جديد الإعلانات :

العنوان : احذروا أساليبهم في التهييج والإثارة

عدد الزيارات : 6624 عدد مرات التحميل : 29 - تحميل
اما بعد:

فإنه لا يخفى عليكم إخوة الإيمان ما يحدث الأن من الفتن والاختلاف والفوضى في كثير من البلاد العربية والتي اصطلت بما يسمى بالربيع العربي ونحن نعرف الربيع فصلا هادئاً ناعماً مثمراً مورقاً تبتهج فيه النفوس وتسر فيه القلوب وتنعم فيه النواظر وتسعد فيه الخواطر أما هذا الربيع الجديد فلا نراه إلا نارا حامية وفتنا دامية ومكائد ظاهرة وخافية وما من بلد حل فيه ذلك الربيع المزعوم الا وتمنى عقلاؤه أن لو عادوا لما كانوا عليه فصيف الاجتماع وخريف الأمن خير من ربيع الفرقة والفتنة والدمار والخراب.

في خضم هذه الفتن الملتهبة نعيش في هذا البلد وفي بلاد الخليج العربي في جوارنا نعمة الاستقرار والاجتماع ورغد العيش ولله الحمد والمنة ولا شك أنها نعمة عظيمة تستوجب علينا شكر الله عليها حكاماً ومحكومين وذلك بالقيام بطاعة الله واجتناب معصيته وتعظيم شرعه ... فإن الطاعات سبب دوام النعم والمعاصي سبب عظيم في زوالها وانتقالها..

ومن أسباب بقاء هذه النعمة اجتناب الرعية أسباب الفتنة فإن الأعداء كثير وإن الحساد أكثر وكلهم يسعى لتغيير أوضاعنا وتبديل أحوالنا وأكثر ما يحرصون عليه أن يكون التخريب والتغيير بأيدي أبنائنا وشبابنا وفتياتنا لذا يخططون ويدربون وينفقون الأموال من أجل الوصول إلى هذه الغاية

ومن خططهم تهييج الناس ببعض القضايا وقد علم كل دارس منصف لمخططاتهم أنهم لا يقصدون إقامة معروف ولا تغيير منكر وإنما يريدون التهييج والإثارة والتغيير السياسي..

يهيجون الرعية باستغلال المنكرات التي تقع من بعض ولاة الأمور ولو نصحوا وصدقوا في التمسك بالشرع لأنكروا المنكر بالطريقة الشرعية فكيف ينكرون على حكامهم مخالفة الشرع وهم يخالفون الشرع في تعاملهم معهم فالخطأ لا يعالج بالخطأ وإنما يعالج بالحق والصواب.

يهيجون الرعية باستغلال موضوع البطالة وهم يعلمون أنها مشكلة عالمية لا محلية وأن الدولة ما فتأت بما أوتيت من إمكانات في توظيف الشباب ومما يدلك على عدم صدقهم في طرحهم أنه لما تعلن الدولة عن فرص وظيفية كبيرة لا يشكرونها وإنما يسخرون وتندرون أنها ما فعلت ذلك حباً في الشعب وإنما اتقاء لشره.. فهذا لا يقوله ناصح وإنما يقوله مبغض حاقد

يهيجون الرعية بأنها ترسل الأموال إلى خارج البلاد هنا وهناك وهم يعلمون أن كثيراً من تلك النفقات والتبرعات تذهب الى دول إسلامية منكوبة بحاجة الى التبرع والمال والمساعدة وإذا قننت الدولة الإنفاق او التبرع أو حتى منعته لمصلحة يراها ولي الأمر وهذا التقنين أو المنع يخالف مقاصدهم ومخططاتهم ألبوا الرعية على الدولة بأنها تمنع الصدقات والتبرعات للمسلمين المحتاجين..

يهيجون الرعية بمشكلة الفقر والحاجة وينسبون كل حالة فقر الى تقصير الدولة _ ولا شك في أن الدولة مسوؤلة عن رعيتها _ ولكن أحيانا  يكون فقر الإنسان بتقصير من نفسه لا يعمل ولا يكتسب ولا يتسبب بل ولا يتقدم الى الجهات المعنية..لتعينه

يهيجون الرعية بقضية الموقوفين في قضايا أمنية وكل عاقل منصف يعلم أن الدولة مسؤولة عن أمنها واستقرارها والأخذ على يد من يجند نفسه لأعدائها فيكفر بغير حق أو يقتل بغير حق أو يسعى في الفتنة او في غير ذلك من صور إلحاق الضرر بالبلاد والعباد..

وهؤلاء الموقوفون أحد اثنين إمام موقوف ثبتت إدانته فينال الحكم الذي تقرر شرعاً في حقه وإما موقوف ثبتت براءته أو تجاوز توقيفه المدة التي يستحقها فإن الدولة وفقها الله تعوضه خيراً كثيراً مقابل المدة التي أوقف فيها..

وهي في الحالتين تحسن الى كل من أطلق سراحه بقضاء ديونه وإعانته على الرجوع الى عمله أو توظيفه والإعانة على تزويجه ألى غير ذلك من الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في هذا المجال..

فلماذا تكتم هذه المحاسن وتطوى ولا تنشر ولا يعلن للناس إلا ما يثير الحقد والضغينة والكراهية

نعم السجون كغيرها من الدوائر الحكومية قد يحصل فيها الخطأ والظلم والنقص والاضرار بغير حق ولكن يبقى أن الدولة حريصة كل الحرص _ إن شاء الله _ على تحقيق العدالة بل على التجاوز والصفح والتفضل ما أمكنها ذلك.

ثم إننا حين نظر الى النت ونتأمل المحرضين على المظاهرات أو المطبلين لها أو المبررين لها نجدهم في الغالب من أصحاب التوجهات المشبوهة التي لها تحالفات واتصالات بأعداء هذا البلد من نصارى أو يهود أو رافضة أو تنظيم القاعدة او لبرالية أو ملاحدة فكيف يجتمع الدين والدعوة الى الله مع هذه التوجهات والتحالفات.. إنهم على اختلاف مشاربهم تجمعهم العداوة لهذا البلد ولو تحقق لهم ما يصبون اليه _ لا قدر الله _ فانتم الذين ستحترقون بنيران مخططاتهم ولكم فيما يجري حولكم عبرة وعظة..

اللهم اكفنا شر الاشرار وكيد الفجار وكل شيطان من الإنس والجن يدعونا الى النار

بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

 أما بعد:

أيها الإخوة رأينا ورأى بعضكم المسيرة التي قام بعض الناس قبل يومين في أحد اسواق الرياض ففضحوا انفسهم وأهانوا سمتهم الظاهر فما يليق بأصحاب تلك اللحى والثياب القصيرة أن يضعوا ان انفسهم في ذلك الموقف المشين الذي يسيء الى أهل الدين الاستقامة..

لو صدر ممن ظاهرهم الطيش والخفة لقيل لعل وربما لكن أناس ظاهرهم الوقار يسيرون بصخب وصياح في الأسواق يرعبون العوائل والأطفال ويضحكون الناس عليهم..فذلك أمر مستقبح مستشنع

ثم أن هذا العمل الفوضوي قد صدرت فيها فتاوى من كبار علمائنا أحيائهم وأمواتهم بتحريمها وإنكارها حتى قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بحرمة المظاهرات ولو أذنت فيها الدولة لما يترتب عليها من المفاسد والأثار القبيحة..

فيا أبناءنا ويا بناتنا وشباب هذه البلاد اتقوا الله في بلدكم وأمنكم ورخائكم وعقيدتكم لا تكونوا سببا في زوال هذا الخير أو نقصه أو ضعفه

تذكروا ان القوى المتربصة بنا هى قوى كفرية أو رافضية اتريدون أن تكون هي البديل والوارث لهذه الدولة دولة التوحيد والسنة..

الأخطاء والقصور لا يقر ولا يرضىى به ولكن يجب أن يعالج بالعلاج النافع الموافق للشرع وللعقل بحيث لا نزيل حقاً بباطل ولا منكر بمنكر أكبر منه ولا ضرر بضرر أعظم منه..

نهديكم هذه النصائح الأبوية أو الأخوية ولا نريد من ورائها جزاء ولا شكورا من أي جهة كانت أو أي أحد كان إن شاء الله إنما نريدها أن تصل الى قلوب من يستمع لها فينتفع بها والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل

3 comments

  1. جزاكم الله خيرا

  2. شيخى الحبيب أنا مصرى حضرت شرح الجوهرة معك فى صامطة وأنا الآن خطيب فجزاك الله خيراً وأسأل الله جل وعلا أن يثبتك على الإسلام والسنة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *