جديد الإعلانات :

العنوان : استقبال رمضان توجيهات ووصايا . خطبة

عدد الزيارات : 4593 عدد مرات التحميل : 38 - تحميل

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمه وإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة أن تفضل عليها بشهر رمضان الذي فرض فيه على عباده صيام نهاره وندبهم إلى قيام ليله قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وقال صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

وقد أكرم الله هذه الأمة في هذا الشهر بفضائل ومكارم لا تحصى منها ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم “قَالَ اللَّه عَزَّ وجلَّ: كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلاَ يرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ” متفقٌ عَلَيْهِ. وقوله صلى الله عليه وسلم “إِنَّ فِي الجَنَّة بَاباً يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ” متفقٌ عَلَيْهِ. وقوله صلى الله عليه وسلم : “إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ” متفقٌ عَلَيْهِ.

فما أعظم هذا الشهر وما أجل شأنه فالسعيد من فسح الله في أجله فبلغه الشهر ثم وفقه وسدده وأعانه بصيامه وقيامه إيماناً واحتساباً وعمر أيامه ولياليه بالقربات والطاعات والكف عن المعاصي والسيئات.

فليست العبرة بإدراك الشهر فقط فكم من الناس من يدخل عليهم الشهر ويخرج وهم في غفلة عنه وعن استغلاله فيما يقربهم من الله والعياذ بالله.

اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً اللهم وفقنا فيه لما يرضيك وجنبنا فيه ما يسخطك واجعل أعمالنا وأقوالنا وظواهرنا وبواطننا خالصة لوجهك موافقة لهدي نبيك صلى الله عليه وسلم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان واقتفى أثرهم. وسلم تسليما

أما بعد:

فمن الوصايا التي أوصي نفسي وإياكم بها في هذا الشهر الكريم:

أولاً: استقبال هذا الشهر بالفرح والسرور بفضل الله ورحمته والعزم على استغلاله الاستغلال الأمثل الموافق لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالتفقه في أحكام الصيام والعمل بمقتضاها فإن العلم الشرعي هو الذي يصحح عبادتك ويقوّم سيرك إلى الله جلّ وعلا.

ثانياً: حفظ هذا الشهر الكريم من الذنوب والمعاصي والآثام التي تبطل الصوم كالمفطرات بدون عذر أو التي تجرح الصيام وتقلل ثوابه وتفسد منفعته فالصوم إنما شرع لتحقيق تقوى الله والتقوى شقان فعل الطاعات وترك المعاصي فمن صام وقام ولكن لم يجتنب المحرمات فما حقق التقوى.

ثالثاً: المحافظة على الصلاة مع الجماعة والمحافظة على صلاة التراويح وقيام الليل من أول الشهر إلى آخره.

رابعاً: الإكثار من تلاوة القرآن الكريم فهذا الشهر شهر القرآن فيه ابتدأ الله إنزاله وفيه كان ينزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن في كل ليلة من رمضان.

خامساً: العناية بإطعام الفقراء والمساكين والمحتاجين فان النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان وكان يدعو بعض أصحابه للسحور معه وكان يرغب في تفطير الصوام فاحرصوا على الجود بالموجود مع ترك التكلف والتبذير والإسراف في البيوت والمساجد وغيرها.

سادساً: المحافظة على حرمة المساجد ومكانتها وتربية الأطفال على تعظيمها وتوقيرها فإنه يكثر في رمضان عبث الأولاد في المساجد ولا سيما في أثناء صلاة التراويح، فربوهم وادبوهم على احترامها وخذوا على أيدي السفهاء منهم حتى لا يفسدوا على المصلين سكينتهم ولا يفسدوا مرافق المساجد ومنافعها، وهكذا ايضاً من توقير المساجد اجتناب النزاع والشقاق بين جماعة المسجد الواحد لا سيما في موضوع أوقات إقامة الصلاة فإن الإمام عليه أن يلتزم بالوقت الذي حددته الوزارة وهي الجهة المعنية المخولة بتنظيم شؤون بيوت الله وعلى أهل المسجد إماماً ومؤذنا وجماعة أن يجتمعوا ولا يختلفوا وأن يتفقوا ولا يفترقوا وأن يلتزموا بذلك طاعة لولي الأمر فإن طاعته من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فرفع الأصوات والاختلاف بين الناس في ذلك لا يتناسب مع حرمة المساجد ومكانتها.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وأيده بتأييدك واجعل عمله في رضاك وهيء له البطانة التقية النقية الصالحة الناصحة يا رب العالمين.

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان اللهم ولّ عليهم خيارهم واصرف عنهم شرارهم ومسّكهم بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم اللهم طهر بلاد المسلمين من القبور والأضرحة التي تعبد من دونك وارزقهم التوحيد الخالص من شوائب الشرك والبدع والمحدثات برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *