التحذير من إضاعة الصلاة | خطبة عيد الفطر 1446هـ ( أخطار تهدد الأُسرة ). | مما يشرع في ختام شهر رمضان | تجربة المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب | أثر العلم الشرعي في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتماسك المجتمع | العدالة الاجتماعية في ضوء الكتاب والسنة | استقبال شهر رمضان 1446هـ |

العنوان : التحذير من إضاعة الصلاة

عدد الزيارات : 1642

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} – {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } – {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا () يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}  

 أما بعد: فاعلموا أن الصلاة أعظمُ أركانِ الإسلام بعدَ الشهادتين «مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُوراً وَبُرْهَاناً وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، _ نسأل الله من فضله _ وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُوراً وَلاَ نَجَاةً وَلاَ بُرْهَاناً، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَف» _ نعوذ بالله من سخطه وعقوبته_  

عباد الله:

من المحافظة على الصلاة: إحسانُ التطهرِ لها، والمبادرةُ إليها، وإقامتُها مع الجماعة في المساجد لمن كان مِن أهلِها، وإحسانُ أدائها بالمحافظةِ على أركانِها وواجباتها، وكذا المحافظةُ على سُنَنِها التي تزيدُ حُسْنَها وتكثّرُ أجرَها.

ومن عَدمِ المحافظةِ عليها: الإخلالُ بشيءٍ من شروطها كأداءِ الصلاة بعد خروج وقتها من غير عذر شرعي.

ومن عدم المحافظةِ عليها: عدمُ إتمامِ الوضوء الإتمامَ الواجب، فيتركُ المتوضئ جزءاً من وجهه أو ذراعه أو قدمهِ لم يصبه الماء، أو يخلُّ بطهارةِ بدنِه أو ثيابهِ فيصلي وعلى ثوبهِ أو بدنهِ نجاسةٌ وهو عالم بها، قادرٌ على إزالتها.

ومن عدمِ المحافظةِ على الصلاة: الإخلالُ بشيءٍ من أركانها كتركِ تكبيرةِ الإحرام، ومن ذلك أن بعضَ الناسِ حين يدخلُ والإمامُ راكعٌ يكبُّر ويركعُ وينوي بتلكَ التكبيرةِ تكبيرةَ الركوع لا تكبيرةَ الإحرام فهذا لم يدخلْ في الصلاة أصلاً.

ومن الإخلالِ بالأركانِ: الإخلالُ بالطمأنينة في ركوعهِ أو سجودِه أو بعدَ الرفعِ من الركوع أو في الجلوسِ بين السجدتين، وتركُ الطمأنينة في الصلاة مبطلٌ لها، والمصلي في هذه الحالة غيرُ مصلٍّ في الحقيقة، فقد رأى النبيُّ ﷺ رجلاً يصلي ولا يطمئن في صلاته فقال له “ارجع فصلِّ فإنّك لم تصلِّ”، وقال ﷺ: “لا تُجزئُ صلاةُ الرجلِ حتى يُقيمَ ظهرَه في الركوعِ والسجود” وقال ﷺ: “أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا”، ورأى حذيفةُ رضي الله عنه رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده فقال له: «مَا صَلَّيْتَ وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ الفِطْرَةِ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا»

فعلى المصلي أن يتقي الله في صلاته وأن يؤديَها بطمأنينة ولا ينقرَها نقراً، وإن المسؤولية لَتَعْظُمُ  حين يكونُ المصلي إماماً بغيره، فإننا نرى بعض الناس حين يصلي بجماعةٍ ثانية أو في مساجدِ الأسفار يسرعون كثيراً، فيفسدونَ صلاتَهم وصلاةَ مَن خلفَهم. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على الصلوات الخمس، فإنها عمود الإسلام، وثانية أركان الإسلام، من حافظ عليها فليُبشرْ بوعدِ الله تعالى في قوله: ” {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ () أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ () الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

ومن ضيعها بتركِها أو تركِ بعضِها فليحذرْ وعيدَ الله في قوله {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ () الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} وفي قوله تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} والغيُّ وادٍ في جهنم، ورد في صفته عن بعض السلف: أنه أبعدُ جهنّمَ قَعْرًا، وَأَشَدُّهَا حَرًّا، حتى إن أَوْدِيَةَ جَهَنَّمَ لَتَسْتَعِيذُ باللهِ مِن حَرِّهِ. نعوذُ بالله من حال أهل النار.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا سميع الدعاء، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات،{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ () وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ () وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *