العنوان : من أخبار النساء
. هكذا بلغ بها الحزن؟!!
قال البخاري في صحيحه:
((لما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول:
ألا هل وجدوا ما فقدوا؟
فأجابه الآخر: بل يئسوا فانقلبوا )).
أي نصبت عند قبره خيمة ومكثت بقربه سنة تعلل نفسها بجواره ، ولما انقضت السنة سئمت ويئست فنقضت خيمتها ورجعت إلى المدينة فصاح مناد يسمعونه ولا يرونه: هل وجدوا ما فقدوا؟ فأجابه صائح أخر: بل يئسوا فانقلبوا أي رجعوا .. يقولان ذلك تقبيحاً لفعلها…
أم سليم : زوجة عاقلة ومبتلاة صابرة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي (أي مريض) فخرج أبو طلحة فقبض الصبي (أي مات) فلما رجع أبو طلحة قال ما فعل ابني قالت أم سليم هو أسكن ما كان (أوهمته أنه بخير وعافية)
فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها (أي جامعها، وكانت قد تهيأت له)
فلما فرغ قالت وار الصبي (أي ادفنه)
فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال ( أعرستم الليلة ) . قال نعم قال ( اللهم بارك لهما ) . فولدت غلاما . قال لي أبو طلحة احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه و سلم فأتى به النبي صلى الله عليه و سلم وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( أمعه شيء ) . قالوا نعم تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه و سلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبي وحنكه به وسماه عبد الله. (متفق عليه)
حوار مؤثر بين عمر وأسماء بنت عميس
عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
بلغنا مخرج النبي مخرج النبي صلى الله عليه و سلم ونحن باليمن فخرجنا إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا في قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه و سلم حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة . ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه و سلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه ؟ (لم يعرفها لأنها كانت متحجبة)
قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه آلبحرية هذه ؟ قالت أسماء نعم قال سبقانكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم
فغضبت وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار – أو في أرض – البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله ورسوله صلى الله عليه و سلم وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لنبي صلى الله عليه و سلم وأسأله والله ولا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه . فلما جاء النبي صلى الله عليه و سلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا ؟ قال ( فما قلت له ) . قالت قلت له كذا وكذا
قال ( ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم – أهل السفينة – هجرتان ) . قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا (أي جماعات، جماعة بعد جماعة) يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم . قال أبو بردة قالت أسماء رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. متفق عليه
يوم الوشاح!!
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَسْلَمَتْ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ (بيت صغير) فِي الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ:
وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا == أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ وَمَا يَوْمُ الْوِشَاحِ قَالَتْ خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ فَسَقَطَ مِنْهَا فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي فَبَيْنَاهُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي إِذْ أَقْبَلَتْ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُءُوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ فَأَخَذُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ. صحيح البخاري
وصدق رسول الله (الفرج مع الكرب، والنصر مع الصبر، واليسر مع العسر)