جديد الإعلانات :

العنوان : الوصية بالاعتدال في الشراء، وحسن الاستعداد لرمضان

عدد الزيارات : 1117

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن مح  مدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وتدبروا قوله تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) وتأملوا قوله تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا . إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) وإن من التبذير المبالغة في المشتريات بين يدي رمضان، مبالغة تثقل كاهل رب البيت، وتتجاوز حاجته وحاجة بيته وضيوفه، ودينُنا دين التوسط والاعتدال في كل شيء، ولا سيما في الإنفاق، قال تعالى (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) أي لا تكن بخيلاً مسّيكاً، فإن البخل يشين صاحبه في الدنيا حتى عند أقرب الناس إليه من أهل وولد وقرابة، ويرديه في الآخرة فإن البخل من صفات أهل النار، ولذلك استعاذ منه النبي ﷺ، وحذّر فكان يقول  في استعاذته “وأعوذ بك من البخل” وقال ﷺ : “وَاتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ” رواه مسلم، وقال ﷺ : “وَلَا يَجْمَعُ اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ وَالشُّحَّ جَمِيعًا” رواه النسائي.

وأما قوله تعالى: ” وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا” أي لا تبذر في الإنفاق ولا تسرف فيه، بل اقتصد واعتدل، فإن عاقبة المبذر المسرف أن يلوم نفسه ويلومه أهله وغيرهم، كما أن عاقبته أن يحسر أي أن يعجز وينقطع عن الإنفاق الواجب عليه أو المتأكد في حقه.

وما أحسن الاعتدال وهو التوسط بين الإسراف والبخل فلا تبذير ولا تقتير كما قال تعالى في صفات عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم، وإن يدخلنا جميعاً في زمرة من رضي عنهم، إنه سميع مجيب الدعاء، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واستعدوا لشهر رمضان بالتوبة النصوح، لأن الذنوب قيود تكبل أصحابها عن طاعة الله فمن تاب توبة صادقة كانت نعم العون له على الاجتهاد في رمضان، قال تعالى آمراً عباده بالتوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)، واعزموا صادقين على الإحسان ومضاعفة الاجتهاد فيه في الأعمال الصالحة، فإن الله إذا علم في قلب العبد خيراً وفقه وسدده للعمل الصالح الذي يرحمه به ويغفر له به قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

إخوة الإسلام: من بقي عليه قضاء من رمضان الفائت فليبادر إلى القضاء، ومن لم يكن له صوم نافلة يواظب عليه من قبل فلا يتطوعُ بالصيام قُبيلَ رمضان لقولهِ ﷺ : «لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ» متفق عليه.

اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق إمامَنا وولي عهده بتوفيقك، وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *