العنوان : سلسلة الدروس المهمة(١٠)
تفسير سورة الماعون:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)}
ـوهي مكية.
وتسمى سورة اليتيم.
-قوله تعالى:
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّين}
يذم سبحانه وتعالى المكذب بالدين، أي يوم الجزاء والحساب.
-قوله تعالى:
{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}
أي يدفعه بشدة وبقسوة فلا يرحمه ولا يعطف عليه، ولا يعطيه حقه الذي له من مال أو نفقة ونحو ذلك.
-قوله تعالى:
{وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}
أي لا يحث غيره على إطعام المساكين والفقراء كما أنه هو في نفسه لا يطعمهم ولا يحسن إليهم.
-قوله تعالى:
{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}
أي فويل شديد وعذاب عظيم لمن يصلي رياء ونفاقاً كالمنافقين الذين كانوا يصلون مع النبي ﷺ وهم كفار في الباطن، وويل أيضاً لمن يصلي لكنه يؤخرها حتى يخرج وقتها عن عمد وقصد لا بسبب رقاد أو نسيان.
-قوله تعالى:
{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}
أي يقصدون بأعمالهم الصالحة كالصلاة والتلاوة والجهاد والصدقة مدح الناس وثناءهم.
-قوله تعالى:
{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}
أي لا يعيرون من طلبهم العارية من غير ضرر عليهم فلا يعيرون مثلاً من طلبهم الفأس أو الإناء أو أدوات إصلاح الآلات ونحو ذلك مما يحتاجه الناس.
فهذا الصنف المذموم جمعوا بين تضييع حق الله من الإيمان به وإقام الصلاة له وبين تضييع حق المخلوق فلا يرحمون اليتامى ولا المساكين ولا يعينون الناس بما يحتاجونه وليس في إعارتهم أو هبتهم ضرر عليهم.
وخير الناس من قام بحق الله تعالى وقام بحق خلقه عليه. جعلني الله وإياكم منهم والله أعلم.