جديد الإعلانات :

العنوان : حب النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي عدم الاحتفال بمولده (خطبة مكتوبة)

عدد الزيارات : 5885

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه مما شاع في كثير من البلدان الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام، وعمل المولد من البدع المحدثة والبدع في الدين شر عظيم وإن استحسنها بعض الناس فقد قال صلى الله عليه وسلم (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وكان يقول في خطبته (وشرُّ الأمور محدثاتها وكلُّ محدثة بدعة وكلُّ بدعة ضلالة وكلُّ ضلالة في النار) رواه مسلم والنسائي واللفظ له.

ولو كان الاحتفال بالمولد مشروعاً لرغّب اللهُ تعالى عباده فيه في كتابه الكريم أو أمرهم به، (وما كان ربك نسياً) ، ولو كان مشروعاً _ ولم يَـرِدْ في كتاب الله _ لجاء الأمر به أو الترغيب فيه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أو لفَعَله ولو مرةً واحدةً في عمره الشريف فإنه عاش بعد بعثته ثلاثاً وعشرين سنة ولم يحتفل بمولده ولا مرة واحدة وهو الناصح لأمته الحريص عليها الذي لم يدع خيراً إلا أمرها به ولا شراً إلا نهاها عنه. لم يغشَّ أمته ولم يكتمها شيئاً أُمِر بتبليغه عليه الصلاة والسلام. ولو كان مشروعاً لبادر إليه خلفاؤه الراشدون وأهل بيته الأقربون وأصحابه الأنصار والمهاجرون وهم أشد الناس له حباً وأوسع الناس بالدين علماً وأعظم هذه الأمة على الخير حرصاً. ولو كان مشروعاً لفعله السلف الصالح من أئمة التفسير والفقه والحديث من التابعين وأتباع التابعين والأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة المعروفة. فهل يعقل يا عباد الله أن يكون الاحتفال بالمولد من شُعب الإيمان ومن خصال الخير ومن الأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله زلفى ثم لا يكون له ذكر في القرآن ولا في السنة ولا عُرِف في القرون المفضلة المشهود لها بالخيرية في قوله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). إن هذا لا يكون أبداً لمن تأمل وتدبر. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وتمسك بسنته واتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن حب النبي صلى الله عليه وسلم فرض محتم وأنه لا يصح إيمان عبد لا يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكمل إيمان عبد الكمال الواجب حتى يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لنفسه وأهله وماله والناس أجمعين. قال صلى الله عليه وسلم (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ) متفق عليه.

ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي الطاعةَ والاتباع، وتركَ المخالفة والابتداع قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فيا عبد الله إن حبك الشرعي الصحيح لمحمد ﷺ يحملك على أن لا تحتفل بمولده لا أن تحتفل به، لأنه ليس من السنن بل هو من المحدثات والبدع.

إخوة الإسلام: إن الله امتن علينا فقال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فديننا كامل تام،  وليس بحاجة لأن نزيد فيه ما ليس منه، فحافظوا على دينكم من الزيادة والنقصان، ومن التحريف والتبديل، واعلموا أنه لا شيئ مثلَ البدع يطمس الحق ويحجب نوره ويخفي معالمه، نعوذ بالله من البدع في الدين، ومخالفةِ هدي سيد المرسلين، واتباعِ غيرِ سبيل المؤمنين.

اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم مسكنا بسنته، واتباع شرعته، واحشرنا يوم القيامة في زمرته برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واحم حوزة الدين وانصر عبادك الموحدين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم هيئ لهم الباطنة الصالحة الناصحة وانصر بهم دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم واستعملهم في طاعتك وصلاحِ بلادك وعبادك يا رب العالمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *