جديد الإعلانات :

العنوان : الحفاظ على البيئة واجتناب مخاطر السيول

عدد الزيارات : 4001

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وتوكلوا عليه، فمن اتقى اللهَ وقاه، ومن توكل على اللهِ كفاه، قال الله جلَّ في علاه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ ‌مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾

عباد الله: حين تنزلُ الأمطار، وتسيلُ الأودية، وتَخْضَرُّ الأرض، وتعتدل الأَجواء، تنبعثُ رغبةُ كثيرٍ من الناس في الخروج إلى البَرّ والأودية، والحدائقِ والمنتزهات، للترويحِ عن النفس وإجْمامِها، ومِن فضلِ الله تعالى أنه جعلَ في ديننا فُسحة، فرخّص في التنزهِ للترويحِ عن النفس، قال ابن رجب رحمه الله «فأمّا الخروج إلى البادية أحيانا للتنزه ونحوهِ في أوقاتِ الربيع وما أشبهَه: فقد وردَ فيه رُخصة: ففي ” سنن أبي داود ” عن الـمِقْدامِ بن شُرَيْح، عن أبيه أنّه سألَ عائشة: هل كان النبيُّ ﷺ يَبْدُو؟ فقالت: نعم، إلى هذه ‌التِّلاع » الحديث.

ومما يـَحْسُنُ التنبيهُ عليه عندَ الخروجِ للتنزُّهِ، لا سيّما في مواسمِ الأمطارِ الآدابُ التالية:

أولاً: أن يكونَ للمسلمِ نيةٌ حسَنةٌ في خروجهِ للنزهة، مثلُ إجمامِ النفس لِتَنْشَطَ في العبادةِ وطلبِ العلمِ والقيامِ بالواجبات الوظيفية وغيرها، والاقتداءِ بالنبي ﷺ حيث كان يخرج أحياناً إلى البادية ومسايلِ الماء للترويح عن نفسه ﷺ كما سبق في حديث عائشةَ رضي اللهُ عنها.

ثانياً: الحفاظُ على الصلواتِ الخمسِ وعدمُ إضاعتِها فإنها عمودُ الإسلام وقد توعد اللهُ من سها عنها ففرّط فيها حتى خرجَ وقتُها قال تعالى ﴿‌فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ أيْ فويلٌ للتاركينَ الصلاةَ عمداً , وويلٌ للمؤخّرينَ لها عن وقتِها عمداً.

ثالثاً: تقوى الله تعالى بغضِّ البصرِ عن النساءِ الأجنبياتِ غيرِ المحارم، وحفظِ السمعِ عن الاستماعِ لما حرّمهُ الله تعالى من المعازف، وبحفاظِ المرأةِ على حجابِها وحشمتِها ما دامت في مكانٍ مكشوف يراها فيه الرجالُ الأجانب، فإن النزهة لا تحلُّ ما حرّم الله، قال ﷺ “اتق الله حيثما كنت”.

رابعاً: الحذرُ من مخاطرِ الأودية فلا ينبغي النزولُ في مجاريها لأنها قد تأتي فجأة فلا يمكن الفرارُ منها، كذلك لا ينبغي قطعُ السيول عند جَرَيانها كما يفعله كثيرٌ من الناس، ثِقةً منهم بمهارتهم، أو بقصد التفاخرِ بشجاعتهم، أو بقوّةِ سياراتهم، ثم يأخذهم السيل هم وأطفالهم ونساؤهم، في مناظرَ مُروِّعة، ونهاياتٍ مُفْجِعة، نسأل الله العافية، فأين هؤلاء من قوله تعالى ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ‌التَّهْلُكَةِ﴾ ومن قوله جل وعلا ﴿وَلَا ‌تَقْتُلُوا ‌أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾

خامساً: المحافظة على المرافقِ والمنافعِ العامة، وتركُها سليمةً نظيفة، والحذرُ من العدوانِ عليها بإتلافِها أو تَقْذِيْرِها أو غيرِ ذلك من صور العدوان، فقد لعن النبيُّ ﷺ من آذى المسلمينَ في مرافِقهم ومنافِعهم، نعوذ بالله من غضبه وعقابه. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

‌الحمد ‌لله ‌على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينَا محمداً عبدُ اللِه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابه، وسلَّمَ تسليماً مزيداً

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واذكروا نِعَمَهُ واشكروه، فمَن أطاع اللهَ دخلَ الجنّة، ومَن ذكرَ اللهَ ذكرهُ فِيْمَنْ عنده، ومن شَكرَ اللهَ زادهُ فضلاً ونعمة، قال الله تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) ‌فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾

عباد الله:

إنّ الدولة وفقها الله وضعت كثيراً من الأنظمة لحماية البيئةِ والطبيعة، من أجل مصلحة البلاد والعباد، والدواب والبهائم، كمنع الاحتطاب، وإشعال النار في غير الأماكن المخصصة، والإضرار بالغطاء النباتي، وغير ذلك من الأنظمة، فالتزموا بها، واحتسبوا الأجرَ والمثوبة، فإنّ طاعةَ وليِّ الأمرِ في غيرِ معصيةِ الله من طاعةِ الله ورسولهِ ﷺ قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾  وقال ﷺ : «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ وَمَنْ ‌يُطِعِ ‌الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي»، وربّوا أولادَكم على الحفاظِ على المرافقِ والمنافعِ العامّة، والحرصِ على سلامتِها ونظافتِها لينشؤوا على ذلك.

جعلني الله وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى، إنه سميع مجيب،  اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

One comment

  1. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *