جديد الإعلانات :

العنوان : خطبة ضعف الإيمان مظاهره أسبابه علاجه

عدد الزيارات : 9460

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن سعادة العبد هي في صلاح قلبه واستقامته وقوة إيمانه ومتانة ديانته بلا غلو ولا إفراط.

فإذا ضعف إيمان العبد ومرض قلبه كان ذلك نذير خطر لأن الضعف قد يتمادى به حتى يؤول به إلى الفواحش والفسوق والكبائر أو إلى النفاق والردة فيختم له بذلك فيلقى الله بشر خاتمة ويصير إلى أسوء عاقبة والعياذ بالله.

إخوة الإيمان: إن ضعف الإيمان له علامات ومنها:

سهولةُ الوقوع في المعاصي، والمداومةُ عليها لأن الخوف من الله ضعيف في قلبه فلا يمنعه من معصية الله. كما أن ضعيف الإيمان تثقل عليه الطاعات والأعمال الصالحات كذكر الله والصلاة و صلاة الجماعة كما قال تعالى عن المنافقين {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]

ومن علامات ضعف الإيمان عدم استنكار المعاصي وعدم استقباحها وعدم الشعور بالغيظ أو الغضب أو الكراهية عند رؤيتها أو سماعها.

وضعيف الإيمان لا يكاد يتأثر قلبه بالمواعظ والعبر فإذا قرأ القرآن أو استمع إليه لم يخف من الله عند سماع آيات الوعيد ولا يرجو ولا يطمع في فضل الله عند آيات الوعد ولا يتعظ ولا يعتبر عند آيات الموت وذكر الآخرة.

وكذا تراه يرى الموتى ويشارك في حمل الجنائز ودفنها ولكن لا يحدث ذلك عنده العزم على التوبة والإنابة والاستعداد لمثل ذلك المصرع والمنقلب.

ومن علامات ضعف الإيمان سوء الخلق وقلة الحياء وأذية الخلق بغير حق.

وأما أسباب ضعف الإيمان فهي كثيرة ومنها:

قلة العلم والبصيرة والفقه في دين الله ولذا فإنه كلما تفقه العبد في دين الله بحسن نية زاده ذلك خشية قال تعالى (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ).

ويضعف الإيمان حين يترك المسلم مجاهدة النفس ومحاسبتها فتذهب أيامه ولياليه مقيماً على المنكرات، مقصراً في الطاعات غير منتبه لنفسه ولا مفكر في عاقبة أمره.

كذلك إيثار الدنيا على الآخرة وتقديم اللذات العاجلة على اللذات الآجلة فإنه إذا غلب حب الدنيا على حب الآخرة عمي البصر وفسد القلب.

ومنها صحبة الغافلين وضعفاءِ الإيمان ومجالستُهم فإن المرء على دين خليله.

ومن أسباب ضعف الإيمان الإهمال والتقصير في تلاوة كتاب الله وتدبر آياته والاتعاظ بمواعظه.

ومنها أكل المال الحرام فإن التغذية الخبيثة تورث السلوك الخبيث ولذا كان مصير الأجساد النابتة من السحت إلى النار لأنها تعمل بعمل أهل النار والعياذ بالله.

ومن أسباب ضعف الإيمان الإعجاب بالنفس فمن الناس من يفتح له في بعض أبواب الخير كطلب العلم أو قيام الليل أو صدقات السر، أو إنكار المنكر أو الرد على أهل الشبهات والشهوات فيعجب بنفسه ويصاب بالكبر أو العجب او الرياء أو غير ذلك من أمراض القلوب فينقص بها إيمانه نقصاً عظيماً من حيث يشعر أو لا يشعر.

فلنحاسب أنفسنا عباد الله محاسبة دقيقة ولنجاهدها على فعل الواجبات والاستكثار من نوافل الطاعات وعلى ترك المنكرات واجتناب المشتبهات. طالبين بذلك ما عند الله من الأجر والثواب وما عند الله خير وأبقى.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في تحصيل أسباب قوة الإيمان ومنها:

طلب العلم النافع بصدق وإخلاص نية، ومجاهدة النفس على العمل بالعلم والمسارعة إلى الخيرات فكلما ازداد العبد هدى وطاعة كلما ازداد وقوي إيمانه ففعل الحسنة دافع إلى فعل حسنة أخرى بعدها كما قال تعالى (والذين اهتدوا زادهم هدى).

ومن أسباب قوة الإيمان : إدمان تلاوة القرآن الكريم بتدبر وحضور قلب فإنه أعظم وأجل أدوية القلوب وأسباب شفائها من أمراضها وعِلّاتها. وليحرص المسلم على أداء العبادات بحضور قلب طمعاً في ثواب الله وخوفاً من عقابه فتلك هي العبادة النافعة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.

ومن أسباب قوة الإيمان استحضار مراقبة الله في السر والعلن ومجاهدة النفس حتى لا تقع يا عبد الله في الشهوات المحرمة كالسرقة والزنا والنظر والاستماع إلى الحرام فإن زلت القدم ووقعت المعصية فبادر إلى التوبة والإنابة فإن التوبة تجب ما قبلها

ومن أسباب قوة الإيمان الإكثارُ من ذكر الموت وزيارةُ المقابر والتفكرُ في الآخرة وسرعةِ زوال الدنيا وانقضائها فذلك مما يعين العبد على الخوف من مقام ربه وعلى نهي النفس عن الهوى.

ومما يعين المرء على صلاح قلبه وقوة إيمانه مصاحبة الصالحين المخبتين الذاكرين الله كثيراً فإن الصحبة لها أعظم الأثر في الإنسان وقد أمر الله نبيه فقال {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }

اللهم إنا نسألك قوة الإيمان وسلامة المعتقد وحسن الخاتمة ونعوذ بك من الزيغ والضلالة وسوء الخاتمة.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى اللهم ألبسهم ثياب الصحة والعافية واستعملهم في طاعة ونصرة دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

One comment

  1. زكرياء العريبي

    جزى الله الشيخ خير الجزاء ومن قام بتفريغها ونشرها

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *