العنوان : تكذكير المؤمنين والمؤمنات بخطر الخمور والمخدرات (خطبة مكتوبة)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
أما بعد: فإن الله تعالى كرم الإنسان على سائر المخلوقات بأنواع من التكريم والتمييز كما قال تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} فمن إكرامه لهم أن خلقهم في أحسن صورة كما قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ومن إكرامه لهم أن منّ عليهم بالعقول والألباب ليكونوا أهلاً لحمل أمانة التكليف فقال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. وكما نهى الله تعالى الإنسان أن يغير خلق الله فيه وعدّ ذلك من عمل الشيطان كما قال تعالى عن الشيطان أنه قال {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} فإن الله تعالى نهى عباده أن يتناولوا ما يعبث بعقولهم وقلوبهم وألبابهم لأن العقل نعمة عظيمة جليلة إذا فقدها الإنسان كان بمنزلة الدابة والبهيمة بل صار أحط وأسوء منها. لذلك حرّم عليهم الخمر بكل أنواعها وصورها فقال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ }. وقال صلى الله عليه وسلم «كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام» رواه مسلم. ولخطر الخمور والمسكرات فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة «عَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَآكِلَ ثَمَنِهَا، وَالْمُشْتَرِيَ لَهَا، وَالْمُشْتَرَاةَ لَهُ» رواه الترمذي. ونفى الإيمان عن شاربها فقال صلى الله عليه وسلم «لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ» متفق عليه. وإذا كان من أحلى وأجمل نعيم الجنة أنهم يشربون فيها الخمر التي قال الله فيها {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} وقال أيضاً جلّ وعلا وهو يحدث عباده عن نعيم أهل الجنة {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47)} فإنّ من شرب الخمر في الدنيا ومات قبل أن يتوب منها فإنه متوعد بالحرمان منها قال صلى الله عليه وسلم «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ» متفق عليه.
ومن شربها كذلك لم تقبل له صلاةٌ أربعينَ يوماً كما قال صلى الله عليه وسلم «من شرب الخمر وسكر، لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، وإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه» الحديث رواه ابن ماجه. ولما كان الجزاء من جنس العمل كان من عقوبة شارب الخمور والمسكرات في الدنيا أن يسقى يوم القيامة شراباً قبيحا. منكراً خبيثا. فقال صلى الله عليه وسلم «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ» أَوْ «عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» رواه مسلم.
عباد الله: إن الله تعالى أحل لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث وإن الخمر هي أم الخبائث أي مَجْمَع الخبائث وذلك أن الرجل إذا سكر فإنه ربما قتل وسرق وزنى، وقامر وبغى واعتدى، وربما طلق أهله وأتلف ماله وباع عرضه والعياذ بالله.
فاتقوا الله واجتنبوا المسكرات بجميع أنواعها سواء كانت شرابا أو حبوباً أو إبَراً أو ورق شجر ممضوغ أو أيّاً كانت لقوله صلى الله عليه وسلم (كل مسكر خمر)
وإذا كانت الخمر من التمر والعنب والشعير ونحو ذلك حراماً فإن المخدرات أولى بالتحريم لأن كل ضرر وبلاء موجود في الخمر فهو موجود في المخدرات وتزيد عليها المخدرات بجملة من الشرور العظيمة والأخطار الجسيمة.
أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واحذروا من خطر المخدرات أشد الحذر لأن من ابتلي بها أذهبت عقله ودينه وأخلاقه وأمواله وصحته ودمرت مستقبله والعياذ بالله. ولشدة بطشها وفتكها فقد حرص أعداء عقيدتنا وديننا وبلادنا أن يغرقوا بها بلادنا لتكون في متناول كل شاب وشابة وقد سمعتم وقرأتم الإحصاءات المتوالية التي تعلن عنها وزارة الداخلية بين وقت وآخر وما فيها من الأرقام المهولة لكمية المضبوطات والعياذ بالله.
ويقف وراء ترويجها ونشرها أعداء كثر في مقدمتهم أعداؤنا من الصفويين وجنودهم من حزب الشيطان والحوثيين. ويشاركهم في الداخل عُباد الريال والدرهم والدينار ممن ملأ الجشع قلوبهم فلا يهمهم الا اكتساب المال ولو من وراء تدمير وطنهم وشباب وطنهم في تجارة المخدرات قاتلهم الله وأخزاهم وطهر بلادنا من رجسهم.
فحافظوا على أنفسكم وعلى أبنائكم وبناتكم بحسن التربية والتوجيه وحافظوا على أحيائكم باليقظة والحذر، وبالتبليغ عن كل مشتبه به في بيع المخدرات وترويجها فالوطن وطنكم والأمن أمنكم. حفظ الله بلادنا من كل سوء وسائر بلاد المسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك. اللهم عليك بالصفويين والرافضة والحوثيين، اللهم شتت شملهم وخالف كلمتهم واهزمهم يا قوي ياعزيز، اللهم عليك بمروجي الخمور والمخدرات والمسكرات اللهم اهتك سترهم وأفشل كيدهم ومَكّن منهم رجال أمننا وحراس حدودنا يا سميع الدعاء.اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
بارك الله فيك شيخنا الجليل الغالي
الله يجزاكم خير شيخ علي