العنوان : من الحكم في رعي الأنبياء الغنم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ» رواه البخاري
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَجْنِي الكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ» قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ؟ قَالَ: «وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا» متفق عليه.
قال القرافي في الذخيرة (13/ 286) :
“أُلْهِمَ كُلُّ نَبِيٍّ فِي صغره رِعَايَة الْغنم ليتعود سِيَاسَةِ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِي الْغَنَم:ِ
- يَمْنَعُ قَوِيَّهَا عَنْ ضَعِيفِهَا
- وَيَسِيرُ بِسَيْرِ أَدْنَاهَا
- وَيَرْفُقُ بِصِغَارِهَا
- وَيُلِمُّ شَعَثَهَا فِي سَقْيِهَا وَمَرْعَاهَا ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِأُمَّتِهِ عِنْدَ نُبُوَّتِهِ” اهـ
وقال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري (6/ 386) :
معنى قوله عليه السلام: (ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم) – والله أعلم – أن ذلك توطئة وتقدمة في تعريفه سياسة العباد، واعتبارا بأحوال رعاة الغنم، وما يجب على راعيها:
- من اختيار الكلأ لها
- وإيرادها أفضل مواردها
- واختيار المسرح والمراح لها
- وجبر كسيرها
- والرفق بضعيفها
- ومعرفة أعيانها
- وحسن تعهدها
فإذا وقف على هذه الأمور كانت مثالا لرعاية العباد، وهذه حكمة بالغة” اهـ
ولماذا خص الغنم دون غيرها؟
قال القسطلاني في شرح صحيح البخاري (4/ 127)
“وخصّ الغنم لأنها أضعف من غيرها” أي أن راعيها يحتاج معها إلى الرفق واللطف أما رعاية الإبل ونحوها مما فيه قوة فيحتاج راعيها الى الشدة وربما استعمل معها العنف.
ثم قال رحمه الله”وفي ذكره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لذلك بعد أن عُلم أنه أشرف خلق الله ما فيه من التواضع والتصريح بمنته عليه” اهـ .
ففيه درس لأهل الكبر الذين يأنفون أن يتحدثوا بنعمة الله عليهم فلا يذكرون بعد الغنى والرئاسة ما كانوا عليه أول أمرهم من الفقر والحاجة أو الضعف والهوان والله تعالى يقول: “وأما بنعمة ربك فحدث”. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً.
سبحان الله
بارك الله جهودكم أبا عبدالله ونفع بكم ورزقنا وإياكم الإخلاص والقبول والمتابعة
جزاك الله خيرا ياشيخ علي
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد وفقكم الله وسدد خطاكم وثبتنا واياكم على الحق
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
بارك الله في جهودك شيخنا ونفع بك الاسلام والمسلمين
بارک الله فیک
بارک الله فیک لهذه المقالة الثمینة للهجومين دره
ماشاء الله.. هل تدلني على كتاب تحدث عن هذه القضية مفصلا؟