جديد الإعلانات :

العنوان : من صور الذبح لغير الله والتحذير منها خطبة مكتوبة

عدد الزيارات : 5039

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

فاتقوا الله تعالى بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، وإنّ أعظم ما أمر الله به هو التوحيد، وأعظمَ ما نهى عنه هو الشرك. والتوحيد أن يُفرد اللهُ بالعبادة، والشرك أن يُصرف شيء من العبادة لغيره تعالى.

ومن العبادات الجليلة التي شرعها الله لعباده وأمر أن تصرف له وحده التقربُ له تعالى بذبح بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم في العبادات الواجبة كهدي التمتع والقِران في الحج أو العباداتِ المستحبة كالأضاحي يوم النحر. قال تعالى (فصل لربك وانحر) وقال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

كما أمر سبحانه عباده أن يذكروا اسم الله وحده عند ذبح ما أحل لهم من الحيوان قال تعالى {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} وقال تعالى {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}

وأمرنا جل وعلا كذلك بذكر اسمه عند الصيد فقال تعالى {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} ونهى سبحانه وتعالى عن أكل ما لم يُذكر اسمُ الله عليه فقال عز وجل {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}

ونهى عن أكل الذبائح التي ذكر عليها اسمُ غيرِ اللهِ تعالى فقال جل وعلا {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} “أي: ما ذُكِر على ذبحه اسمُ غيرِ اللهِ تعالى”

عباد الله:

إن الله تعالى هو وحده من خلقنا وهو وحده الذي تفضل علينا فخلق لنا بهيمة الأنعام والصيد لننتفع به، فوجب علينا أن نقف في ذبحها عند حدوده جل وعلا، فلا نذبحها إلا لله، ولا نذكر عليها إلا اسمَ الله، ولا نأكل مما لم يذكر عليه اسم الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حق حمده وأشكره على إنعامه وفضله، وأصلي وأسلم على خيرته من خلقه، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه، يبلغْكم من خير الدنيا والآخرة فوق ما تؤملوه، فقد رتب الله على البر والتقوى، سعادة الدنيا والأخرى، واحذروا معصيته فإن المعاصي تسلب النعم، وتجلب النقم، ولا طاعةَ أعظمَ من لتوحيد ولا معصيةَ أعظمَ من الشرك.

وإذا كان الذبح لله توحيداً فإن الذبح لغير الله شركٌ أكبرٌ، مخرجٌ من الملة، محبطٌ للعمل كله، موجبٌ للخلود في النار لمن مات عليه، وهذه هي القاعدة في هذا الشأن، فما أمر الله أن يُصرف له فصرفه لغيره شرك. أعاذنا الله وإياكم من الشرك كله أكبرِه وأصغرِه ظاهرِه وباطنِه.

وإضافة إلى كون الذابح لغير الله واقعاً في الشرك الأكبر فهو أيضاً ملعون بلعنة الله على لسان رسوله ﷺ إذ يقول (لعن الله من ذبح لغير الله) رواه مسلم.

عباد الله:

إن الذبح لغير الله له صورٌ كثيرة فمنه الذبح للأولياء والأضرحة والقبور والمشاهد، ومنه الذبح للجن خوفاً من شرهم عند الانتهاء من بناء المنزل، ومنه الذبح تنفيذاً لطلب الساحر أو الكاهن لأجل عملِ سحرٍ أو حَلِّه أو لشفاءِ مريض.

ومن الذبح لغير الله الذبحُ تحيةً وتعظيماً وإجلالاً عند قدوم الأمراء والمعظَّمين، أو الذبحُ الذي يذبحه المسترضي لخصمه بقصد إرضائه عند حصولِ النزاعِ والخلافِ والشقاق. فهذه الذبائح كلها شرك، وكلها يحرم أكلها ولو ذكر اسم الله عليها لأن الأعمال بالنيات. أما الذبح لإكرام الضيوف أو لإطعام الأهل أو نحو ذلك فهذه ذبائح مشروعة أو مباحة، ولا تدخل في الذبح لغير الله والحمد لله.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *