العنوان : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره
عدد الزيارات : 9242
6- عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت” متفق عليه واللفظ لمسلم.
راوي الحديث:
أبو شريح الخزاعي الكعبي اسمه خويلد بن عمرو أو عكسه وقيل عبد الرحمن بن عمرو وقيل هانئ وقيل كعب صحابي نزل المدينة مات سنة ثمان وستين على الصحيح ع
ما يستفاد من الحديث:
- اقتصر في الحديث على ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر دون باقي أركان الإيمان لأن فيهما التذكير بالمبدأ والمعاد ، فالإيمان بالله فيه تذكير العبد بمبدئه ، فإن الله خلقه بعد العدم وأوجده في هذه الحياة الدنيا وكلفه بالعبادة وهي فعل طاعته واجتناب معصيته. وفي ذكر الإيمان باليوم الآخر تذكير العبد بمعاده الذي يصير إليه بعد الموت وهي دار الآخرة التي فيها المجازاة والمحاسبة على مثاقيل الذر من الخير والشر فيكون في تذكر المبدأ والمعاد داعياً للمبادرة للامتثال.
- إكرام الجار والإحسان إليه من خصال الإيمان، وهو من مكارم الأخلاق التي كانت تتحلى بها العرب في الجاهلية فأقره الإسلام وزاده حسناً وكمالاً حتى قال صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) متفق عليه من حديث ابن عمر.
- الجيران ثلاثة أصناف: جار له ثلاثة حقوق ، وجار له حقان ، وجار له حق واحد، فالجار المسلم ذو القرابة له ثلاثة حقوق حق الإسلام والقرابة والجوار، والجار المسلم له حقان حق الإسلام وحق الجوار، والجار الكافر له حق واحد وهو حق الجوار. فالكفر لا يمنع حسن الجوار فعن عبد الله بن عمرو، أنه ذبح شاة فقال: أهديتم لجاري اليهودي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه» رواه أبو داود وصححه الألباني.
- الإحسان إلى الجار له صور كثيرة ومنها: إن استقرضك أقرضته وإن استعانك أعنته وإن مرض عدته وإن احتاج أعطيته وإن افتقر عدت عليه وإن أصابه خير هنيته وإن أصابته مصيبة عزيته وإذا مات اتبعت جنازته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له وإن اشتريت فاكهة فتهدي له وإن لم تفعل فتدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده. ومن لم يحسن إلى جاره فلا أقل من أن يكفّ عنه أذاه.
- إكرام الضيف من محاسن الأخلاق ومكارمها ، وأول من ضيف الضيوف إبراهيم الخليل عليه السلام وكانت العرب تعده من مكارم الأخلاق فأقره الإسلام وزاده تأكيداً.
- إكرام الضيف يكون بحسن استقباله بالبشاشة والطلاقة والترحيب به. ويكون بحسن محادثته وملاطفته، ويكون بإكرامه بالطعام والشراب دون إسراف ولا تبذير. وبحسن توديعه وتشييعه عند خروجه وانصرافه.
- يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المسلم بأن يصون لسانه عن كل مالا ينبغي فلا يتكلم إلا بما ينفعه في دينه أو دنياه فإذا لم يكن لقول الخير مجالاً فليلزم الصمت فالصمت سلامة ومنجاة والله أعلم.
alhamdulillah thanks