جديد الإعلانات :

العنوان : نعمة الأمن ومكانة رجال الأمن

عدد الزيارات : 3615

أما بعد:

فإن النعم تتفاوت في مكانتها وأثرها وحاجة الإنسان إليها وإن من أعظم النعم وأجلها نعمة الأمن لأن الأمن إذا فقد فقدت معه أشياء كثيرة من ضرورات الحياة فضلا عن الكماليات،

إذا سُلب الأمن خاف الإنسان على نفسه وخاف على عرضه وخاف على ماله.

اذا سُلب الأمن نهب القوي الضعيف وقهر الفاجر التقي وغلب السفيه الحليم

إذا سُلب الأمن تعطلت المعايش والأرزاق حتى ربما يبحث الناس عن كسرة الخبز وكوب الماء فلا يجدونها.

إذا سلب الأمن تعطلت بيوت الله من الجمع و الجماعات لأن الخروج إليها أو الاجتماع فيها قد يكون ثمنه ذهاب الروح وقطع الرقاب.

إذا سلب الأمن تناكرت القلوب واختلفت الوجوه وظهر من الأخلاق والمسالك ما لم يكن يخطر على البال في أيام الأمن والرخاء.

إذا سلب الأمن رخصت قيمة النفس البشرية حتى إن الإنسان ليقتل بلا سبب أو يقتل بسبب لونه أو بسبب اسمه أو بسبب قبيلته أو بسبب منطقته أو حتى من أجل المتعة والعبث والضحك على رؤية الضحية وهي تصارع ألم القتل والذبح والموت.

إذا سلب الأمن تعطلت دور العلم ومدارسه ومعاهده وكلما طال زمن الفتنة والفوضى ازداد الجهل في الناس وبسبب الجهل يكون خراب الدنيا والآخرة فإنه لا سعادة ولا حياة الا بتقوى الله وإنما يتقى الله بالعلم الشرعي.

 كنا نقرأ أخبار الدول والمجتمعات في أوقات الفتن ونظن أنها قصص من نسج الخيال ومبالغات المؤرخين والرواة وإذا بنا نرى في زمننا هذا عبر وسائل الإعلام بأنواعه ما جعلنا نستصغر ما قرأنا لهول ما رأينا والعياذ بالله.

فاحرصوا على نعمة الأمن في هذا البلد أعظم الحرص،  ولا تتهاونوا في كل ما يؤدي إلى ضعفه ولو كان حقيراً في نظر كثير من الناس فإن الصغير يكبر والقليل يكثر و معظم النار من مستصغر الشرر.

أيها الإخوة في الله:

إن أعداءنا ما فتئوا يكيدون لنا لسلبنا نعمة الأمن والاجتماع والطمأنينة ومن مكايدهم التي يستغفلون بها كثيراً من الناس الإشاعات المغرضة التي تهدف إلى بث الخوف والقلق والرعب في قلوب المواطنين حتى يفقدوا الثقة في دولتهم وفي حرصها على أمن أرواحهم وممتلكاتهم. مع أن جهودها في حماية الحدود وحماية الأمن مما لا يخفى على أحد ولكنه الكيد والمكر الذي يحاول تغطية الشمس في وسط النهار.

ومن مكايدهم الدعوة إلى المظاهرات والاعتصامات بدعوى التعبير السلمي وحرية الرأي حتى تكون طريقاً إلى الفوضى والاضطراب مع أن فتاوى كبار علمائنا كابن باز وابن عثيمين وسماحة المفتي واللحيدان والفوزان وغيرهم تحرم هذه السلوكيات وتجرمها بالدليل الشرعي

ثم على العاقل أن يتفكر لقد جرب المسلمون أو مظاهرة سلمية في زمن عثمان فانتهت بقتله رضي الله عنه وجرب المسلمون المظاهرات في هذا العصر طلبا للحرية والعدالة والرفاه فانتهت الى الدماء والاعراض والفقر وها هي المظاهرات اليوم على متظاهري الامس في دوامة لا أحد يدري متى تستقر ولا على ماذا .

فكيف يستسيغ عاقل أن يطالب بامر وهو يرى بعينيه نتائجه المدمرة وعواقبه السيئة وثمراته المرة المسمومة ، إنه لا يطالب أحد بهذه المظاهرات والاعتصامات إلا وهو يريد بنا مكراً وبأمننا وبلادنا سوءاً وشراً..

ومن مكايدهم توجيه سهامهم نحو رجال الأمن بتكفيرهم أو تخوينهم أو اتهامهم بالجرأة على انتهاك الأعراض والعدوان على النساء.

ومن هم رجال الأمن أليس أكثركم أو نصفكم أو ثلثكم من رجال الأمن.

اليس رجال الأمن هم أباؤكم وإخوانكم وأبناؤكم هل يتجرأ أحد منكم على اغتصاب عرض مسلمة ومن بنات وطنه وربما من قبيلته أو منطقته سبحان الله لو لم يمنع من ذلك الدين لمنعت منه الغيرة والمروءة والرجولة.

عَهِدنا رجال أمننا يقتحمون النيران المحرقة والسيول الجارفة لإنقاذ النساء والأطفال والمحتجزين ويفقدون كثيراً من رجالهم في هذا السبيل.

عهدنا رجال أمننا يجوبون الصحاري القاحلة ويرابطون في حدودها الليالي الموحشة متصدين لتجار المخدرات والمهربين والعابثين بأمن البلد.

عهدنا رجال أمننا يواجهون الأمواج البشرية في مواسم الحج والعمرة برحابة صدر وسعة خاطر مع ما يلاقونه في سبيل ذلك من الأذى والمخاطر تعظيماً لبيت الله وحماية لضيوفه.

عهدنا رجال أمننا يضحون براحتهم بل وبأرواحهم في سبيل أمننا وراحتنا وحمايتنا من فتنة التكفير والتفجير والتدمير

عهدنا رجال أمننا نبتوا في أسر مؤمنة وبيوت صالحة تربوا على الصلاة والصيام وقبل ذلك على التوحيد والسنة يصلون معنا ويصومون معنا ويقرؤون القرآن معنا

هؤلاء هم رجال الأمن حماة الوطن حماة الأموال وحماة الأعراض حماة دولة التوحيد حماة دولة السنة فكيف يقابلهم بعض الناس بتكفيرهم وإخراجهم من الملة كيف يقابلهم بعض الناس برميهم بأحط الصفات وأسوء الأخلاق كيف يتجرأ بعض الناس فيسبهم أقبح سب وأقذعه لا لشيء إلا لأنهم قاموا بالواجب الذي عليهم في حماية الأمن ممن يريد العبث به.

فاتقوا الله فيهم وكونوا سندا لهم بل وعدوا أنفسكم أنتم رجال أمن فالأمن أمنكم والوطن وطنكم.

ولو قدر الله مكروهاً فمن سيسطلي بناره ويحترق بشراره أليس أنتم لا قدر الله؟؟

نسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان والراحة والاطمئنان وأن لا يرينا مكروهاً في أنفسنا ولا ولاة أمورنا ولا جنودنا ولا بلادنا إنه سميع مجيب الدعوات.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

أما بعد:

فإن المكائد لم تقف عند ذلك الحد بل هي أكثر من ذلك ومنها أيضاً تضخيم الأخطاء وتسليط الأضواء عليها وعرضها بصورة تثير الحنق والكره والحقد عبر وسائل الإعلام والتواصل ومن ينظر في غالب البرامج الشبابية ذات الشعبية الكبيرة على اليوتيوب مثلاً يجدها مجندة لتحقيق هذا الهدف لا تكاد تخرج عن دائرة الذم والطعن في وطننا وولاة أمورنا.

ومن ينظر في الأسماء ذات الأعداد الكبيرة من المتابعين في تويتر يجد أن أكثر كتاباتها تدور في فلك واحد هو كتم محاسن بلدنا وتضخيم أخطائه ومحاولة الوقيعة بين الشعب وولاة أمره.

ومن يتابع تعليقات القراء في الصحف الالكترونية الشهيرة يجد أكثر المنشور منها أيضاً لا يكاد يخرج عن هدف واحد هو إشاعة روح الكراهية والبغضاء للوطن وولاة أمره. حتى لا يكاد يستبعد المتابع أن غالب هذه التعليقات كتبت بأقلام مأجورة دخلت بقصد الإفساد لا بعفو الخاطر.

والحال قريب من ذلك في برنامج الواتساب فما اكثر ما يتبادل الناس فيه المقالات والمقاطع التي تفسد ولا تصلح وترسخ روح الكراهية والبغضاء والشك في قلوب الشعب ضد ولاة أمره.

أيها الإخوة: إن الواجب علينا جميعاً  أن نكون يقظين حذرين منتبهين لما يراد بنا مستمسكين معتصمين بما أراده الله منا من لزوم طاعته وطاعة رسوله وإن من طاعة الله ورسوله لزومَ الجماعة والسمعَ والطاعة واجتنابَ أسباب الفتنة والاختلاف والفوضى. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) كما أن علينا جميعاً أن نتذكر أن النعم تسلب بالذنوب والمعاصي ومنها نعمة الأمن وكلما فرط الناس في جنب الله وضيعوا حدوده كلما شعروا بنقص نعمة الله عليهم قال تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] معاشر المؤمنين ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *