جديد الإعلانات :

العنوان : فضل العلم ، وحث الأسر على متابعة أبنائهم في التعليم عن بعد

عدد الزيارات : 7545

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.

إخوة الإيمان: إن شان العلم شأن عظيم فقد فضّل الله تعالى آدم بالعلم كما قال جل جلاله {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}

وبالعلم رفع الله تعالى أهل العلم حتى قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته على وحدانيته فقال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وبالعلم يرفع الله العلماء فوق غيرهم درجات عظيمة كما قال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وبالعلم يُتقى الله حقَّ تقاته، ويُخشى حق خشيته كما قال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}

والعلمُ الشرعي هو ميراث محمد ﷺ وميراث النبيين من قبله كما قال ﷺ : «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» رواه أبو داود.

وديننا الإسلامي هو دين العلم النافع، يأمر به، ويرغب فيه، ويرفع من شأنه وشأن أهله، و به امتنّ الله على عباده   قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } وقال تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } وقال تعالى {قْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}

والعلم الذي مدحه الله ومدحه نبيه ﷺ مدحاً مطلقاً هو العلم الشرعي (قال الله وقال رسوله ﷺ) ، وأما العلوم الدنيوية التي بها قيام مصالح الناس كالطب والحساب والعلوم العسكرية والصناعات النافعة بأنواعها فهي داخلة فيما يُطلب من المسلمين تعلمه لصحة أبدانهم وقسمة مواريثهم، وجهاد عدوهم، والاستغناء بأنفسهم عن الحاجة إلى غيرهم كما قال تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } ومن تعلم شيئا من هذه العلوم الدنيوية ناوياً التقرب بها إلى الله كان له أجر وثواب، ومن تعلمها لا يتعلمها إلا للدنيا فلا حرج عليه ولا جناح، بخلاف العلم الشرعي فلا يجوز تعلمه إلا لله فقط.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا كريم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

فاتقوا الله تعالى واشكروه على تواتر نعمائه، وترادف آلائه. وإن من نعم الله علينا أن وفق ولاة أمورنا إلى العناية بالعلم وأهله وطلابه، فقد أمرت الدولة أيدها الله في ظل هذه الجائحة باستمرار التعليم عن بعد في جميع المراحل الدراسية حفاظاً على الحياة والأرواح.

ولا شك أن نجاح هذا المشروع الكبير يحتاج بعد توفيق الله إلى عناية الأسرة بأبنائها، ليتابعوا الدروس في المنصات المعتمدة من قبل الوزارة، ومتابعتهم في حل واجباتهم، والتواصل مع المدرسة لحل ما يعرض من إشكالاتهم. فخذوا الأمر بجد وحزم وعزم.

وفي ختام هذه الخطبة فإن من المناسب الإشارة إلى أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في سبيل تعلمينا ورقينا ورفاهيتنا وسلامتنا وحمايتنا والدفاع عنا يجب أن تقابل منا أُسَراً ومعلمين ومتعلمين بالشكر والثناء، ومبادلة الوفاء والدعاء، والوقوف صفاً واحداً أمام المتربصين والأعداء. وأن نغرس في قلوب الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية قيم الولاء لولاة أمورنا باستشعار وجوب طاعتهم في غير معصية الله، وباستشعار المواطنة الصالحة التي تحملهم على المحافظة التامة على وطنهم وطن التوحيد والسنة. أدام الله عزه ومجده، معتصماً بالكتاب والسنة، وبما كان عليه سلف الأمة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

One comment

  1. عمر رضوان

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *