جديد الإعلانات :

العنوان : هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير من هدي دعاة الفتنة

عدد الزيارات : 2904 عدد مرات التحميل : 14 - تحميل
 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله، وأمينه على وحيه، ورسوله إلى جميع خلقه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فإن الدين الإسلامي دين تآلف وتراحم بين أهله كما وصف الله المؤمنين فقال (أشداء على الكفار رحماء بينهم)  ومن آثار تراحمهم فيما بينهم عَوْدُ بعضهم على بعض بالتواصي بالحق والتذكير بالخير والتحذير من الشر ليتعلم الجاهل ويتنبه الغافل ويتذكر الناسي، كما وصف الله المؤمنين الفائزين بقوله تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وإن مما يلزم التنبيه عليه في هذه الأيام ما نراه من الجهود المبذولة بكل قوة ولا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الشبكة العنكبوتية من تهييج الشعب وإثارة قلوبهم وأضغانهم ضد ولاة أمورنا ، واستغلال كل نقص وقصور في الخدمات وغيرهما في ذلك السبيل ليكون مدخلاً للسب والشتم واللعن والسخرية والدعوة الى الفوضى والغوغائية، وقد يصور هذا التصرف على أنه حرية رأي أو نقد هادف أو أن الخلل لا يمكن إصلاحه إلا بهذه الطريقة، إلى غير ذلك من التعليلات الكثيرة التي نسمعها ونقرؤها.

أيها الأحبة في الله:

علينا أن نتذكر أننا مسلمون خاضعون لحكم ربنا جعل وعلا والله عز وجل قد أمرنا أمرا جازماً بطاعته وبطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وقد جاءت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم آمرة الرعية بكل وضوح وجلاء أن تصبر على ما تراه من الجور والاثرة من ولاة أمورهم وأن تعطي ولاة الأمر الذي لهم من السمع والطاعة ولزوم الجماعة والكف عن السعي في الفتنة وأن تطلب حقها من ربها جل وعلا وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: «أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم» رواه البخاري وروى أيضاً عن أُسيد بن حُضير عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض»  وروى مسلم عن وائل الحضرمي أنه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه، ثم سأله، فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية أو في الثالثة، فجذبه الأشعث بن قيس، وقال: «اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم» ،

فهذا توجيه النبي صلى الله عليه وسلم للرعية وقد أطلعه الله برحمته على ما سيكون في المستقبل بعد أن يفارق أمته ثم أمرهم ولا يأمرهم إلا بخير أن يلزموا الصبر وأن يفوضوا أمرهم إلى الله وأن يلزموا الجماعة وأن ينأوا بأنفسهم عن الفتنة  فمن أراد أن يحشر مع محمد صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة وأن يشرب من حوضه فعليه بطاعته ولزوم سنته ومن أراد أن يطرد عن حوض نبيه كما تطرد الإبل الضالة فليخالف أمره وليطع هواه وكل امرئ حسيب نفسه يقول صلى الله عليه وسلم (إني لكم فرط على الحوض، فإياي لا يأتين أحدكم فيذبُ عني كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا ) رواه مسلم.

أيها الإخوة عامة وأيها الشباب خاصة:

 لا يفتننكم دعاة الفتنة و التهييج السياسي والإثارة والفوضى فإن عواقب دعوتهم هي العواقب التي ترونها بأم أعينكم في دول الربيع العربي، الربيع الذي مر عليه سنتان كاملتان ودخل السنة الثالثة ولم يمطر إلا ناراً ورصاصاً ولم ينبت إلا جثثاً وقبوراً و ثاراتٍ وأحقاداً وفقراً وهواناً.

سلوا عقلاءهم ومنصفيهم والصادقين منهم عن أحوالهم فسيقولون كلهم بلسان ذلك القائل في قديم الدهر:

رب عيش بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه

فهل من متعظ وهل من معتبر فإن السعيد من اتعظ بغيره .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم اقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين ولي والمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الخلل الذي يقع من ولاة الأمور يجب أن يعالج ولكن بالطريقة الشرعية على هدى من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالنصيحة للحاكم ليست كالنصيحة لغيرة قال تعالى لموسى وهارون ({اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} فإذا كان الله عز وجل قد أمر موسى وهارون عليهما السلام بمناصحة فرعون اللعين بأن يأتيا إليه وبأن يقولا له في وجهه قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى والله قد سبق في علمه أن لن يتذكر ولن يخشى ولكنه تعليم من الله لما ينبغي أن يكون عليه منهج الداعي والناصح ولا سيما إذا أراد مناصحة من بيده الحكم والسلطة، والأمر والنهي. فكيف إذا كان هذا الحاكم هو ولي أمر المسلمين وهو لن يبلغ _ مهما بلغ في نظر الناقم عليه من الخبث_  خبث فرعون. ولن يبلغ الناصح _مهما بلغ في نظر نفسه من التقوى_ تقوى موسى وهارون.

إنه منهج يقوم على الجهر بالحق وعدم المداهنة ولكنه باللطف واللين ويكون هذا الجهر بالحق بين يدي المنصوح وفي حضرته أما الغلظة والقسوة واللعن والشتم فليست من النصح في شيء، وأما الكلام في ظهره وغيبته عبر النت والقنوات وغيرها من وسائل النشر والإعلام فليست بنصيحة ولكنها الفضيحة والتعيير والتهييج وتشهير.

وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه).

فلنحافظ على ما نحن فيه من الخير من الاستقرار والأمن واجتماع الكلمة وظهور شعائر الإسلام بشكر الله والاعتراف بنعمه والتحدث بها ولنعالج ما نلاحظه من الأخطاء بإصلاح أنفسنا أولاً بالتوبة والإنابة والاستقامة وببذل النصح لغيرنا بالطرق الشرعية.

هذا و صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله ؛  اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين ، وارض اللهم عن الأربعة الراشدين والأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وجودك يا أكرم الأكرمين .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين   وأذل الشرك والمشركين ، واحم حوزة الدين ، وانصر عبادك المؤمنين .. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ..

اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك ، وأعزه بطاعتك ، وأعل به كلمتك ، وانصر به دينك ، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين .. اللهم وفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى .. اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين ، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين . اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلال والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا وعن سائر بلاد المسلمين .    اللهم إن نسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى ، والرضا بعد القضاء ، وبرد العيش بعد الموت ، ونسألك نعيما لا ينفذ وقرة عين لا تنقطع ، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم ، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .. اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين .

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، ونسألك شكر نعتمك وحسن عبادتك ، ونسألك قلوبا سليمة وألسِنة صادقة ، ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم .

اللهم اشف مرضانا  وارحم موتانا ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين .. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلك تذكرون؛ فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *