العنوان : سلسة شرح الدروس المهمة (7)
تفسير سورة الهمزة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ(١)الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ(٢)يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ(٣)كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ(٤)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ(٥)نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(٦)الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ(٧)إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ(٨)فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ(٩)}
ـوهي سورة مكية.
-قوله:
{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
وعيد شديد لمن اتصف بهذا الوصف القبيح وهو أذية الناس بالقول واليد والإشارة سواء في حال حضورهم أو في حال غيبتهم.فإن المؤمن الصادق والمسلم الصادق من أمنه الناس وسلموا من لسانه ويده.
-وقوله تعالى:
{الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَه}
أي:لا هم له إلا جمع المال وحسابه وعده مع البخل به فلا ينفقه في الوجوه المشروعة كالنفقة الواجبة على نفسه وأهله ومن تحت يده، ولا يخرج الزكاة المفروضة، ولا يتصدق منه في أبواب البر، ولا يصل به رحمه.
-وقوله تعالى:
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}
أي:يظن أن ماله يخلده في الدنيا، مع أن المال لا يخلد أحداً فكل من عليها فان، ولكن يبقى للمرء بعد موته الذكر الحسن على عمله الصالح، ويخلده في نعيم الجنة بعد فضل الله إيمانه وعمله الصالح.
-{كَلَّا}
أي:ليس الأمر كما ظن وحسب.
{لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَة}
بل سيطرح ويلقى هو وماله الذي عدده في الحطمة وهي جهنم والعياذ بالله.
-{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَة}
استفهام يراد به تعظيم شأن النار وأنها شيء فظيع مهول نسأل الله السلامة.
-{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ}
أضافها إليه تشريفاً وتعظيماً.
-{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَة}
أي:تختلف عن نار الدنيا فإنها تنفذ الأجساد حتى تصل إلى القلوب فتحرقها وهم أحياء لا يموتون. قد أخذ منهم العذاب كل مأخذ.
-{إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة}
أي:لا يستطيعون الهرب من هذه الحرارة العظيمة فإنها مغلقة عليهم.
-{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَة}
أي:قد أغلقت الأبواب وشدت بأعمدة أي أوتاد من حديد.أو أنهم يعذبون حال كونهم موثقين مشدودين في الأعمدة.
نعوذ بالله من سخطه وأليم عقابه. والله أعلم.