العنوان : من أحكام الصيام وآدابه خطبة مكتوبة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واشكروه أن بلغكم هذا الشهر الكريم المبارك شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن وإطعام الطعام. فإن من أدركه فصامه إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وفيه ليلة هي خير من ألف شهر.
فاشكروا نعمة الله عليكم بإدراككم له بالاجتهاد في العمل الصالح واجتناب المعاصي والقبائح
عباد الله:
إن التفقه في أحكام الصيام مما يعين المسلم على أداء صومه على الوجه المشروع، فتفقهوا في صيامكم حتى لا تقعوا فيما يفسده أو فيما ينقص أجره ومثوبته، أو فيما يورثكم الشك والاضطراب والحيرة، وحتى لا تمنعوا أنفسكم شيئاً أباحه الله لكم أو تقعوا في شيء حرمه الله عليكم أو كرهه لكم.
وأحكام الصيام كثيرة ولكن سأعرض في هذا المقام بعضاً منها من باب التذكير.
أولاً: صوم رمضان واجب بل هو ركن من أركان الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس وذكر منها الصيام) فمن جحد وجوبه فهو كافر ومن لم يصم تهاوناً وتكاسلاً مع اعتقاده وجوبه فهو مرتكب لإثم كبير وهو على خطر عظيم والعياذ بالله.
ثانياً: أن الشهر يدخل بأحد أمرين برؤية هلال رمضان فإن لم ير فبإكمال عدة شعبان ثلاثين للأحاديث الصحيحة، وهذا من محاسن الشريعة وتيسيرها ولله الحمد والمنة.
ثالثاً: على المسلم أن يبيت النية من الليل فلا يطلع عليه الفجر إلا وهو ناو الصيام لقوله صلى الله عليه وسلم (من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له) رواه النسائي. ومن تسحر أو حدث نفسه أنه يصوم غداً فهذه نية صحيحة والحمد لله. والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة.
رابعاً: لا يحل لمسلم مكلف أن يفطر في نهار رمضان إلا من عذر شرعي ومن الأعذار المرض الذي يضر معه الصيام أو السفر الذي يبيح القصر والفطر. فهؤلاء لهم الفطر ثم يقضون بعد ذلك لقوله تعالى (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) .
خامساً: الحائض والنفساء لا يصح منهما الصوم بل تفطران ثم تقضيان بعد ذلك. ومن رأت دم الحيض أو النفاس ولو قبيل غروب الشمس بقليل فإنها تقضي ذلك اليوم.
سادساً: من كان لا يستطيع الصوم لكبر أو لمرض مزمن مستمر لا يرجى شفاؤه فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع وهو ما يعادل كيلو ونصف تقريباً وله أن يخرجه دفعة واحدة لمسكين واحدا وله أن يفرقه على عدد من المساكين، وله أن يجمع المساكين ويطعمهم طعاماً يشبعهم.
سابعاً: للمريض بالسكر أن يستعمل الإبرة التي تضرب تحت الجلد أثناء الصيام ولا حرج عليه كما أفتت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء وإن استطاع تأخيرها إلى الليل فهو أحوط.
والمصاب بالربو وضيق التنفس إن كان دواؤه غازاً يستنشقه فله استعماله إذا احتاج إليه أثناء الصيام ولا قضاء عليه، وإن كان الدواء حبوباً أو شراباً فلا يجوز له استعماله أثناء الصوم إلا إذا كان مضطراً إليه فيشربه ويقضي يوماً مكانه.
نسأل الله تعالى أن يشفى مرضى المسلمين وأن يرحم موتاهم وأن يفقهنا وإياكم في الدين إنه سميع مجيب. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في هذا الشهر في نوافل الطاعات من قراءة قرآن وذكر وصدقة وغيرها من أبواب البر وخصاله التي يفتحُ الله لكم أبوابها ويهيئُ لكم أسبابها، فقد كنتم تتمنون بلوغ الشهر فحقق الله مناكم وبلغكم الشهر، فبادروا إلى ما كنتم تتمنون إدراكه لأجله من الجد والاجتهاد في الطاعات والأعمال الصالحات.
عباد الله:
احذروا في هذا الشهر ما يفسد صومكم أو ينقص أجره وثوابه أما ما يفسد الصوم فهي المفطرات المعروفة ومنها تعمد الأكل والشرب في نهار رمضان ولو قبل الغروب بلحظة، ومن المفسدات الجماع وهو أشدها فمن جامع في نهار رمضان وهو يجب عليه الصوم فعليه التوبة والقضاء والكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. ومنها الاستمناء وهو تعمد إخراج المني ومن فعله فعليه التوبة والقضاء وليس عليه كفارة ، أما من احتلم في نومه أثناء صومه فصومه صحيح. ومن المفطرات تعمد إخراج القيء أما إن خرج رغماً عنه فصومه صحيح.
واما التي تنقص أجر الصيام فهي المعاصي عموماً كترك صلاة الجماعة والغيبة والنميمة والنظر إلى الصور المحرمة والاستماع إلى الأصوات المحرمة فحافظوا على صلاتكم واحفظوا ألسنتكم إلا من الخير ، واجتنبوا النظر في المسلسلات والاستماع إلى الأغاني في أيام الصوم ولياليه فإنها مجمع لكثير من المخالفات الشرعية. فالصيام لم يشرع لترك الطعام والشراب فقط إنما شرع لترك المفطرات وترك المحرمات عموماً كما قال تعالى في بيان حكمة الصوم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} و قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» وقال صلى الله عليه وسلم «إن الصيام ليس من الأكل والشرب فقط، إنما الصيام من اللغو والرفث» رواه ابن حبان في صحيحه.
جعلني الله وإياكم من المتقين، وفي هذا الشهر من المقبولين برحمته وجوده وهو أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة واعز بهم دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم واقمع بهم أهل الزيغ والفساد واجعلهم رحمة للعباد والبلاد إنك سميع الدعاء اللهم وفقنا في هذا الشهر للصيام والقيام ايمانا واحتساباً اللهم اغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا واعتق رقابنا من النار برحمتك يا عزيز يا غفار.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كأنه يوجب سقط شيخنا المفضال
عباد الله:
احذروا في هذا الشهر ما يفسد صومكم أو ينقص أجره وثوابه ، أما [ما] يفسد الصوم فهي المفطرات المعروفة. ..إلخ
وجزاكم الله خيرا
كأنه يوجد سقط شيخنا المفضال
عباد الله:
احذروا في هذا الشهر [من] ما يفسد صومكم أو ينقص أجره وثوابه ، أما [ما] يفسد الصوم فهي المفطرات المعروفة. ..إلخ
وجزاكم الله خيرا