جديد الإعلانات :

العنوان : إلى أهل هذا الوطن تذكير وتحذير

عدد الزيارات : 1932 عدد مرات التحميل : 11 - تحميل
أما بعد: فإننا ونحن نعايش هذه الفتن التي عصفت ولا زالت تعصف بكثير من البلدان والدول المجاورة ففرقت شملهم وخالفت كلمتهم وجعلت بأسهم بينهم لنسأل الله تعالى أن يحقن الدماء وأن يجمع الكلمة وأن يطفئ نار الفتنة وأن يصلح أحوالهم إنه سميع مجيب ثم إننا في الوقت نفسه لنسأل الله أن يجنب بلادنا هذه الفتن وأن يديم عليها نعمة الأمر والاستقرار ورغد العيش وتحكيم الشريعة الإسلامية إن ربي لسميع الدعاء. أيها الإخوة في الله: إن من نعم الله علينا في هذه البلاد أن جمع الله شملنا بعد فرقة شديدة والف بين قلوبنا بعد عداوة عظيمة وإن من تمام هذه النعمة وكمالها وسر فضيلتها وشرفها أن كان الاجتماع تحت راية التوحيد توحيد الله في العبادة فاجتمع الشمل تحت حكم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح. فظهر التوحيد والسنة ومحيت معالم الشرك والبدعة وقامت راية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وحرست الأخلاق والفضائل وحوربت الفواحش والرذائل فعشنا في مجتمع فيه من الخير الظاهر في العقيدة والعبادة والأخلاق مالا يكاد يوجد له مثيل. فرحم الله صاحب هذا الفضل بعد الله وغفر له ورحم ذريته ممن ولي الأمر من بعده وبارك في الأحياء منهم ووفقهم للاستمرار في درب الخير والهدى وجنبهم مزالق الشر والردى وحفظهم من أهل المكر والكيد إنه قوي عزيز. أيها الإخوة في الله: ليس سراً أن يقال إنه يخطط لنا ليل نهار ويكاد لنا في العلن والإسرار من أجل أن تشتعل الفتنة في بلادنا وأن تختلف قلوبنا وكلمتنا وأن يكون بأسننا بيننا منهم من يعادينا لأجل عقيدتنا السلفية فهو يريد أن ينقل هذه البلاد إلى عقيدة البدعة والضلالة وسب الصحابة وتعطيل المساجد وتشييد الأضرحة والقبور والمشاهد ومنهم من يعادينا بسبب الحسد على ما من الله به على هذه البلاد من خزائن جوده وكرمه في باطن أرضها من نفط وغاز وغيرهما فهو يحلم بالاستيلاء عليها ونهبها ومنهم من يعادينا بسبب الحسد أن شرف الله ملوك هذه البلاد برعاية الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار فهو يتميز قلبه من الغيظ والحقد والحسد والعداوة ومنهم من ينقم علينا عفتنا وأخلاقنا فهو يتحرق أن يرى النساء متحجبات محتشمات قد فصل بينهن وبين الرجال في عامة مؤسسات العلم والعمل وهو يريد أن نكون مجتمعاً منحلاً تخرج فيه المرأة سافرة متبرجة تخالط الرجال وتراقصهم وتخادنهم كيف شاءت ومتى أرادت .. وهم مع تعدد مشاربهم واختلاف مناهجهم إلا إنه يجمعهم العداوة لهذه البلاد والسعي لإفساد أمنها واستقرارها.. وهم وإن كانوا دائمي النشاط إلا أنهم ينشطون أكثر إذا أحدقت بنا المخاطر واشتدت الظروف كما فعلوا أيام حرب الخليج الثانية وكما فعلوا في بداية الفتن التي اشتعلت في بعض البلدان العربية وهاهم ينادون اليوم إلى إشاعة الفوضى والاضطراب عبر وسائل الاتصال ولا سيما شبكة النت بوسائل مختلفة وأساليب متلونة. ومن أخبث وسائلهم لشدة خفائها الأسلوب المتمثل في استغلال بعض الأخطاء أو الملحوظات التي لا يكاد يخلو منها مجتمع وتضخيمها وتهويلها وجعلها وسيلة لحقن النفوس وإلهاب القلوب وإثارة الأحقاد في قلوب الرعية ضد دولتهم. كما يفعلون الأن مع مشكلة الإسكان والبطالة والتوظيف والفساد الإداري والمالي.. إن الدولة بلسان أكبر مسؤوليها تقر تصرح بوجود مشكلات وكل يوم ولله الحمد والقرارات يتلو بعضها بعضاً لتصحيح الأوضاع وعلاج الأمراض ولكن لا أحد يملك أن يقول للأمر كن فيكون الإ الله.. وهؤلاء المصطادون في المياه العكرة لو صدقوا في أنهم يريدون الإصلاح لسلكوا منهج المصلحين الصادقين الذين يصدعون بالحق وبالأدب أمام أصحاب القرار بالتي هي أحسن وبالأسلوب السري الذي يجمع بين إبراء الذمة وبين الحفاظ على سلامة القلوب واجتماع الشمل. لأن هذا الأسلوب التهييجي إنما ينتج عنه _ وهم يدركون_ شحن القلوب على ولاة أمرها وقد تكون العواقب إلى اشتعال فتنة تأكل الأخضر واليابس وعندها لا يفكر المرء في سكن ولا وظيفة وإنما يفكر في روحه وحياته وحياة أهله وأعراض نسائه.. إنهم بمنزلة من يهدم البيت على راسه بدعوى إصلاح بعض الخلل والفساد في جزء منه. فهل يفعل هذا إلا سفيه. فيا أيها الإخوة في الله: لنحمد الله على ما نتقلب فيه من نعمة الدين والدنيا ولو لم يكن لنا من الدنيا إلا نعمة العافية في البدن والأمن في الوطن والكفاف في الرزق فإن شكر النعم من أسباب دوامها وكفرانها من أسباب زوالها بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية أما بعد: فإن الله تعالى أمر بالإصلاح وحث عليه ونهى عن الفساد والإفساد في الأرض وإن أعظم ما يحصل به الصلاح في الأرض الإيمان الصحيح الموافق للكتاب والسنة وأساسه إفراد الله بالعبادة وإفراد النبي صلى الله عليه وسلم بالاتباع. فمن رام الإصلاح لأي فساد كان في أمر الدين أو الدنيا ولم يسلك مسلك الشرع في إصلاحه كان من المفسدين من حيث يشعر أو لا يشعر. فمن رام الإصلاح بزعمه من خلال التهييج وإثارة الفتن فما هو إلا مفسد في الأرض فساداً كبيراً فعليكم بلزوم السنة وعليكم بالوفاء بعهد البيعة وعقد السمع والطاعة الذي في رقابكم لولاة أمركم ولا تكونوا من أعوان الأعداء على أنفسكم فإن أهدافهم لو تحققت فستكونون أنتم حطب فتنتهم ووقود نارهم لا سمح الله . معاشر المؤمنين ...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *