جديد الإعلانات :

العنوان : حادثة الاعتداء الآثم على مركز سويف

عدد الزيارات : 1560 عدد مرات التحميل : 3 - تحميل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله تعالى أنعم علينا في هذا الوطن المبارك بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ، نعم تستوجب منا الشكر الصادق بالقلب واللسان والجوارح لأن النعم تدوم بالشكران وتُسلب بالكفران قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد). ومن أجَلّ هذه النعم أن بلادنا قامت وتأسست على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عقيدة السلف الصالح وهذا هو السر في أنك لا تجد فيها ما تجده في غيرها من الجهر والإعلان بعبادة القبور والأضرحة أو سب الصحابة والطعن فيهم، ولذلك أيضاً كانت من أقل البلاد بدعاً وانحرافات لإن من وراء ذلك حكومة موفقة تمنعها وتقضي عليها بقوتها التي آتاها الله مع جهود أهل العلم والبيان والحمد لله. لهذا قال الإمام عبد العزيز بن باز كلمته الموفقة المشهورة (العداء لهذه الدولة عداء للتوحيد) فهي كلمة لم تصدر من فراغ ولا عن مداهنة ومحاباة ولكنها شهادة خرجت عن تأمل وتدبر يصدقها النظام المكتوب للدولة والواقع العملي لها والحمد لله. ومن النعم أننا نعيش في بلد آمن قد نجاه الله من فتن الحروب والخوف التي عصفت ولا زالت تعصف بكثير من البلدان الإسلامية والعربية. وهذه النعمة هي بفضل الله له الحمد والشكر أولاً وآخراً ثم بالأسباب التي هيأها الله ومنها : التوحيد وإخلاص الدين الله لأن الله وعد الموحدين بالأمن والتمكين في الأرض فقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور: 55]. ومنها إقامة الحدود الشرعية على المستحقين فإن إقامة الحدود من أسباب الامن والرخاء والطمأنينة كما قال تعالى عن القصاص (ولكم في القصاص حياة) فحياة الناس واستقرارهم وسكنهم إنما يتحقق بتطبيق هذه الحدود كما أمر الله دون إفراط ولا تفريط. ومنها الجهود العظيمة التي تقوم بها الدولة في حماية حدودها ومواطنيها والمقيمين فيها فإنها لا تدخر مالاً ولا جهداً في سبيل توفير أسباب الأمن البشرية والتقنية فهاهم رجالها وليوثها في داخل المدن والقرى والهجر وعلى الحدود والمنافذ والأطراف في البر والبحر والجو فلهم منا الشكر والثناء ولهم منا الابتهال والدعاء أن يحفظهم الله وأن يوفقهم فإنهم أبناؤنا وإخواننا يسهرون لننام ويخافون لنأمن ويجهدون لنرتاح. كتب الله لهم أجر الجهاد والرباط وجزاهم عنا خير الجزاء. ومن أسباب هذا الأمن الترابطُ الوثيق التام بين القيادة والشعب فهذا التلاحم والترابط هو من أهم أسباب القوة والصمود أمام الفتن لذا أمر الله بالاجتماع ونهى عن التفرق فقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)   ولما دنا أجل أحد الحكماء طلب من بنيه أن يحضروا له حزمة من الأعواد فضمها وجمعها في رباط واحد ثم أمرهم بكسرها فعجزوا ، ثم حل رباطها وفرقها عوداً عوداً فأمرهم بتكسيرها فسهل عليهم كسرها منفردة  فأنشأ يقول :  كونوا جميعا يا بَنيَّ إذا اعترى  خطب، ولا تتفرقوا آحاد تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا فإذا انفردْن تكسرت أفرادا. إن الرابطة الوثيقة بيننا وبين ولاة أمرنا يسعى اليوم شياطينُ منا ومن غيرنا إلى قطع حبالها وانفصام عراها وحل عقدتها ومن أشد وسائلهم في هذا السبيل استغلال الانترنت عن طريق تويتر والفيس بوك والواتساب واليوتيوب يستغلون هذه الوسائل لتشويه دولتنا وبث الفرقة والكراهية بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية ومن أخبثهم وأشرهم الذين يلبسون لباس الدين فيكفروننا باسم الدين ويستحلون دماءنا باسم الدين ويدعون الى الخروج والفتن والحروب باسم الدين. ولكن من فضل الله تعالى أن شبهاتهم مدحوضة وألاعيبهم صارت مكشوفة وخيبة دعواتهم وحركاتهم لم تعد تخفى على أحد فقد استوى الاعمي والبصير والصغير والكبير في إدراك آثار الفتن وصار لكل واحد عبرة فيما جرّته هذه الفتن على أهلها في العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر ومن قبلها في الصومال وأفغانستان.. ما ذاقوا إلا مُرّا ولا جَنوا إلا شراً ، وعدهم دعاة الإخوان والفتن والثورات بالربيع والزهور والياسمين فما جنوا إلا الجوع والموت والخراب والفقر وقتلَ الابنِ لأبيه والجارِ لجاره حتى لم يعد يدري القاتل لم يَقتل ولا المقتول علامَ يُقتل.. فاتقوا الله عباد الله والزموا شريعة الله التي تأمركم بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف وتنهاكم عن أسباب الفوضى والفتن والاختلاف والشرور . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقوله هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين ولي المتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ثم اعلموا أن الحادث المؤسف الذي وقع هذا الأسبوع في عرعر في منفذ سويف الحدودي هو أحد الحوادث التي تكشف لنا عن طبيعة فكر الخوارج وعقيدة الخوارج وحقيقة دين الخوارج . شبان أغرار حدثاء الأسنان يهاجمون مركزاً حدودياً يقوم جنوده بحمايته حفاظا على أمننا وسلامتنا فيقتلون جنودنا الموحدين المصلين ثم يتظاهرون بالاستسلام وطلب الأمان فلما أمِنَهم جنودُنا فجروا حزام الغدر والدناءة فقتلوا أنفسهم الخبيثة وقتلوا من كان حولهم من رجال الأمن ونجى الله منهم من نجى بفضله. لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بأنهم حدثاء ، وأنهم يكفرون المسلمين ويرمونهم بالشرك بعدما قرؤوا القرآن على جهل وفسروه بغير علم ، وأنهم لذلك يستحلون دماء المسلمين بل إنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان. فها هي صفاتهم التي وصفهم بها من لا ينطق عن الهوى ، ها هم يكفرون دولتنا ويكفرون كل من يدين لهذه الدولة بالسمع والطاعة ويعتقدها حكومة شرعية. ولذلك يستحلون دماءنا ودماء جنودنا، ويشترون بذلك الجنة في زعمهم.. ولا تعجب حين تراهم يقتلون المسلمين بل ويقتلون المصلين في المساجد فأسلافهم من قبل من قد قتلوا عليا رضي الله عنه وهو خارج إلى صلاة الفجر ، وأصابوا معاوية بضربة بالسيف في صلاة الفجر وقتلوا نائب عمرو بن العاص في صلاة الفجر بل وأعدّوا هذه الخطة في المسجد الحرام في رمضان. ورجع الصحابي الكريم عبادة بن قُرْص من الغزو حتى بلغ قريبا من الأهواز , فسمع أذانا , فلما جاء للجماعة يصلي معهم إذا هم قوم من الخوارج فلما رأوه، قالوا: ما جاء بك يا عدو الله؟ قال: ما أنتم بإخوتي؟ قالوا: أنت أخو الشيطان، قالوا: لنقتلنك قال: أما ترضون مني ما رضي به مني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: وما رضي منك؟ قال: أتيته وأنا كافر , فشهدت أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله فخلى سبيلي» , فلم ينفع فيهم هذا الكلام بل ذبحوه وقتلوه رضي الله . فإذا كان الأسلاف قتلةَ الصحابة وأهلَ الغدر واللؤم فماذا تنتظر من أحفادهم والمتبعين آثارهم. فتحذير علمائنا وتحذير ولاة أمرنا من التنظيمات المنحرفة في العقيدة والمنهج كتنظيم داعش وجبهة النصرة والقاعدة والجماعة الأم التي تفرعت عنها أكثر هذه التنظيمات أعني جماعة الإخوان المسلمين أقول إن تحذيرهم منها لم يكن سببه إلا خطورتَها على العقيدة والأمن والدماء والأعراض والأموال، فإنهم يفسدون في الأرض فساداً عظيماً لأن الخوارج من شرار الخلق بل هم أضر الخلق على المسلمين. ولذا يفعلون بالمسلمين من الأفاعيل مالا يفعل مثله اليهود والنصارى كما يقول معناه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. فيا أيها الشباب خاصة ويا أيها المسلمون عامة : الزموا عقيدة السلف الصالح ، واحذروا عقيدة الخوارج والحركات والتنظيمات التي تتبنى هذه العقائد وتسير في دربها في التكفير واستحلال الدماء وتشريع الخروج على الحكام بغير حق. اللهم إنا نسألك أن ترحم جنودنا الذين قتلوا ظلماً وعدواناً على أيدي الخوارج خاصة والمعتدين عامة وأن تسلكهم في زمرة الشهداء السعداء, وأن تشافي الجرحى والمصابين وأن تعجل بشفائهم. اللهم عليك بالخوارج الذين يكيدون لنا ويمكرون بنا اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك. اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا واجتماع كلمتنا. اللهم احفظ بلادنا وولاة أمورنا بحفظك يا رب العالمين. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تشفي خادمين الحرمين الشريفين وأن تلبسه ثياب الصحة والعافية يا أرحم الراحمين اللهم رب الناس ورافع الباس اكشف  ما به من باس أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك. اللهم شافه شفاء لا يغادر سقما. اللهم بارك في ولي عهده وولي ولي عهده وسائر إخوانه وأعوانه واجمع كلمتهم على الحق وأصلحهم وأصلح لهم البطانة يا رب العالمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم احقن دماء المسلمين في ليبيا واليمن وسوريا والعراق واجمع كلمة أهلها على الحق يا رب العالمين. اللهم الطف باللاجئين والمستضعفين من المسلمين اللهم الطف بهم وأمنهم من الخوف والجوع والمرض والبرد اللهم عجل بفرجهم وأنزل السكينة عليهم ، اللهم اجزي هذه الدولة وأخواتها من الدول الإسلامية خير الجزاء على ما تقوم به من جهود مشكورة للتخفيف عنهم يا رب العالمين.  اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروا له على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

One comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *