جديد الإعلانات :

العنوان : نصيحة

عدد الزيارات : 2970

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فأوصي نفسي وإخواني بتقوى الله تعالى، ومراقبته في الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
ثم إني أوصي نفسي وإخوتي الذين يتصدون للكتابة لاسيما في _ مجال الردود_ أن يحرصوا أعظم الحرص أن تكون مقالاتهم نابعة عن صدق نية وإخلاص لله تعالى بحيث لا يقصد الراد إلا النصح للمردود عليه ولعامة الناس حتى لا يغتروا بالبدع والأخطاء التي تكون في مقالات المردود عليهم، لأن العمل ما لم يكن خالصاً لله فلا ينتفع به صاحبه عند ربه عز وجل، وليحذر من مداخل الشيطان في هذا الباب فالشيطان قد يزين للراد مدح الناس أن يقولوا (فلان قوال بالحق) (فلان جريئ لا تأخذه في الله لومة لائم) (فلان وفلان ..) حتى ربما كان من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة والعياذ بالله.
ومن مداخله في هذا الباب أن يدخل الرد قصد الانتصار للنفس أو للشيخ بينما هو في الظاهر من باب الانتصار للحق والله عز وجل لا يخادع فإنه سبحانه يعلم السر وأخفى، وإنه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وأن يحرص الراد كذلك على الحق جهده وطاقته بأن يكون رده مبنياً على العلم والحجج والبراهين من الكتاب والسنة والنقل عن أهل العلم من سلف الأمة قديما وحديثاً.
وأن يحرص على تقوى الله تعالى في اختيار الكلام فيبتعد عن عبارات السب والشتم والتنقص والازدراء _ ما أمكن_ حتى وإن كان المردود عليه من أسفه الناس لساناً وقلماً، فليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش البذيء، نعم من ظلم فله أن ينتصر وأن يرد السيئة بمثلها وإن صبر فهو خير له ، لكن مقام الكتابة في صفحات الانترنت خاصة يقتضي مزيداً من العناية لكثرة من يطلع على المقال الواحد وتنوع مداركهم ومقاصدهم.
إن إحقاق الحق وإبطال الباطل لا يفتقر إلى عبارات (الشتم) و(السخرية) و(التنابز بالألقاب) وإنما يفتقر إلى توخي العدل وإصابة الحق.
ويتأكد البعد عن _ عبارات التجريح_ حين يكون الخصم منحطاً علماً وفهما وخلقاً وأدباً مداراة لشره وسفاهته حتى لا يكون له عذر في التمادي والزيادة في الطعن في السنة وفي أهل السنة. وقد قال تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) فنهى سبحانه عن سب آلهة المشركين _ وهو حق _ لما يترتب عليه من المفسدة العظيمة وهي سبهم لله تعالى غضباً لآلهتهم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

علي بن يحيى الحدادي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *