جديد الإعلانات :

العنوان : فضل العشر الأواخر وذكر بعض الأسباب المعينة على الاجتهاد فيها

عدد الزيارات : 1375

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله ف لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى حق تقواه، واشكروه على ما أنعم به وأولاه، فقد بلّغكم رمضانَ، شهرَ الصيامِ والقيام، وها أنتم اليوم بين يدي العشرِ الأواخرِ منه، وهي خيرُ ليالي العام، وفيها ليلةُ القدرِ التي هيَ خيرٌ من ألفِ شهر. فاشكروا الله تعالى على هذه النعمةِ الجليلة، والمنّةِ الكبيرة، بالاجتهادِ فيها بأنواعِ الطاعات، واجتنابِ الكبائرِ والسيئات، والتأسي بخاتمِ الأنبياءِ وأشرفِ البريّات، عليه من ربه أتمُّ السلامِ وأفضلُ الصلوات.

عباد الله: كان النبي ﷺ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يجتهدُ في غيرها، فكان يُحيى الليلَ قياماً وقرآناً وذكراً ودعاءً، وكان يشد مئزره أي كان يجتنب فيها إتيان زوجاته إقبالاً على الطاعة، وكان يعتكفُ فيها في المسجدِ ليتفرغَ لعبادةِ ربه بالصلاةِ والذكرِ والدعاءِ وقراءةِ القرآن، وكان يوقظُ أهلَهُ ليأخذوا بنصيبِهم في هذه العشرِ المباركات من طاعة الله جل وعلا وفي ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» متفق عليه.

ومن حِكَمِ الاجتهاد في العشرِ الأواخر طلبُ ليلةِ القدر التي قال الله فيها ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى ‌مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، وقال فيها نبيُّهُ ﷺ: “مَنْ ‌قَامَ ‌لَيْلَةَ ‌الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” متفق عليه.

وكلُّ ليلةٍ من ليالي العشرِ الأواخر يَحتمِلُ أن تكونَ هي ليلةَ القدر، ولو شاء اللهُ لنصَّ على موعدِها بعينه ولكنّه أخفاها ليجتهدَ المؤمنون في العَشْرِ كلِّها، فيكونَ اجتهادُهم فيها سبباً لكثرةِ أجورِهم، ورفعةِ درجاتِهم، وتكفيرِ سيئاتِهم.

عباد الله: تأمّلوا هذه التجارة الرابحة! عبادةُ ليلةٍ واحدةٍ يزيد فضلُها على فضلِ عبادةِ ألفِ شهر، أي أنّ العبادةَ في ليلةِ القدر أفضلُ من عبادةِ ثلاثةٍ وثمانينَ عاماً ليس فيها ليلةُ القدر. فيا لَهُ من عَملٍ يسيرٍ، وأجرٍ كبير.

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً بمنِّكَ وفضلِك، ولا تحرمنا أجرها بذنوبنا وتفريطنا في جَنْبِك، إنك أنتَ العفوُّ الغفور. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته. واجتهدوا فيما بقي من هذا الشهر الفضيل، فقد ذهب أكثره وما بقي منه إلا القليل، وخذوا بالأسبابِ المعينةِ على طاعةِ الله ككثرة الاستغفارِ والتوبة فإن المعاصي تُقيّدُ أصحابَها عن كثيرٍ من الطاعات، ومنها الإكثارُ من ذكرِ اللهِ تعالى ولا سيما الإكثارُ من قولِ (لا حولَ ولا قُوّةَ إلا بالله) فإنها عَونٌ على فِعْلِ الطاعاتِ واجتنابِ السيئات، وبالإكثارِ من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له لك الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) فمن قالها في يومٍ مائةَ مرة كانت حِرْزَاً له من الشيطانِ في يومهِ ذلك” كما ثبت في الحديث الصحيح. وحَريٌّ بمن أُحرزَ من الشيطان أن يُوفّقَ لفعلِ الصالحات، وتركِ المنكرات، جعلني اللهُ وإياكم منهم.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وعفوك وغفرانك، والفوز بجناتك، والعتق من نيرانك، برحمتك يا أرحم الراحمين.  اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم أَمّن حدودنا واحفظ جنودَنا، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *