جديد الإعلانات :

العنوان : خطبة عيد الفطر 1436 هـ

عدد الزيارات : 3296

 الخطبة الأولى:

عباد الله :

إن نعم الله تعالى علينا لا تعد ولا تحصى، ومن أجل نعمه أن والى علينا مواسم الطاعة فما إن ودعنا شهر الصيام والقيام حتى دخلت علينا أشهر الحج إلى البيت الحرام، لتكون الأعمار مشغولة بطاعة الله، فتمحى الآثام وتضاعف الحسنات وترفع الدرجات.

عباد الله :

ومن نعم الله علينا في هذه البلاد أن جمع شملنا ووحد صفنا، ورزقنا بولاية شرعية مباركة تقودنا بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح.

فعمّ الأمن أرجاء هذه البلاد الشاسعة الواسعة التي كانت من قبل مرتعاً للفتن والفقر والجهل والفوضى. فتذكروا هذه النعمة واشكروا الله عليها وحافظوا عليها بلزوم السمع والطاعة في المعروف، والحذر من أسباب الفتن والفرقة والاختلاف.

عباد الله :

إن المتربصين بنا الشرور، والباغين لنا الويل والثبور لا يعدهم عاد ولا يحصيهم محصٍ وها هم قد جندوا بعض أبنائنا  فجرفوهم إلى العقائد الباطلة الفاسدة عقائدِ الخوارج شرار الخلق والخليقة ، فكفروا المسلمين بغير حق واستحلوا الدماء المعصومة بغير حق، وفارقوا الجماعة، ونزعوا اليد من الطاعة، ورضوا بأن يكونوا حطباً ووقوداً لمصلحة أعداء الإسلام والمسلمين من حيث شعروا أو لم يشعروا. فها هم الأعداء يطبخون خططهم على جثثهم، ويتسلقون على أشلائهم إلى مآربهم ومطامعهم.

 لقد استغلوا جهلهم بعقيدة السلف الصالح فتلاعبوا بعواطفهم بالصور المأساوية وأصوات الأناشيد الحماسية، ودغدغوا مشاعرهم بالشعارات البراقة الخلابة، كشعار الجهاد والحور والخلافة.

خدعوهم فأوهموم أن أقرب طريق للجنة هو القيام بالعمليات الانتحارية في المصلين والآمنين وأن أفضل الجهاد وأعظمه هو الغدر والفتك باغتيال رجال الأمن في البلد المسلم الآمن.

قطعوا هؤلاء المخدوعين عن مجتمعهم، وولاة أمرهم، وعلمائهم علماء السنة.

أما عن المجتمع فأوهموهم أنهم يعيشون في مجتمع جاهلي، مجتمع كافر بالله جل وعلا وإن صلى وصام وقال لا إله إلا الله.

وأما عن ولاة أمرهم فأوهموهم بأنهم يعيشون في دولة كافرة وإن طبقت الشريعة وعمرت الحرمين وقدمت الخدمات الجليلة للإسلام والمسلمين في كل مكان.

وأما عن العلماء فأوهموم أن كبار علماء السنة ممن شهد لهم القاصي والداني بالإمامة في الدين أنهم ما بين عالم مرتد منافق، وما بين عالم فاسق يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.

لقد سعوا بكل ما أوتوا من حيلة وقوة لاستعداء الدول الأجنبية لتُنزل بنا بأسها فرفعوا شعار إخراج المشركين من جزيرة العرب واستهداف آبار النفط ولكن لم يفلحوا.

ثم ها هم اليوم يسعون جاهدين في إحياء الفتنة الطائفية بالتفجيرات الآثمة الغاشمة لضرب المواطنين بعضهم ببعض. وإنهم لن يسأموا ولن يملوا من استحداث الخطط والمكر والكيد ولكنْ أملنا في الله كبير ورجاؤنا فيه عظيم أن يفشل خططهم مهما أتقنوها، وأن يفضح أسرارهم مهما أخفوها وخبؤوها. وأن يطفئ نيرانهم كلما أوقدوها.

فيا معشر الآباء والأمهات ويا معشر الأبناء والبنات:

اللهَ اللهَ في وطنكم وأمنكم وعزكم. واللهَ اللهَ قبل ذلك في دينكم وعقيدتكم. اعتبروا بما جرى ويجري لجيرانكم.  فالعاقل يتعظ ويعتبر ويتذكر ويتفكر. انظروا كيف كانوا بالأمس قبل الثورات والفتن وكيف صارت أحوالهم اليوم بعد الثورات والفتن.

فأنتم اليوم في هذه المملكة. في هذه البلاد المباركة السعيدة ترفلون في نعم لا تعد ولا تحصى: أمن وإيمان، وسلامة وإسلام، عافية في الأبدان، ووفرة في الأرزاق، قد نجاكم الله مما ابتلي به غيركم من الفرقة والاختلاف، وتسلط الأعداء، ونزول أصناف البلاء ، من الأمراض والفقر والبأساء.

فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا ..

الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

عباد الله:

فهذا يوم عيد الفطر أمر الله بفطره وحرم صيامه وشرع فيه صدقة الفطر يخرجها المسلم عن نفسه وعمن يعولهم صاعاً من طعام عن كل واحد، يعطيها للفقراء والمساكين مواساة لهم، وجبراً لما حصل في شهر الصيام من خلل أو تقصير.

 أيها الإخوة في الله:

احرصوا على المواظبة على الطاعة، والثبات على الخير والاستقامة، فالعمر كله موسم للعبادة ورب رمضان هو رب الشهور كلها قال تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي حتى يأتيك الموت.

والعيد فرصة للتواصل وإصلاح ذات البين، فتحابوا وتوادوا ، وتواصلوا وتزاوروا ، ولا تدابروا ولا تهاجروا، وكونوا عباد الله إخوانا.

أيها الإخوة اجتمع في هذا اليوم عيدان عيد الفطر والجمعة فمن صلى العيد لم تلزمه صلاة الجمعة وإنما يصلي الظهر. وإن صلى العيد ثم أراد أن يصلي الجمعة فخير إلى خير.

 معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *