موقع د. علي بن يحيى الحدادي

تفسير سورة الكوثر:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَر(٣)} .

ـوهي مكيّة.

-قوله تعالى:

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}

أي أعطيناك يا محمد الخير الكثير.

ومن هذا الخير الكثير الحوض العظيم الذي ترد عليه أمته يوم القيامة طوله شهر وعرضه شهر وعدد آنيته عدد نجوم السماء ماؤه أحلى من العسل وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً،ومن الخير الكثير نهر عظيم في الجنة ،ومن الخير الكثير القرآن العظيم،ومن الخير الكثير الشفاعة لأمته يوم القيامة إلى غير  ذلك من الخير الحسي والمعنوي والدنيوي والأخروي الذي أعطاه الله.

-ولما امتنّ عليه سبحانه بنعمه أمره بشكره عليها بالإخلاص له في العبادة وخص بالذكر منها عبادتين هما من أفضل العبادات

-فقال سبحانه:

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}

أي فلا تصل إلا له ،ولا تسجد إلا له ولا تدع أحداً سواه بخلاف ما عليه أهل الشرك والوثنية من السجود للأصنام والأوثان. ومن صرف الدعاء لغيره.

-ولا تنحر إلا له، لا تنحر ولا تذبح متقرباً لغيره من الأوثان والأصنام والأنصاب كما يفعل المشركون  فإن من دعا غير الله أو ذبح لغير الله فقد أشرك.

-ثم توعد من أبغض محمداً -ﷺ- أو شيئاً مما جاء به فقال:

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَر}

أي هو الأقل الأذل المقطوع من كل خير.من العمل الصالح، ومن الذكر الحسن من بعده، ومن رحمة الله في الآخرة.

-وأما محمد -ﷺ- فقد أبقى الله ذكره على رؤوس الأشهاد، وأوجب اتباعه على رقاب العباد دائماً مستمراً أبد الآباد.والله أعلم.