جديد الإعلانات :

العنوان : الحث على استغلال عشر ذي الحجة ، ونصح الحُجاج بالتوقي من ضربات الشمس.

عدد الزيارات : 2422

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله عبادَ اللهِ واستبقوا إلى الخيرات، وسارعوا إلى جنةٍ عرضُها الأرضُ والسمواتُ، واشكروا اللهَ أن بلّغكم موسماً عظيماً من أعظمِ مواسمِ الطاعات، فأنتمُ اليومَ في عشرِ ذي الحجة، التي أَقسمَ اللهُ بها فقال: “والفجرِ وليالٍ عشر”

أنتمْ في عشرِ ذي الحجة التي قال فيها ﷺ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ‌فَلَمْ ‌يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» رواه البخاري وأبو داود واللفظُ له.

أنتمْ في عشرِ ذي الحجة وهي في أشهرِ الحجِّ التي أمرَ اللهُ فيها عبادَهُ أن يتزودوا لِسَفَرِهمْ إليه بالتقوى فقال: ﴿‌الْحَجُّ ‌أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾

أنتمْ في عشرِ ذي الحجة وهي في الأشهرِ الحُرُمِ التي نهى اللهُ فيها عبادَه عن ظلمِ أنفسِهم بفعلِ المعاصي وتركِ الواجباتِ فقال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ‌مِنْهَا ‌أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾

عبادَ الله:

قدّروا هذه النعمةَ حقَّ قَدْرِهاـ واشكروها _قدرَ استطاعتِكم_ حقَّ شُكرِها، بأن تستغلّوا هذه العشرَ أحسنَ استغلال، فتعمروها بما تطيقونَ مِن صالحِ الأعمال.

عباد الله:

تفكّروا في قَدْرِ النِّعمةِ التي أنتم فيها، إذ جاءت العشرُ وأنتم أحياء، وأنتم في زمن الـمُهْلَة، في زمنِ القُدرةِ على العملِ الصالح، ولو شاء اللهُ لجاءتْ وأنتم في القبورِ مرتهنون، وعن العملِ الصالحِ محجوزون، بل عن الركعةِ والتسبيحةِ الواحدةِ عاجزون، فبِالموتِ تنتهي الفرصة، وتنقطعُ الأعمال، وتُطوى الصحف، ولا يبقى إلا انتظارَ الجزاءِ والحساب والله المستعان، اللهم أَيقظنا من غَفَلاتنا، وأَلِنْ قَسْوةَ قلوبِنا، واستعملنا في طاعتِك، وأَجِرْنَا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة، أقولُ هذا القولَ وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد:

فاتقوا الله عبادَ الله، واعلموا أنّه يُشرع لكم في هذا العشرِ الإكثارُ من التكبيرِ والتهليلِ والتحميدِ في كلِّ وقت، فأكثروا منه لأمرِ النبي ﷺ بالإكثارِ من الذكرِ فيها، ولقولهِ تعالى ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ ‌مَعْلُومَاتٍ﴾ ، كما يُشرعُ لمن أرادَ أن يضحيَ أن يُمسكَ عن أخذِ شعره ِوأظفارهِ وبشرتِه حتى يذبحَ أُضحيتَه، ولا يجوزُ اشتراكُ اثنينِ فأكثرَ في ثمنِ الأضحيةِ من الغنم، ويجوز الاشتراكُ في الإبلِ والبقرِ، فالواحدةُ من الإبل تجزئ عن سبعة، وكذلكَ البقرةُ الواحدة.

عبادَ الله:

إن الحجَّ في هذا العام يصادفُ حرّاً شديداً فمن أرادَ الحجَّ فليرفُقْ بنفسهِ، وليتخذْ أسبابَ السلامةِ من ضرباتِ الشمسِ باستعمالِ المظلّةِ الشمسية، وعدمِ التعرضِ للشمسِ قدرَ الإمكان، وشُربِ الكثيرِ من السوائل، وتطبيقِ الإرشادات الصحية التي تعلن عنها الجهاتُ المختصة، فدينُنا بحمدِ الله ينهى عن الإضرارِ بالنفس كما ينهى عن الإضرار بالغير.

اللهم احفظ الحجاجَ والمعتمرين، ويسر لهم أداءَ مناسكهم آمنين، واجزِ حكومةَ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ خيرَ الجزاء على ما تقومُ به من خدمةٍ فريدةٍ للحرمينِ الشريفينِ وقاصدِيْهما من الحُجّاجِ والعُمّارِ والزُّوار، اللهم أَعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، وانصر عبادَكَ الموحدين، اللهم وفّقْ إمامَنا ووليَّ عهدهِ لما فيهِ رضاك، واجعلْ عملَهم موافقاً لهُداك، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا سميع الدعاء، اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذابَ النار. اللهم اغفر للمسلمينَ والمسلمات، والمؤمنينَ والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، اللهم صلِّ وسلّمْ على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ  وعلى آله وصحبه أجمعين.

3 comments

  1. محمد السفياني

    جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل

  2. علي قميري

    الله يجزيك خير ا على هذه الخطبه القيمه
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذه الموعظه البليغه

  3. ابوعمار حسن بن علي

    نفع الله بكم وكتب اجركم و تثقل الله بها موازين حسناتكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *