جديد الإعلانات :

العنوان : الامتحانات ومخاطر تتربص بالطلاب والطالبات

عدد الزيارات : 2495 عدد مرات التحميل : 23 - تحميل
أما بعد:

فنحن على مشارف موسم الاختبارات الطلابية النهائية، وهو موسم حافل بالقضايا التي تحتاج منا إلى وقفات ووقفات

فمنها أولاً: ما يتعلق بوصية أبنائنا بضرورة الجد والاجتهاد في مذاكرة الدروس ومراجعتها وحفظ قواعدها وفهم مسائلها،  ولتكن دراستك بصدق وإخلاص.  فإن كنت تدرس علوم الشريعة فانو ِبتعلمك وجه الله والدار الآخرة.  وأما الشهادة التي تحصلها من ورائها فانوِ بها أن تتبوأ وظيفة تنفع بواسطتها الخلق بعلمك فحامل العلم الشرعي من ورثة النبيين يبين ويرشد ويدعو الناس إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما تحصله من الراتب على عملك ووظيفتك فهو شيء تستعين به على شؤون دنياك وتستغني به عن ذل السؤال والحاجة إلى الناس.

وإن كانت الدراسة في التخصصات الدنيوية فلا حرج أن تنوي بها الدنيا ولكن لو نويت نفع المسلمين واستغناءهم بما عندك عن الحاجة الى الكفار حتى لا يتسلطوا عليهم من خلال هذه العلوم كان لك أجر على هذه النية إن شاء الله.

أما أن يدرس الطالب ويسهر ويجتهد وهو لا يخطر في باله إلا النجاح فقط فهذه نية قاصرة وتفريط في أجر جزيل وثواب عظيم.

ثم إن على الطلاب أن يدركوا العوائق التي تعوقهم عن التحصيل والمذاكرة ويتجاوزوها بوضع الحلول الحازمة الحاسمة فمنها الملل والضيق. وعلاج  هذا الداء بتذكير الإنسان نفسه أن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي لذا يثقل عليها ما فيه خير لها ويسهل عليها ما فيه شر لها فطاعتها ندم وترح ومعصيتها سرور وفرح ومتى قاومت الضيق والملل مرة ومرة زال عنك وسهل عليك قياد نفسك والتحكم فيها.

ومن العوائق إدمان أجهزة الاتصال الحديثة بألعابها أو علاقتها أو تصفح مواقعها فتذهب الأوقات وتهدر الأعمار في سبيلها.

ومن العوائق رفاق السوء الذين يزينون لك اللعب والاهمال ويهونون الفشل والرسوب

ومن العوائق الاعتماد على الطرق الملتوية في الإجابة عن طريق الغش بوسائله المختلفة فيدع المذاكرة لأجل ذلك.

 فتأمل هذه العوائق وعالجها بالعلاج النافع حتى تنال ما تصبو إليه قبل أن ترجع تجرجر أذيال الخيبة والحسرة والندامة في وقت لا ينفع فيه الندم.

تذكروا أيها الشباب ان النجاح يحتاج بعد توفيق الله إلى شيء كثير من الصبر على النصب والتعب والجد والحزم حتى يتجاوز مذاقها المر ومرتقاها الصعب.

ثانياً: في هذا الموسم ينشط تجار المخدرات والمنشطات نشاطاً منقطع النظير وفرائسهم التي يتربصون بها هم أبناؤنا وبناتنا في المرحلة الثانوية والجامعية على وجه الخصوص ، ولم يسلم منهم أحيانا حتى طلاب المتوسط بل ومن دونهم والعياذ بالله.

والسقوط في المخدرات يعني الشقاء والبؤس والهلاك والدمار والفقر والفجور والجريمة وغير ذلك من معاني السوء والقبح والشر. ألا ما ظنكم بآفة تذهب العقل وتعطل وظائف الجسم وتميت الغيرة حتى تجعل الرجل الذي كان عفيفا غيورا شهما  تجعله ديوثاً  خبيثاً منحطاً يعرض زوجته وابنته واخته للمروج والبائع مقابل الحصول على شيء منها.

ألا ما ظنكم بآفة تجعل من المرء الذي كان وديعاً لطيفا رقيقاً رفيقاً . وحشا كاسراً وظالماً فاجرا وقاتلاً أثما وغالباً ما يكون ضحايا جريمته زوجته وأولاده وأهل بيته بسبب ضيقه واكتئابه أو بسبب خيالات يتوهما ويتصورها لا حقيقة لها في الوجود أو بسبب خلاف بينه وبينهم بسبب إدمانه.

فالحذر ايها الشباب فإنهم الأن يقلبون النظر فيكم حتى ينقضوا على الفريسة المناسبة يتصيدونكم في تجمعات الكرة في تجمعات التفحيط في المطاعم والبوفيهات الصباحية بعد الخروج من قاعات الاختبار.

وفي الغالب يأتون الشاب من جهة شكواه من ضعف التركيز أو الفتور والإرهاق أو من جهة الشعور بالخوف والقلق والضيق.

فيعرضون عليه بضاعتهم على أنها الشفاء من كل هذه الأدواء والأمراض والمعاناة فإذا صدقهم ولان لهم أعطوه المنشط على صورة هدية ثم هدية ثانية ثم إذا وثقوا بإدمانه وحاجته إليهم كشروا عن أنيابهم . ونزعوا الاقنعة الجميلة التي كانوا يسترون بها الوجوه القبيحة واستنزفوا مال الفريسة وربما عرضه.

ثالثاً: من المظاهر المؤرقة في موسم الامتحانات ظاهرة التفحيط وهي من المظاهر التي يؤسف أن تكون في بلاد المسلمين.

لماذا ؟

لأن الإسلام دين ينهى عن الأذية اليسيرة في الطرقات فنهى مثلاً عن البول في الطريق ونهى عن الجلوس في الطريق إلا بضوابط وجعل الثواب الكبير لمن أزاح الأذى اليسير عن الطريق حتى أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن رجلاً دخل الجنة بسبب غصن شوك رآه في طريق الناس فخاف أن يؤذي احداً. فإذا كانت هذه بعض آداب ديننا أيها المسلمون فيما يتعلق بالطريق فكيف يرضى الشاب المسلم لنفسه أن يؤذي المسلمين في طرقاتهم أذى عظيماً .

إن في هذه الظاهرة تعطيلَ الطرقات وإخافة المارين وأذية سكان البيوت بالأصوات المزعجة، كما أن فيها إتلافَ المنافع العامة من الإزفلت والإنارة والأرصفة وإتلاف الأموال الخاصة كالسيارات التي يُفحط بها فهي في الغالب إما أن تكون مسروقة أو مستأجرة أو مستعارة، وفي هذا العمل أيضاً إتلافُ المحلات والبيوت التي تكون على مسرح هذه العمليات الإجرامية.

وفيها تجميع أهل الشر والفساد والفجور لا سيما من أصحاب المخدرات وأصحاب عمل قوم لوط

وفيها أيضاً تعريض المفحط نفسَه وغيرَه للموت قتلاً في أبشع صوره فكم ذهبت من أنفس في هذه الظاهرة الخطرة.

وإذا كان المفحط يلام مرة فالجمهور يلام ألف مرة لأنه السبب الكبير في هذه الظاهرة فرقصهم له وتصفيقهم له ونقل المقاطع المرئية لأعماله مع الإشادة بها وإطلاق الألقاب الكبيرة عليه كل هذا وأمثاله هو الذي يجرئه ويشجعه على الاستمرار والمبالغة فيما يقوم به. كما أن في تصرفات هذه الجماهير ما يشجع على ولادة مفسد جديد ومؤذ كبير في أيام قادمة يخلف من سبقه

فالحذر أيها الشباب والحذر يا أولياء الأمور لقد خرج من البيوت أو من المدارس شباب في عمر الزهور فما رجعوا ولكن رجع الخبر عنهم بأنهم صاروا فحما محترقاً أو لحما مقطعا تحت عجلات المفحطين فهل من متعظ أو معتبر...

بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واتعظوا بما يعظكم الله به فالله جعل في دنيانا هذه ما يقرب لنا ما ينتظرنا يوم القيامة من الحساب والجزاء ومن ذلك هذه الامتحانات الدنيوية وما يترتب عليها من النجاح والرسوب والفوز  والإخفاق والفرح والحزن فمن جد واجتهد وأحسن الجواب نجح وفاز بالدرجات الكبيرة والمراتب المتقدمة وسرته شهادته وبشر بها من يلاقيه ومن أهمل وقصر وأخفق رسب وخسر وضاقت نفسه واستحيا أن يسأله احد عن نتيجته.

وهكذا يوم القيامة من جاء بالإيمان والعمل الصالح أخذ كتابه بيمينه فرحا مستبشراً وثقل ميزانه وتيسر حسابه وكان مصيره إلى جنات عالية ومراتب سامية ومن جاء بالمعاصي والسيئات وما يسخط الله كان أخذ كتابه بشماله من وراء ظهره بائساً متحسرا وعسر حسابه وكان مصيره إلى النار والعياذ بالله

الا فلنستعد للامتحان الأكبر وذلك بالإيمان الصحيح والأعمال الصالحات والكف عن المعاصي والسيئات والتوبة مما فرط وسبق من الزلات فالنجاح في ذلك الامتحان هو النجاح الحقيقي والخسارة في ذلك الامتحان هو الخسران الحقيقي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)  [المؤمنون : 99 - 104]

اللهم اجعلنا من أهل الجنة ولا تجعلنا من أهل النار واجعلنا من السعداء ولا تجعلنا من الاشقياء برحمتك يا ارحم الراحمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *