خطبة عيد الفطر 1446هـ ( أخطار تهدد الأُسرة ). | مما يشرع في ختام شهر رمضان | تجربة المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ومكافحة الإرهاب | أثر العلم الشرعي في الحفاظ على الهوية الإسلامية وتماسك المجتمع | العدالة الاجتماعية في ضوء الكتاب والسنة | استقبال شهر رمضان 1446هـ | جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام |

العنوان : مما يشرع في ختام شهر رمضان

عدد الزيارات : 1406

  إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله ف لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واستعدوا ليومٍ يُحاسب فيه العبدُ ويُسأل، وسارعوا إلى العمل الصالح فيما بقيَ من الشهر قبل أن يَرحل، فأنتم اليومَ في سوقٍ عظيمِ الأرباح، تُغفَرُ فيه الزلّات، وتُضاعفُ فيه الحسنات، وتُعتقُ فيه الرقابُ من النار، فيا سعادةَ من وُفِّقَ فيه إلى الإخلاص والعمل الصالح، فصامَهُ وقامَهُ إيماناً واحتساباً، وتابَ فيه إلى الله متابا، ويا خَيبةَ مَن خرجَ من هذه السوقِ خاسراً، لم يُتَقَبَّلْ عَمَلُه، ولم يُغفَرْ زَلــَلُـــــه، بسببِ غفلتِه، وإصرارهِ على زَلَّتِه، وتضييعهِ فرائضَ الله، وانتهاكهِ محارمَ الله، وتفريطهِ في مواسمِ نزولِ الرحماتِ والبركات.

إخوةَ الإيمان:

إنه ما بقيَ من رمضانَ إلا شيءٌ قليل، ولكن فيما بقي خير عظيم، فهذه الليلة ليلة وتر، وقد قال ﷺ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» متفق عليه.

وما بقي أيضاً هو من السبع الأواخر التي قال فيها النبي ﷺ لأصحابه: ” «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» متفق عليه.

وفيما بقيَ من رمضان أيضاً آخِرُ ليلةٍ منه وهي الليلة التي قال النبي ﷺ في شأنها: “التمسوا ليلةَ القدرِ آخرَ ليلة من رمضان” رواه ابن خزيمة في صحيحه، كما رُويَ عنه ﷺ “أَنَّهُ يُغْفَرُ لِأُمَّتِهِ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إذَا قَضَى عَمَلَهُ” رواه أحمد.

فاجتهدوا في قيامِ ليالي رمضان بالصلاةِ والتلاوةِ، والدعاءِ والاستغفار، وتعرّضوا لأسبابِ المغفرة بالتوبة والإنابة، والتحلل من المظالم، وإحسان الأعمال، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}

وأكثروا من سؤال الله العفو والعافية فقد أوصى النبي ﷺ به عائشة رضي الله عنها، وسلوا الله القبول فإن من صفات أهل الإيمان أنهم يخافون أن لا تقبل أعمالهم قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} يعني الذين يفعلون الطاعات ويخافون أن لا تقبل منهم، {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} ولذلك كان من دعاء الأنبياء عليهم السلام {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى واعلموا أنّ اللهَ تعالى شرع لنا في ختام هذا الشهر عباداتٍ جليلة؛ منها: زكاةُ الفطر. وهي صاعٌ من طعامٍ عن كلِّ فرد، تخرجهُ عن نفسِكَ وعمَّنْ تلزمُكَ نفقَتُه، ولا يجوزُ إخراجُها نقوداً لأنَّ النبيَّ ﷺ فرضَها من الطعام، وعَيّنَ مقدارَها بالصاع، وعلى هذا الفتوى الرسميّةُ في بلادِنا حرسها الله.

وقد شُرِعتْ زكاةُ الفِطْرِ طُهْرةً للصائم من النقصِ والآثام، وشُكراً لله تعالى على إتمامِ الصيام، ومواساةً للفقراءِ والمساكين، وإدخالاً للسرورِ عليهم، وتُخرَجُ يومَ العيدِ قبلَ الصلاةِ، ويجوزُ تقديمُها قبلَ العيدِ بيومٍ أو يومين.

ويُشرعُ التكبيرُ إذا رُؤيَ هلالُ شوالٍ، أو أُكمِلتْ العِدَّةُ ثلاثين، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وكان الصحابةُ يجهرونَ بهِ في الطرقات والأسواق، ولنا فيهم أسوةٌ حَسَنة، ومَن أدركَ العيدَ فلْيَشْهَدِ الصلاة، ولا يتخلّفْ عنها من غيرِ عُذر؛ فهي صلاةٌ عظيمة كان النبيُّ ﷺ يأمرُ أُمَّتهُ بالخروجِ لها حتى النساء.

ويُسنُّ أن يأكلَ تمراتٍ وِتراً قبلَ خروجِهِ إلى الصلاة، وأَن يذهبَ للمُصلّى من طريق، ويعودَ من غيره، لثبوتِ ذلكَ عن النبيِّ ﷺ رزقني الله وإياكم التمسك بسنته.

اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وعفوك وغفرانك، والفوزِ بجناتك، والعتقِ من نيرانك، برحمتكَ يا أرحم الراحمين. اللهم آمنّا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

2 تعليقات

  1. حسن بن علي سفياني

    جزاكم الله خيراً

  2. جزاكم الله خيراً


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *