جديد الإعلانات :

العنوان :

عدد الزيارات : 480

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله ربكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم واشكروه على نعمه كما أمركم يزدكم من فضله كما وعدكم.
عباد الله: إننا على أبواب شهر رمضان، الشهر الذي تفضل به على هذه الأمة، وشرع لهم صيامه وقيامه، وخصهم فيه بليلة هي خيرٌ من ألف شهر، الشهر الذي فيه أنزل القرآن، وتفتّح أبواب الجنان، وتغلّق أبواب النيران، وتصفد فيه مرة الشياطين.
فرض الله علينا فيه الصوم وهو غني عن جوعنا وظمئنا ونصبنا، وما افترض علينا صومه إلا لمصلحتنا نحن، وعلى رأس تلك المصالح أن يكون عوناً لنا على تقوى الله التي عليها مدار السعادة والفلاح قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فالصوم ينمي ويربي على مراقبة الله تعالى في السر، والصوم يضيق مجاري الشيطان من ابن آدم فلا يقوى على الإنسان كما يقوى عليه في غيره، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يصلون إلا ما كانوا يصلون إليه من الإغواء والإفساد الذي يتوصلون إليه في غيره.
وشرعه لنا ليكون لنا مدرسة نتعلم فيها الإخلاص لله تعالى فلا نبغي بعبادتنا أحداً سواه، الصوم عبادة خالصة من الرياء وهذا أحد المعاني التي فُسِّرَ بها قولُ الله تعالى في الحديث القدسي : “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” وأكّد النبي ﷺ على أمته أن تستضر الإخلاص في صيامها وقيامها حتى تنال موعود ربها بغفران ذنوبها فقال ﷺ «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقال ﷺ «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
وشرع الله لنا الصوم ليكون مدرسة نتربى فيها على مكارم الأخلاق ومعاليها من الصبر والحلم والوقار، والرحمة والإحسان وغير ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسنها قال ﷺ “قَالَ اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلاَ يرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ” متفقٌ عَلَيْهِ.
وشرع الله الصوم ليكون سبباً لنيل الكرامة التي أعدها الله لمن صام حقاً وصدقاً فقد قال ﷺ “إِنَّ فِي الجَنَّة بَاباً يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ” متفقٌ عَلَيْهِ.
فما أعظم شهرَ رمضان، وما أجل شأنه وما أسعدَ مَن فسح الله في أجله فبلغه الشهر ثم وفقه وأعانه على صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً جعلني الله وإياكم منهم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي منّ علينا بنعمة الإسلام، وشرع لنا الصيام والقيام، والصلاةُ والسلام على من أنزل الله عليه القرآن في رمضان، هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإني أوصي نفسي وإياكم بأن نستقبل شهر رمضان بالفرح والسرور بفضل الله ورحمته، وأن نستعد له بالتفقه في أحكامه وآدابه، فإن العلم الشرعي هو المصحح للعبادات، والمعين على الوصول إلى أعلى المقامات.
ثانياً: حفظ شهر رمضان من الذنوب والمعاصي والآثام، فالصوم وقاية عظيمة من النار ما لم نخرق هذه الوقاية بمعصية الله جل وعلا.
ثالثاً: المحافظة على الصلاة مع الجماعة والمحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وأن نستمر مواظبين على قيام رمضان وعلى الإكثار من تلاوة القرآن إلى آخر الشهر بل نحرص على أن نكون في آخر الشهر أنشطَ منا في أوله؛ تأسياً بنبينا ﷺ.
رابعاً: العناية بإطعام الفقراء والمساكين والمحتاجين فان النبي ﷺ كان أجودَ الناس بالخير وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان فجودوا وأحسنوا والله يحب المحسنين.
خامساً: تعلمون حفظنا الله وإياكم أن رمضان يأتي هذا العام والجائحة لا تزال موجودة فاحرصوا على الالتزام بالأنظمة التي تعلن عنها الجهات المختصة فيما يتعلق بالحضور إلى المساجد وما ينبغي مراعاته فيها، وما يتعلق بتوقيت الدخول إليها والخروج منها، فإن هذه الأنظمة لا يراد منها إلا تقليلَ الأضرار، والمحافظةَ على الصحة العامة، والإسهامَ في الإسراع بالخلاص من الجائحة نسأل الله أن يعجل بكشفها والعافيةِ منها إنه سميع الدعاء.
اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين. اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين. اللهم انصر جنودنا وأمّن حدودنا، واهزم عدونا يا قوي يا عزيز. اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *