موقع د. علي بن يحيى الحدادي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

فإن رسالة الدروس المهمة لعامة الأمة لشيخنا ووالدنا مفتي عام المملكة سابقاً الشيخ:عبد العزيز بن باز -رحمه الله- من الرسائل النافعة المباركة، ومساهمة مني بجهد المقل فقد كتبت عليها تعليقاً موجزاً كنت أرسله على حلقات لبعض إخواني عبر تطبيق (الواتساب) ثم رأيت نشره هنا ليعم به النفع أكثر إن شاء الله.

والله ولي التوفيق.

 

تفسير الفاتحة:

 

؛لأنها يفتتح بها القرآن الكريم.

وتفتتح بها التلاوة في الصلاة.

-وتسمى:أم القرآن والسبع المثاني.

 

ـمعنى البسملة:

-(بسم الله):أي باسم الله أقرأ مستعيناً به ومتبركاً بذكر اسمه المبارك.

-(الله):لفظ الجلالة اسم الله تعالى، ومعناه المألوه أي المعبود، فهو المستحق وحده للعبادة.

-(الرحمن):اسم كريم من أسماء الله يدل على سعة رحمته قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}

-(الرحيم):اسم كريم من أسماء الله يدل على رحمته الواصلة لعباده،ولا سيما الرحمة الخاصة بالمؤمنين، والتي بها يهديهم ويثبتهم، ويزيدهم بها من فضله ويدخلهم بها الجنة  كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}

 

ـمعنى قوله تعالى:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

-(الحمد):وصف المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيماً.

فالله هو مستحق الحمد الكامل.

 

-(رب العالمين) الرب : السيد. والخالق الذي يربي عباده بنعمه، والعالمين : جمع عالم وهو كل ما سوى الله من السموات والأرض وما فيهما وما بينمها. فكل شيء فاللهُ ربه وخالقه والمتصرف فيه والمدبر له بحكمته.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

اسمان رقيقان يدلان على صفة الرحمة كما تقدم.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

أي يوم الجزاء والحساب وهو يوم القيامة.والله مالك الأيام كلها ومالك الدنيا والآخرة ولكنه خص ملكه هنا بيوم الدين لأن ذلك اليوم لا يدعي أحد فيه الملك بل يخرج الله الخلائق من قبورهم عراة حفاة غرلاً، الملك والمملوك والغني والفقير والذكر والأنثى.. أما في الدنيا فالملوك كثير.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

-(إياك نعبد):أي لا نعبد أحداً غيرك. فندعوك وحدك وننذر لك وحدك، ونستغيث ونستعيذ بك وحدك. فيا عجباً ممن يتلو هذه الآية في كل ركعة ثم يصرف العبادة لأصحاب القبور والأضرحة والأولياء.

-(وإياك نستعين):أي لا نستعين بأحد سواك لأنك القوي الغني كل شيء بيدك، فلا يعجزك شيء إذا أردت أمراً فإنما تقول له كن فيكون. وهذه الآية لا تمنع الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه كاستعانة الأب بولده ليحمل معه متاعاً.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}

-أي ارزقنا العلم النافع علم الكتاب والسنة حتى نعبدك على بصيرة وارزقنا العمل الصالح الذي يبلغ رضاك بأن يكون خالصاً لوجهك موافقاً لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم. وزدنا علماً وعملا ، وارزقنا الثبات عليه حتى نلقاك.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}

أي طريق المنعم عليهم وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وطريقهم الجمع بين العلم النافع والعمل الصالح.

 

ـمعنى قوله تعالى:

{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}

-(غير المغضوب عليهم):أي جنبنا طريق المغضوب عليهم وهم اليهود ومن تشبه بهم وأبرز خصالهم القبيحة أنهم يعلمون الحق ولا يعملون به والعياذ بالله.

(ولا الضالين):أي جنبنا طريق الضالين وهم النصارى ومن تشبه بهم، وأبرز صفاتهم القبيحة أنهم يعملون بلا علم والعياذ بالله.

 

ـويسن أن يقول المصلي بعد تلاوة الفاتحة (آمين)

وهي دعاء معناه: اللهم استجب.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.