العنوان : الساعي على الأرملة
عدد الزيارات : 3935
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهدين في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل”.
راوي الحديث:
تقدمت ترجمته في الحديث رقم (6).
معاني المفردات:
الساعي على الأرملة: الذي يعمل ويقوم بنفقتها ويصلح شؤونها.
الأرملة: من لا زوج لها. سميت بذلك من الإرمال وهو الفقر.
المعنى الإجمالي للحديث:
يبشر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن من سعى على أرملة أو مسكين بما يصلح حالهم فقام بالإنفاق عليهم والإحسان إليهم وقضاء حوائجهم بأن يعطيه الله جل وعلا ثواب المجاهدين في سبيل الله ويعطيه ثواب من صام النهار وقام الليل فما أعظم ثوابه، وأكثر أجره.
ما يستفاد من الحديث:
- ديننا دين الرحمة والرأفة والإحسان وفعل المعروف ولا سيما مع الضعفاء والفقراء والمساكين، لذا حث في هذا الحديث على الإحسان إلى الأرملة التي فقدت زوجها الذي ينفق عليها ويرعى مصالحها وعلى المساكين الذين لا يجدون ما يكفيهم لمؤنتهم وحاجاتهم.
- السعي على الأرملة والمساكين إنفاقاً ورعاية واهتماماً يحتاج إلى صبر عظيم ومجاهدة للنفس لأنه يحتاج إلى بذل مال والمال عزيز على النفس، ويحتاج إلى مداومة واستمرار، ويحتاج إلى أن يحفظ أجره وثوابه فلا يبطله بالمن والأذى، ويحتاج إن يجتنب خطوات الشيطان لا سيما في السعي على الأرملة فإن الشيطان قد يزين للساعي استغلال حاجتها لقضاء مآربه المحرمة منها أو من بعض أهل بيتها.
- جعل الساعي بمنزلة المجاهد في سبيل الله لأن السعي التام الكامل يحتاج إلى صبر عظيم كما هو الحال في الجهاد فإنه يحتاج إلى صبر عظيم. وجعل بمنزلة صائم النهار قائم الليل لأن السعي عليهم عمل مستمر فكان بمنزلة المستمر في العبادة ليلاً نهاراً. فما أعظم ثواب المحسن المنفق الساعي على الأرامل والمساكين. والله أعلم.