ، لا ثلاثة أيام ولا أكثر من ذلك ولا أقل . ويعزى المصاب في أي مكان يكون فيه ، سواء في المسجد أو البيت أو الطريق أو في عمله لأن التعزية دعاء وموساة .
ويجب على المسلمين ياعباد الله اجتناب البدع والمحدثات ، واجتناب المخالفات والمنكرات عند العزاء . ومن أكثر هذه المخالفات انتشارا ووقوعا بين الناس ، الإجتماع مع صنع الطعام للمعزين وهذا من النياحة المحرمة ، ومن خصال الجاهلية المذمومة لحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد الدفن من النياحة ) أخرجه الإمام أحمد بإسناد حسن .أما إن حضر الناس لبيت أهل الميت وعزوهم وانصرفوا فلا حرج او صنع أهل الميت لأنفسهم طعاما أو لضيوف نزلوا بهم طعاما فلا حرج . والمشروع أن يصنع لأهل الميت طعام مراعاة لظروفهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم مايشغلهم ) رواه أبوداوود .
ومن المخالفات الشرعية في العزاء ، تخصيص لباس معين أو هيئة معينة كلبس الأسود أو الأخضر ، أوخلع العقال لمن عادته أن يلبسه . ومن المخالفات الشرعية في العزاء ، قراءة القرءان في مجلس اعزاء أو تشغيل القراءة المسجلة أو قراءة صورة الفاتحة وإهداء ثوابها للميت ، أو الصمت وقتا معينا حدادا على روحه كما يقال .
ومن المخافات الدعاء الجماعي من الحاضرين بصوت مع رفع الأكف والتأمين ونحو ذلك فهذا كله مما لم ترد به النصوص الشرعية في التعزية .
ومن المخالفات أيضا إقامة حفل أو مناسبة بعد ثلاثة أيام ، أو بعد سبعة أيام ، أو بعد أربعين يوما أو بعد سنة من وفاة الميت ، فهذا كله ليس من العزاء الشرعي في شئ ، بل هو من جملة البدع والمحدثات في دين الله . بارك الله لي ولكم في القراءن العظيم ، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين ، أقول هذا القول واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
?الخطبة الثانية أما بعد معاشر المؤمنين فإن الحزن على الميت مباح ، والصبر على فراقه واجب ، والنياحة محرمة ، فالجائز حزن القلب ودمع العين ، والمحرم البكاء بصوت إلا شئ يغلب الإنسان ، ومن المحرم الصراخ والصياح ، ولطم الخدود وشق الثياب ونتف الشعر لأن هذا كله من النياحة المحرمة ، وقد ورد الوعيد الشديد في النياحة ، سواء كان النائح رجلا أو امرأة ، ومما ورد في الوعيد عليه قوله صلى الله عليه وسلم ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن ، الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والإستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) ، وقال ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ، ودرع من جرب ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ، الطعن في النسب ، والنياحة على الميت ) أخرجه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) متفق عليه . فعلى كل مصاب أن يتذكر ما وعد الله به الصابرين ، فيصبر نفسه ويستعين بالله على طاعته ، وعلى عبادته ، ويستعين بالله على زجر نفسه وكفهاعن معصيته ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
معاشر المؤمنين صلوا وسلموا ……… *