جديد الإعلانات :

العنوان : خطبة جمعة مناسبة ليوم عيد الفطر

عدد الزيارات : 5338

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }

أما بعد:

فإن ديننا دين الإسلام دين القصد والتوسط والاعتدال، أباح الله لنا الاستمتاع بالطيبات المباحات ونهانا عن الإسراف والتبذير فقال تعالى {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) }  وقال تعالى { كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}  وقال تعالى {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

فتحروا عباد الله الاعتدال في زينتكم ولباسكم وموائدكم وما تنفقونه في احتفالاتكم بمناسبة عيد الفطر.

ولا سيما في الأطعمة والأشربة وما يقدم في الولائم فإن كثيراً منها يرمى في المزابل في الوقت الذي يموت فيه غيركم جوعاً وفقراً.

فلنشكر الله تعالى على نعمه وآلائه، ومن شكر الله على هذه النعم أن تصان وتحفظ وأن لا تكون محلاً للتباهي والتفاخر.

لأن كفر النعم من أسباب زوالها كما قال تعالى {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، وجاء في بعض الآثار أن النعم إذا خرجت من قوم فقلما ترجع إليهم.

جعلني الله وإياكم من الحامدين الشاكرين وجنبني وإياكم سبيل المسرفين المبذرين. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان وسلم تسليما.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على صلاة الجماعة ولا تنشغلوا عنها بلهو ولا لعب ولا غفلة فقد امرنا الله تعالى بها فقال {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} .

واتقوا الله تعالى فاحفظوا أبصاركم، ونزهوا أسماعكم عن الاستماع إلى ما حرم الله تعالى من أصوات المعازف والملاهي المحرمة بأدلة الكتاب والسنة.

واتقوا الله في نسائكم وأهليكم فألزموهن بالاحتشام والبعد عن مخالطة الرجال والتبرج بالزينة، كما قال تعالى آمراً ومذكراً الرجال بمسؤوليتهم تجاه أهليهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]

ولا تغتر يا عبد الله بكثرة من يتساهل في معصية الله فأنت تسأل يوم القيامة وحدك قال تعالى {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) }  ليس معك يومذاك الا عملك.

عباد الله إن مما يشرع في هذا الشهر صيام ستة أيام منه ومن صامها بعد فراغه من صوم رمضان كتب له كصيام الدهر أي صيام السنة كلها. ولا بأس بصيامها سرداً أو صيامها مفرقة.

فبادروا الشهر قبل انقضائه. وفقني الله وإياكم لصالح الأقوال والأعمال.

اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وتجاوز عن ذنوبنا وزلاتنا اللهم امنا في اوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا بتوفيقك وايده بتأييدك اللهم احفظ ولي العهد ومتعه بالصحة والعافية وأمد في عمره على طاعتك وهيء لهم البطانة الصالحة الناصحة.

اللهم أمّن حدودنا واحفظ جنودنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

One comment

  1. عبدالله االعباسي

    جزاك الله خيرا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *