جديد الإعلانات :

العنوان : خطبة مناسبة لختام شهر رمضان

عدد الزيارات : 4959

التذكير ببعض الأحكام المناسبة في ختام شهر رمضان (خطبة مكتوبة)

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

أما بعد: فإننا في آواخر شهر رمضان، قد ذهب منه الكثير، وبقي منه القليل، وفيما بقي منه خيرٌ كثير، يفوز به من وُفّق لفعل الصالحات، وترك المنكرات، والاستكثار من أنواع القُربات.

عباد الله:

من كان مفرّطاً فيما مضى فليتب وليستغفر ربَّه، وليجتهد ما استطاع في أن يُصلح قلبَه، وليحسن فيما بقي من شهرِه، فإنّ الأعمالَ بالخواتيم، ومن كان محسناً فيما مضى فليزدد إحساناً، وطاعةً وإيماناً، وليسألْ ربَّهُ الثبات، والمزيدَ من فضلهِ فيما يَستقبلُ مِن الأوقات.

إخوة الإيمان: إنّ اللهَ تعالى شرع لنا في ختام هذا الشهر الكريم عباداتٍ جليلةً؛ منها: زكاةُ الفطر. وهي طعامٌ يخرجه المسلمُ عن نفسه وعمّن ينفق عليهم، شرعها الله لتكونَ طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث الذي حصل منه في هذا الشهر، ولِتكونَ شكراً لله تعالى على نعمةِ إتمامِ صيامِ الشهرِ وإكمالِه، ولتكونَ مواساةً للفقراء والمساكين في يوم العيد حتى لا ينشغلوا فيه عن مشاركة إخوانِهم صلاتَهم وفرحتَهم بطلبِ القوتِ والبحثِ عنه.

وصدقةُ الفطرِ واجبةٌ على كلِّ مَن ملك صاعاً من طعام زائداً عن حاجته وحاجةِ مَن تلزمه نفقتُهم يومَ العيدِ وليلَتَه، وتُخرجُ طعاماً كما فرضها رسول الله ﷺ، قال الإمام أحمد: لا يُعطي القيمة. قيل له: قوم يقولون إنّ عمرَ بنَ عبدِ العزيز كان يأخذُ القيمة؟ قالَ: يَدَعون قولَ رسولِ اللهِ ﷺ ويقولونَ قال فلان، وقد قال ابنُ عمرَ: فَرضَ رسولُ اللهِ ﷺ زكاةَ الفطرِ صاعاً من طعام.. الحديث.

ومما شُرع لنا في ختام الشهر التكبيرُ إذا رؤي هلالُ شوالٍ، أو أُكملتْ عِدّةُ رمضانَ ثلاثين يوماً، قال تعالى {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

ومن السننِ المؤكدةِ، وشرائعِ الإسلامِ الظاهرةِ، وسُننِ السلَفِ المأثورة عن الصحابةِ والتابعينَ لهم بإحسان، الجهرُ بالتكبيرِ في البيوتِ والأسواقِ والطرقات؛ فقد كانوا يجهرون به، ويأمرون الناسَ بالجهرِ به ويحثّونهم عليه. ولنا فيهم الأسوةُ الحسنة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واحرصوا إذا بلّغكم الله العيد أن تشهدوا صلاة العيد مع المسلمين، ولا تتخلفوا عنها من غيرِ عُذر؛ فقد كان النبيُّ ﷺ يأمرُ أُمَّته بالخروج لها، حتى كان يأمرُ الحُيّضَ من النساء، والشابّاتِ ذواتِ الخُدور لِيَشْهَدْنَ جماعةَ المسلمين ودعوتَهم، مع اعتزال الحُيّضِ المصلى. فإذا أُمرَ النساءُ بحضورهِا فالرجالُ آكدُ وأولى. ومن جمع بين الزكاة والصلاة فقد أفلح قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى . وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}

ومِن سُننِ يومِ عيدِ الفطرِ أن يأكلَ تمراتٍ وتراً قبلَ خروجِهِ إلى الصلاة، لقول أنس رضي الله عنه: “كان رسولُ اللهٍ ﷺ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات” وفي رواية “ويأكلهن وترا” رواه البخاري. وقد جُعِلت وتراً استشعاراً لوحدانيةِ الله فإنّ اللهَ وِترٌ يحبُ الوتر.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك وعفوك وغفرانك، والفوز بجناتك، والعتق من نيرانك، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، اللهم احفظ جنودنا بحفظك، وأيدهم بنصرك، اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأنزل السكينة عليهم وعجل بنصرهم يا سميع الدعاء، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله صحبه أجمعين.

One comment

  1. Very useful and educative

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *