جديد الإعلانات :

العنوان : بين يدي رمضان خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 2778

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في طاعته واجتنبوا معصيته فمن أطاع الله دخل الجنة ومن عصا الله دخل النار قال ربنا جل وعلا مبشرا أهل طاعته ومنذراً أهل معصيته: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}

عباد الله: لقد أظلنا شهر كريم، وضيف عزيز، عديم المثال، سريع الارتحال، تفتح فيه أبواب الرحمة والجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه مردة الشياطين، فرض الله علينا صيامه، وشرع لنا قيامه.  فأكرموا وفادته، وأحسنوا ضيافته. شمروا فيه عن ساعد الجد بصيام نهاره إيمانا واحتسابا، وقيام ليله إيماناً واحتسابا، والاستكثار من تلاوة القرآن، ومد يد الجود والإحسان، وصدق الإنابة والتوبة والرجوع إلى الملك الديان.

شهر تضاعف فيه الحسنات؛ فاستكثروا منها، وتُعظّم فيه السيئات؛ فتباعدوا عنها، وموسم أرباح مضاعفة فتنافسوا فيها.

عباد الله:

لقد نوه النبي ﷺ بشأن الصوم وشأن رمضان في أحاديث كثيرة حتى تبعث في نفس المؤمن الهمة والنشاط للجد والاجتهاد فيه بصالح الأعمال فعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: “إذا كان أولُ ليلة من شهرِ رمضانَ صُفِّدتْ الشياطين مَرَدَة الجن، وغُلِّقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغيَ الخير أقبلْ، ويا باغي الشرِّ أقصرْ، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة”. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله “أتاكم شهرُ رمضانَ، شهرٌ مبارك، فرض الله عليكم صيامَه، تفتح فيه أبوابُ السماءِ، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه مرَدة الشياطين، لله فيه ليلةٌ خيرٌ من أَلفِ شهرٍ، من حُرم خيرها، فقد حرم” ذكرهما الألباني في صحيح الترغيب.

عباد الله:

إن رمضان شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار لكن ذلك بعد فضل الله لمن جاء بأسبابها من الإيمان والعمل الصالح، وإلا فكم من الناس يدرك رمضان ثم يخرج منه خاسراً والعياذ بالله وفي الحديث “رَغِمَ أنْفُ رجل دخل عليه رمضان ثم انْسَلَخَ ولم يُغْفَرْ لَه” رواه الترمذي وحسّنه. أي إن رمضان سببٌ عظيم للمغفرة فإذا أدركه المسلم ولم يغفر له فلأنه لم يعظمه ولم يتب إلى لله فيه، ولم يقم فيه بما شرع الله له، ولم ينته فيه عما نهى الله عنه، فحرم نفسه من المغفرة مع قيام سوقها، ودنوِّ أسبابها، وسعة أبوابها، فرغِمَ أَنفُه أي خاب وخسر والعياذ بالله.

اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً واجعلنا فيه من المقبولين واعتق رقابنا ورقاب والدينا من النا يا رب العالمين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي فضل رمضان على غيره من الأزمان وأنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم تسلمياً

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الاستعداد لرمضان هو بالفرح بفضل الله فيه، وصدق النية والعزم على الاجتهاد فيه، وتجديد التوبة والإنابة إليه، فإنه شهر الرحمة والمغفرة، وأولى الناس بالمغفرة والرحمة هم التائبون المستغفرون قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، وقال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

فاستعينوا بالله على الطاعة فيه، وسلوه التوفيق لاغتنام الشهر بما يرضيه، واستعيذوا به من الانشغال فيه بمعاصيه، وبما لا خيرَ ولا نفعَ فيه، فمن أعانه الله فهو الموفق الرابح، ومن خُذِلَ بسبب شروده عن ربه فهو المحروم الخاسر.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم بلغنا رمضان موسم الخيرات وضاعف لنا فيه الحسنات، واغفر لنا ما سلف من الذنوب والسيئات، وأدخلنا الجنة وأعذنا من النار برحمتك يا عزيز يا غفار.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفّق إمامَنا ووليَّ عهدهِ لما فيه رضاك، واجعلْ عملهم موافقاً لهُداك، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا سميع الدعاء، اللَّهُمَّ أَمِّنْ حُدودَنَا، وَاُنْصُرْ جُنُودَنَا، وَادْحَرْ عَدُوَّنَا مِنَ الحوثيين وَأَعْوَانِهِمْ، وَاِهْزِمْهُمْ شرَّ هزيمةٍ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزِ. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *