جديد الإعلانات :

العنوان : الوقاية من الانحراف الفكري

عدد الزيارات : 3168

أما بعد:

فإن نعم الله على هذه البلاد لا تعد ولا تحصى ومن نعمه عليها ما تم الإعلان عنه مؤخرا من إحباط مخططات كبيرة كانت تسعى للتدمير والإفساد والقتل كادت أن تنفذ  بأيدي بعض أبنائنا الذين غرر بهم أهل الأهواء والفتن.

إن الأعداد الكبيرة التي تم الإعلان عنها تدل على عظم الخطر واستمرار حركته وانتشاره في الداخل كالأورام التي تمشي وتنتشر داخل الجسد دون ضوضاء ولا أثار ظاهرية تذكر.

أيها الإخوة في الله:

إن هذه الأفكار المنحرفة تريد أن تنزع عنا ما ألبسنا الله إياه من التوحيد والسنة والأمن واجتماع الكلمة والخير الظاهر الكثير في هذا البلد مما لا يكاد يوجد له مثيل في غيرها من العناية بأمر التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك مما لا ينكره إلا حاسد أو حاقد.

إن هذه الحرب المنظمة التي تستهدف أمننا وتجند ابناءنا ضدنا توجب علينا زيادة الحرص والحذر على ابنائنا على وجه الخصوص لأنهم أكثر المستهدفين بمخططات اصحاب الفكر الضال المنحرف وذلك بتربيتهم على الولاء لولاة أمورهم ومحبتهم في الله والتدين لله بالسمع والطاعة لهم في المعروف، وتنبيههم على أن الكمال المثالي لا يمكن تحقيقه والنقص لا يمكن إنكاره ولكن نتعاون مع ولاتنا على البر والتقوى والمناصحة الشرعية السرية على إبطال ظلم أو تحقيق عدل أو تعديل معوج إو إصلاح خلل أو أمر بمعروف او نهي عن منكر فهم منها ونحن منهم وهكذا وصف الله المؤمنين فقال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )

ومن وسائل وقايتهم تربيتهم على الدعاء لولاة الأمور بالعافية وصلاح البطانة والتوفيق لنصرة الدين والحق فذلك من النصح لهم والدين النصيحة، وتنبيههم على خطر الدعاء عليهم وإشاعة مثالبهم وزلاتهم لكونه بوابة واسعة للإثم والفتنة والشر.

ومن أسباب وقايتهم ربطهم بكبار علماء السنة المعتبرين في العقيدة والفتوى والنصح للعباد المعروفين بحسن الولاء لأولي الأمر فإن ارتباط الشباب بكبار العلماء من أسباب سعادتهم ونجاتهم من كثير من الفتن ولا يزال الناس بخير ما أخذوا الدين والعلم عن أكابرهم وقد قائل السلف إن من سعادة الشاب إذا تنسك والأعجمي إذا أسلم أن يوفق لصاحب سنة. فخذوا أبناءكم إلى مجالس كبار العلماء واطلبوا من مدارس أبنائكم وأئمة مساجدكم أن يستضيفوا كبار العلماء حتى يسمعوا منهم التوجيه السديد والرأي الرشيد وكشف الشبهات وحل المشكلات.

ومن أسباب وقايتهم تبصيرهم وتنبيههم إلى ما يجري حولهم وقريبا من دارهم من الفتن الكبار من تدمير بعض الدول الإسلامية وتقطيع أوصالها وإشعال نار الفتنة بين أبنائها وما جر عليهم ذلك من الضعف والهوان والفقر وسفك الدماء وهتك الأعراض وتعطيل الدين والدنيا وغير ذلك من المآسي التي لا تعد ولا تحصى فهل يريدون منا أن نصير إلى مثل ما صاروا إليه وأسوأ.

ومن أسباب وقايتهم تحذيرهم من أهل الفتن ومجالس الفتن وكل وسائل الفتن سواء كانت في استراحة أو شريط أو قناة أو موقع على النت أو غير ذلك والمقصود بأهل الفتن كل من يثير أبناءنا على دولتهم وعلى علمائهم أو يزين لهم الخروج إلى ارض الفتن باسم الجهاد أو الاستشهاد فهم لا يريدون منهم إلا الاستفادة من أموالهم أو تجنيدهم ضد بلدهم فإن لم يجدوا منهم نفعا تخلصوا منهم في عملية انتحارية باسم الاستشهاد.

نسأل الله أن يجنبنا أسباب الفتن وأن يعيذنا من المصائب والمحن وأن يبصرنا بدينه وأن يمسكنا بسنة نبيه أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

أما بعد:

فإن الله تعالى أمر برعاية الأهل ووقايتهم من أسباب دخول النار فقال تعالى (يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمون) وإن رعاية الأبناء ليست محصورة في رعاية أجسادهم بتوفير الطعام والشراب واللباس والدواء والمسكن ونحو ذلك ولا هي محصورة في وقايتهم من المعاصي الشهوانية كالزنا والأغاني والسرقة ونحو ذلك ولكنها تشمل ذلك كله مع ضرورة وقايتهم من الانحراف العقدي الفكري فإنه أعظم خطرا واشد فتكا لأنه من أسباب الهلاك في جهنم في الوقت الذي يظن المرء فيه أنه يسلك أسباب الوصول إلى الدرجات العلى في الجنة وما أعظم الفرق بين من يعصي ربه وهو يعلم أنه عاص مقر بذنبه معترف بخطئه يحدث نفسه بالإنابة والتوبة وبين من يعصي ربه وهو يرى نفسه أن يتقرب إليه بهذه المعصية فهذا الذي يوشك ان لا يتوب وأن لا ينيب وأن لا يرجع إلى ربه إلا أن يشاء الله ومما نزل في أهل البدع والأهواء قوله تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في  الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

معاشر المؤمنين …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *