جديد الإعلانات :

العنوان : التذكير بنعمة الأمن. خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 2772

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: أيها الناس اتقوا الله ربكم واستعينوا على طاعته بما رزقكم واشكروه على نعمه كما أمركم يزدكم من فضله كما وعدكم قال تعالى {وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} وقال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}

عباد الله إن من أولى النعم بالشكر نعمة الأمن في الوطن، ولعظم شأن الأمن في الأوطان دعا إبراهيم ربه فقال: { رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} وقال أيضاً {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} وإذا تأملنا الآيتين وجدنا أن إبراهيم عليه السلام قدم الدعاء بطلب الأمن في الوطن قبل الدعاء بطلب الرزق في الآية الأولى، وقدم الدعاء بطلب الأمن قبل الدعاء باجتناب عبادة الأوثان في الآية الثانية، وفي ذلك دلالة بالغة على عظم شأن الأمن وشدة الحاجة إليه، ولا عجب في ذلك فإن الناس إذا أمنوا في أوطانهم ائتلفت قلوبهم واجتمعت كلمتهم وأقاموا شعائر دينهم وعمروا دنياهم، وانتظمت مصالحهم، واستقامت أحوالهم، فالأمن مجمع عظيمٌ لمصالح الدين والدنيا، ومصالح الفرد والجماعة،

عباد الله:

من أراد أن يعرف نعمة الأمن فلينظر إلى أحوال البلاد التي فقدت هذه النعمة ماذا حل بهم من الخوف والجوع، والقتل والتشريد، والذل والهوان، ومحن وأهوال يشيب لها الولدان.

وإن التاريخ ليحدثنا عن ظروف عصيبة مرت بها بلادنا هذه قبل توحيدها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله بسبب انعدم الإمامة والجماعة والأمن، من التفرق والفتن، والهرج والمرج، والغزو والقتل، والسلب والنهب، والفقر والجوع، ما لا يكاد يصدقه من يتقلب في النعيم الذي نتقلب فيه اليوم ولله الحمد والمنة. فلنشكر الله يا عباد الله على ما أنعم وأولى وأسدى وأعطى. فبالشكر تدوم النعم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله. الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، والأمن في الأوطان، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له الملك الديان، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافى فِي جَسَدِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا”. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد:

فاتقوا الله تعالى وحافظوا على نعمة الله بتحقيق التوحيد فقد الله وعد الله من حقق التوحيد بالهداية والأمن والعز والتمكين قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}  وحافظوا على نعمة الأمن بلزوم السمع والطاعة لأولي الأمر فبهم تستتب الأمور وينقمع أهل الظلم والشرور، وتقام الحدود، وتأمن السبل، ويأمن الضعيفُ بطشَ القوي، ويأمن القويُّ مكرَ الضعيف،

قال تعالى:  { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} قال الآلوسي في تفسيره ما مُلَخّصُه “وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ أهلَ الشرور بِبَعْضٍ آخَرَ من الناس لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وبطلت منافعها وتعطلت مصالحها من الحرث والنسل وسائرِ ما يصلح الأرض ويعمرها، وفي هذا تنبيهٌ على فضيلة الـمُلك وأنه لولاه ما استتب أمر العالم، ولهذا قيل: الدين والـمُلك توأمان، ففي ارتفاع أحدِهما ارتفاعُ الآخَر، _أي في زوال أحدهما زوال الآخر_ لأنّ الدينَ أُسٌّ، والـمُلْكَ حارسٌ، وما لا أُسَّ له فمهدوم، وما لا حارسَ له فضائع”.

اللهم احفظ علينا أمننا، وأصلح لنا ديننا، وأصلح لنا دنيانا وآخرتنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. وانصر عبادك الموحدين. اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدين والدنيا والأهل والمال. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *