العنوان : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أصبت حداً فأقمه علي
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت حداً فأقمه علي. وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال: يا رسول الله إني أصبت حداً فأقم في كتاب الله. قال: هل حضرت معنا الصلاة؟ قال: نعم ، قال: قد غفر لك ” رواه البخاري، ومسلم .
معاني المفردات:
حداً: أي ذنباً ليس فيه حد مقدر شرعا، وإنما سماه حداً بناء على ظنه أن فيه حداً.
فأقم في كتاب الله: أي أقم علي الحد الشرعي.
من فوائد الحديث:
1- أن الصحابي غير معصوم من الخطأ، بل يقع من أحدهم الذنب، ولكن لهم من الفضل والسبق في الإيمان، والبلاء العظيم في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام ما لا يشاركهم فيه غيرهم، فهذه الأعمال العظيمة مع ما هم عليه من التقوى والخشية والتوبة والإنابة وسرعة الرجوع إلى الله تعالى ما يرجى أن يكفر الله به ما قد يصدر من أحدهم من الخطأ.
2- جرت بين الصحابة رضوان الله عليهم بعد قتل عثمان رضي الله عنه فتنة، اقتتلوا بسببها، وموقف المسلم مما جرى بين الصحابة أن يحفظ لسانه ولا يتكلم فيهم إلا بخير، ولا تعرض أخبار هذه الفتن على عامة المسلمين لما يترتب عليه من الشر العظيم.
3- إذا ثبت الخبر بوقوع زلة من صحابي فلا يجوز بحال أن يطعن في ذلك الصحابي، وأن يتنقص منه بل يترضى عليهم جميعاً ونشهد لهم بأنهم خير هذه الأمة، وأن الله قد اختارهم اختياراً لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن أجر الصحبة لا يعدله شيء من الأعمال.
4- تكفر الصلاة صغائر الذنوب ولهذا كفر الله عن هذا الرجل زلته بسبب شهوده الصلاة، ولا يمتنع أن يكفر الله بعض الكبائر بالعمل الصالح غير التوبة كما تقدم التنبيه عليه قريباً.
5- على المسلم أن يحرص على ستر أخيه إذا وقعت منه زلة وأن لا يحرص على تتبع عورته، والتشهير به، فهذا الرجل لم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم عما فعل ستراً عليه