العنوان : صورة مشرقة لتعاون علماء السنة مع ولي الأمر ضد دعاة الضلالة
كان غيلان الدمشقي من رؤوس الضلالة قدرياً غالياً أضل خلقاً كثيراً.
استدعاه عمر بن عبد العزيز في خلافته وناقشه في القدر فأظهر التوبة ، فكأن عمر أحس فيه الخيانة والتلون فدعا عمر ربه فقال : اللهم إن كان صادقاً فثبته وإن كان كاذباً فاجعله آية للمؤمنين.
فلما مات عمر أظهر مقالته ودعا إليها وذلك في زمن هشام بن عبد الملك فقبض عليه ووقع رأيه على الإمام الأوزاعي ليناظره فأحضره إليه وناظره وحجه ثم أفتى الأوزاعي بقتله فقتله هشام قتلة شديدة قطع يديه ورجليه وصلبه فكان للناس عظة وعبرة.
وعندما علم علماء السنة بموقف إمامهم بصنيعه في غيلان ناصروا ولي أمرهم وشدوا من أزره وشكروه على صنيعه.
فكتب إليه رجاء بن حيوة أن قتل غيلان أفضل من قتل ألفين من الروم. يعني من كفارهم.
وقال عبادة بن نسي لما بلغه الخبر: أصاب والله فيه القضاء والسنة، ولأكتبن إلى أمير المؤمنين ولأحسنن له رأيه.
فهذه المواقف المشرفة في التعاون على نصرة السنة وقمع دعاة البدعة بين ولي الأمر وأهل العلم من أعظم ما تصلح به أحوال المسلمين لأنها تبصر الحاكم بما يجب عليه فعله ولأنها تزيده يقينا وإيماناً بصواب قراره فلا يضره إرجاف المرجفين ولا عذل العاذلين.
إن ولاة الأمور بحاجة ماسة إلى وقوف أهل العلم معهم في الحق ليبصروهم ويشجعوهم ويعينوهم فإنهم إن تركوهم انفرد بهم دعاة الباطل فزينوه لهم وشجعوهم عليه ، وزهدوهم في الحق وأخافوهم منه وارجفوا بهم فينحسر الخير ويقل و يعظم الشر ويكثر .
نسأل الله أن يصلح ولاة أمورنا وأن يصلح لهم البطانة، وأن يجعل لهم علماء السنة أعواناً وأنصاراً، وأن يجنبهم علماء البدعة والضلالة إنه سميع مجيب الدعاء.
جزاكم الله خيرا