العنوان : المسارعة في الخيرات، والحث على الصوم في شعبان.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واغتنموا الأعمار، وبادروا إلى الاعمال التي تقربكم من الجنة وتباعدكم من النار، فإن الأيام خزائن الأعمال، فمن ملأ خزائنه بالخير فاز وربح يوم القيامة، ومن ملأ خزائنه بالشر خسر وكان من اهل الحسرة والندامة {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}.
عباد الله:
إن الأيام سريعة المرور حتى صارت الأعوام كالشهور، وكل يوم يمر يزيدنا قرباً من الآخرة ويزيدنا بعدا من الدنيا حتى يحل الأجل فينقطعَ الأمل ويَنغلقَ باب العمل، فالبدار البدار عباد الله إلى الأعمال الصالحة وإياكم والتسويف فيها، فإن النفس ما أسرعَ ما يلهيها، وما أكثرَ ما يفسدُها ويغويها، وقد أمرنا الله في الخير بالمسارعة والمسابقة والمنافسة فقال تعالى{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وقال تعالى{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقال تعالى في آيتين من كتابه {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} وقال تعالى بعد أن ذكر شيئاً من نعيم الجنة {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}
وأمر النبي ﷺ في عمل الآخرة بالمبادرة والاغتنام فقال ﷺ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» رواه مسلم، أي أسرعوا إلى الأعمال الصالحة قبل أن تقطعكم عنها الفتن. وقال ﷺ لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك” أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين.
وأمر النبي ﷺ بالتؤدة أي التروي والتمهل وترك الاستعجال إلا في عمل الآخرة فقال ﷺ: “التؤدَةُ في كل شيءِ، إلا في عملِ الآخرَةِ” رواه أبو داود. لأن عمل الآخرة محمود العاقبة، فثوابه الحسنات، وتكفير السيئات. أما أمور الدنيا فمطلوب فيها السكينة لأن عواقبها لا تدرك في بداياتها.
معاشر المؤمنين: من وفقه الله فعوّد نفسه المبادرة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات فليبشر بالخير العظيم، فإن المبادرين إلى الخير هم السابقون إلى الجنات، المقربون من رب الأرض والسموات قال تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}، وهم المتشبهون بالنبيين والصالحين قال تعالى {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}
وهم المفلحون وهم المتقون قال تعالى {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}
وفي المسارعة إلى الخير إبراء الذمة من حقوق الله تعالى وحقوق عباده، وفيها السلامة والنجاة من تأخير الله للعبد عن رحمته وفضله، قال ﷺ وقد رأى قوماً متأخرين عن الصفوف الأُول: «تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ» رواه مسلم. اللهم اجعلنا من المسارعين في الخيرات، رغبة في ثوابك ورهبة من عقابك واجعلنا لك خاشعين. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، وأشكره على نعمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا شيءَ كمثله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسلمياً.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأنيبوا إليه واستغفروه، واستكثروا من الأعمال الصالحة، ومن خيرها وأكثرها ثوابا صيام النافلة، وها نحن إخوة الإيمان في شهر شعبان الشهر الذي كان يكثر النبي ﷺ من الصوم فيه حتى كان يصومُه كلَّه أو أكثره فمن استطاع أن يكثر من الصوم فيه فليكثر، ومن ثقل عن صيام أكثره فليصم منه قدر ما يستطيع، تأسياً بنبيكم ﷺ، واغتناماً لثوابه، واستعداداً لصوم شهر رمضان بلغني الله وإياكم صيامه وقيامه.
ومن كان عليه قضاء من رمضان الفائت فليبادر بالقضاء قبل دخول رمضان. لأنه لا يجوز تعمد تأخير القضاء حتى يدخل رمضان من غير عذر شرعي.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفّق إمامَنا ووليَّ عهدهِ لما فيه رضاك، واجعلْ عملهم موافقاً لهُداك، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا سميع الدعاء، اللَّهُمَّ أَمِّنْ حُدودَنَا، وَاُنْصُرْ جُنُودَنَا، وَادْحَرْ عَدُوَّنَا مِنَ الحوثيين وَأَعْوَانِهِمْ، وَاِهْزِمْهُمْ شرَّ هزيمةٍ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزِ. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جزى الله الشيخ الدكتور علي بن يحي الحدادي خير الجزاء
وجزاكم الله خيرا، القائمين على هذا الموقع الطيب
ويا حبذا لو يزورنا شيخنا الفاضل الى هنا في أمريكا
وولاية جورجيا مدينة أتلانتا، في مسجد التوحيد في مقاطعة
5848 Memorial Dr, Stone Mountain, GA 30083
يزور أخوانه وأبنائه من المشايخ وطلبة العلم
فيه هنا دعوه قائمة بفضل من الله والقائمين عليه كوكبه من طلبة العلم
وخريجي الجامعه الاسلاميه، منهم الإمام الشيخ خليف عبد الصمد
وايضا الاخ ابو عبد الرحمن الأكلوهومي الامريكي الجميع خريجي الجامعه الاسلاميه وعلى تواصل بالعلماء والمشايخ في المملكه وغيرها من بلدان المسلمين وعلى منهج السلف الصالح
نود لو الشيخ يلبي طلبنا بارك الله فيكم وحفظكم، مع العلم انه قد أتونا مشايخ فضلاء منهم الشيح محمد بن أحمد الفيفي حفظه الله، والشيخ حسن ابن عبد الوهاب البنأ المصري رحمه الله تعالى وياتينا دائما للشيخ عبدالرحمن العميسان حفظه الله وايظا أتانا الشيخ الوالد الفاضل المتواضع صادق سليم صادق وهو صديق للشيخ على بن يحي الحدادي حفظه الله ومتع به، وكان قد وعدنا وقال لنا المره القادمه سأتي مع الشيخ علي بن يحي الحدادي فقلنا له يا الف مرحبا وسهلا بكم بين أهلكم واخوانكم ومحبيكم،
اخوكم: أبو وائل عثمان عباس الصامت
مدينة اتلانتا ولاية جورجيا، الولايات المتحده
هاتف: +19177701631
جزاك لله خيرا وكتب لك الاجر ووفقك لطاعته
جزاك الله خيرا شيخنا الغالي الحبيب