جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام | من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم | جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد تسر كل مؤمن | النهي عن التسول والحث على بذل الصدقات للمستحقين | تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها. | التحذير من جهلة مفسري الأحلام | التحذير من الغيبة والنميمة |

العنوان : جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام

عدد الزيارات : 73

جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام[1]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

 أما بعد:

 فهذه كلمة بعنوان (جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام) ضمن مبادرة من المبادرات الرائدة لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة جازان وبرعاية كريمة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ حفظه الله

أيها المستمعون الأكارم:

إن الأمن من أعظم ضرورات الحياة فلا صلاح لحياة الناس ولا قيام تام لدينهم ودنياهم إلا في ظلال الأمن على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم.

ولأهمية الأمن وعظم شأنه بدأ إبراهيم عليه السلام بطلبه لأهل البلد الحرام قبل طلب الرزق قال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ } وقال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} وامتن الله على أهل مكة بالأمن قبل الرزق فقال تعالى {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا} ولعل السر في ذلك أنه إذا تحقق الأمن سهل تحصيل الرزق بالعمل والسفر وغير ذلك من الأسباب.

وإذا كان الأمن بهذه المكانة العالية فإن مكانة رجال الأمن بالتالي مكانة رفيعة وشأنهم عظيم، فهم حماة الأمن وحراسه، وهم ركن الاستقرارِ وأساسه.

أيها الإخوة والأخوات:

إننا لو تأملنا في جهود رجال الأمن وأعمالهم وخدماتهم وتضحياتهم التي يقدمونها في سبيل سعادتنا وراحتنا وأمننا وطمأنينتا لاكتشفنا أنهم يقومون بجهود عظيمة جداً لا يمكن تعدادها ولا إحصاؤها إلا بمشقة بالغة إن أمكن ذلك.

ولأن بعض الناس قد لا يتصور جلالة الخدمات التي يقومون بها ولا كثرتها ولا تنوعها فمن المناسب إلقاء الضوء على شيء منها باختصار واقتضاب، ومنها على سبيل المثال:

  • إذا نظرنا إلى الأمن الداخلي لوجدنا أن مهمات وأدوار رجال الأمن وقايةَ المجتمع وحمايته من اللصوص والسراق أفراداً وعصابات، ونتيجة لسهرهم ويقظتهم وجولاتهم وتتبعهم ورصدهم واستجابتهم للبلاغات يستمتع المواطن والمقيم بأمن وارف وظل ظليل والحمد لله. ولو غفل رجال الأمن عنهم وأخلوا بواجبهم لرأيت المجرمين يتخطفون الناس في بيوتهم وطرقهم وأسواقهم، دون خوف من الله ولا حياء من الناس ودون رحمة ولا شفقة كما هو مشاهد في بعض البلدان والعياذ بالله.
  • ومن مهام رجال الأمن وأدوارهم العظيمة المحافظة على طرق الأسفار بين المدن، يضبطون الأمن ويغيثون الملهوف، ويعينون المنقطع والحمد لله فصارت أسفارنا بفضل الله آمنة مطمئنة.
  •  ومن مهام رجال الأمن ضبط أنظمة السير والمرور ولو غاب النظام الرادع والحزم المطلوب لامتلأت الطرقات بالخصومات والمضاربات والحوادث والبغي والعدوان.
  • ومن مهام رجال الأمن تنظيم الحشود العظيمة وتنفيذ خطط السير والسلامة والتفويج في الحج والعمرة ومكة والمدينة وفي المناسبات العامة التي تجمع الأعداد الكبيرة، حتى لا يحصل التزاحم والموت والهلاك، وحتى لا يستغل هذه التجمعات مرضى العقول والقلوب والأفكار والأهواء لإلحاق الأضرار العامة والخاص بالأبرياء.
  • ومن مهام رجال الأمن الإسهام الكبير في تنفيذ أحكام الشرع على مستحقيها، فلا غنى عنهم في كل مراحل ومجريات القضية من حين القبض على المجرم إلى تنفيذ حكم الله فيه.
  • ومن مهام رجال الأمن التدخل لإنقاذ الناس الذين يتعرضون للأذى عند وقوع الكوارث كالحرائق والسيول والفيضانات والغرق، وغيرها.    
  • ومن مهام رجال الأمن حماية المجتمع ووقايته من مهربي المخدرات والمسكرات ومروجيها وبائعيها، وهم في هذا السبيل يواجهون حرباً شرسة قوية بسبب حرص العدو الخبيث على إغراق بلادنا وتدمير شبابنا بالمخدرات والمسكرات للقضاء عليه عقلياً ودينيا وصحياً. 
  • ومن مهام رجال الأمن رصد وتتبع الخلايا النائمة الخفية التي تعمل تحت جنح الظلام خدمة للتنظيمات الإرهابية والجماعات المعادية من صفويين وتكفيريين وغيرهم، وكم بحمد الله أسفرت العمليات الاستباقية من وقاية المجتمع من عمليات إرهابية لو تمت لأكلت الأخضر واليابس.

أيها الإخوة:

هذه نبذة مختصرة مقتضبة هي عبارة عن رؤوس أقلام فقط لبعض ما يقوم به رجال الأمن فيما يتعلق بالأمن الداخلي.

  • ولو نظرنا إلى مهاهم وأعمالهم وجهودهم في وقاية الأمن من العدو الخارجي لرأينا شيئاً عظيماً، فهم الذين يفنون شبابهم وزهرة أعمارهم في التدريبات الشاقة البدنية والعقلية والنفسية ليكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة الأعداء على اختلاف أصنافهم وقدراتهم.
  • ولوجدناهم المكلفين بمراقبة حدودنا البرية والبحرية والجوية من أي عدوان وخطر خارجي على مدار اليوم والليلة.
  • وهم الذين يتصدون لمواجهة العدو مرخصين النفس والدم والروح في سبيل الدفاع عن الحرمين والمقدسات والأرواح والأموال والأعراض. وبتضحياتهم دحر الله عدونا وثبت الله أمننا والحمد لله.

أيها الإخوة والأخوات:

بعد أن استمعنا إلى نبذة عن جهود رجال الأمن ننتقل إلى الحديث عن بيان شيء من فضلهم ومكانتهم في الإسلام من خلال الجوانب التالية:

أولاً: أن رجال الأمن وجنودنا في ميادين الشرف أيا كانت مواقعهم هم يسعون لحياتنا حياة آمنة مطمئنة لذا كانت مكانتهم في الإسلام مكانة عالية وأجرهم عند الله أجراً عظيما قال تعالى مبينا فضل من يسعى إلى إنقاذ الحياة البشرية من أي هلاك  {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } قال الطبري قال مجاهد:”ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا” قال: من أنجاها من غَرَق أو حرَقٍ أو هَلَكةٍ” وقال الرازي “الْمُرَادُ مِنْ إِحْيَاءِ النَّفْسِ تَخْلِيصُهَا عَنِ الْمُهْلِكَاتِ: مِثْلِ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ وَالْجُوعِ الْمُفْرِطِ وَالْبَرْدِ وَالْحَرِّ الْمُفْرِطَيْنِ” وقَالَ قَتَادَةُ: عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَهَا” أي أن أجر إحياء نفس واحدة عظيم حتى إنه بمنزلة إحياء الأنفس كلها. قال البغوي : {وَمَنْ أَحْيَاهَا} وَتَوَرَّعَ عَنْ قَتْلِهَا، {فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} فِي الثَّوَابِ لِسَلَامَتِهِمْ مِنْهُ” اهـ

ثانياً: مما يدل على فضلهم وعظم شأنهم في الإسلام ما ورد في القرآن والسنة في فضل الجهاد وفضل الرباط لحماية المسلمين من أعدائهم لأن عملهم في حقيقة الأمر إما جهاد العدو في ساحة المواجهة وإما رباط وسهر وقيام على أمن الحدود والثغور وأمن الوطن وأهله ومرافقه ومنافعه.

قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.

وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ؟ قَالَ: «لاَ أَجِدُهُ» قَالَ: «هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ؟»، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ متفق عليه.

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

وعن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا” متفق عليه.

وعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ” رواه مسلم.

وإذا كان بعض الناس يغبط مَن بمكة والمدينة لمضاعفة أجور المصلين في المسجدين فإن أجر الرباط أعظم من ذلك وأفضل فعن عثمان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ المَنَازِلِ» رواه الترمذي والحاكم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود” أخرجه ابن حبان.

وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل: المقام بمكة أحب إليك أم الرباط؟ قال: الرباط أحب إلي. وقال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى (28/ 418) : “والمرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه: “لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر عند الحجر الأسود. فقد اختار الرباط ليلةً على العبادة في أفضل الليالي عند أفضل البقاع” اهـ

وتقدم قبل قليل أن تفضيل الرباط على قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود رواه ابن حبان في صحيحه من قول النبي ﷺ وليس من رأي أبي هريرة رضي الله عنه.

وذلك لأن الرباط والجهاد بهما تحفظ ديار الإسلام وأهل الإسلام، ولو ترك الرباط وأهملت الثغور والحدود وتُرك الدفاع عن بلاد المسلمين لكانت العاقبةُ تسلطَ الأعداء وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وتعطل الشعائر وغير ذلك من صور الفساد، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مبينا فضل المجاهدين والمرابطين: “لَيْسَ يَعْدِلُ لِقَاءَ الْعَدُوِّ شَيْءٌ. وَمُبَاشَرَةُ الْقِتَالِ بِنَفْسِهِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ، وَاَلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ الْعَدُوَّ، هُمْ الَّذِينَ يَدْفَعُونَ عَنْ الْإِسْلَامِ وَعَنْ حَرِيمِهِمْ، فَأَيُّ عَمَلٍ أَفْضَلُ مِنْهُ، النَّاسُ آمِنُونَ وَهُمْ خَائِفُونَ، قَدْ بَذَلُوا مُهَجَ أَنْفُسِهِمْ”[2] . وقال أيضاً: “لَيْسَ يَعْدِلُ الْجِهَادَ عِنْدِي وَالرِّبَاطَ شَيْءٌ، وَالرِّبَاطُ دَفْعٌ عَنْ الْمُسْلِمِينَ؛ وَعَنْ حَرِيمِهِمْ، وَقُوَّةٌ لِأَهْلِ الثَّغْرِ وَلِأَهْلِ الْغَزْوِ، فَالرِّبَاطُ أَصِلُ الْجِهَادِ وَفَرْعُهُ، وَالْجِهَادُ أَفْضَلُ مِنْهُ لِلْعَنَاءِ وَالتَّعَبِ وَالْمَشَقَّةِ”[3].

وقال ابن قدامة رحمه الله في بيان سبب تفضيل الجهاد على غيره من الأعمال بعد الفرائض: “وَلِأَنَّ الْجِهَادَ بَذْلُ الْمُهْجَةِ وَالْمَالِ، وَنَفْعُهُ يَعُمُّ الْمُسْلِمِينَ كُلَّهُمْ، صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ، قَوِيَّهُمْ وَضَعِيفَهُمْ، ذَكَرَهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، وَغَيْرُهُ لَا يُسَاوِيه فِي نَفْعِهِ وَخَطَرِهِ، فَلَا يُسَاوِيه فِي فَضْلِهِ وَأَجْرِهِ”[4].

ورجال أمننا في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية قد امتازوا عن غيرهم بمميزات، منها:

  1. تشرفهم بالدفاع عن الحرمين الشريفين، فياله من فضل عظيم وشرف كبير.
  2. امتازوا بشرف الدفاع عن هذا الكيان العظيم الذي قام وتأسس على التوحيد والسنة وعقيدة السلف الصالح، فالدفاع عنه والسهر على حمايته هو دفاع في الحقيقة عن التوحيد والسنة وعن العقيدة التي كان عليها أصحاب رسول الله ﷺ والتابعون لهم بإحسان.

فليحتسب رجال أمننا في داخل الوطن أو على الحدود أو في ميادين الجهاد ليحتسبوا هذه النيات كلها فهم في الحقيقة ليسوا مجرد موظفين يتقاضون على أعمالهم مرتبا ولكنهم أصحاب رسالة سامية وغاية نبيلة وواجب عظيم ومسؤولية كبيرة.

أيها الإخوة والأخوات:

بعد أن عرفنا شيا من جهود رجال الأمن ومن مكانتهم في الإسلام يحسن بنا التذكير ببعض الحقوق التي لهم علينا حتى نتعاون جميعا على القيام بها، وحقوقهم علينا مواطنين ومقيمين كثيرة ولكن أقتصر منها على ما يلي:

أولاً: تقديرهم واحترامهم واستشعار نبل المهمة التي يقومون بأدائها. والدعاء لهم سرا وجهراً.

ثانياً: حفظ هيبتهم ومكانتهم والحذر من كل قول او فعل أو تصرف ولا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي يسيئ إليهم أو يسخر بهم أو يتنقص من مقدارهم، لأن السخرية بهم ليس جريمة في حق رجل الأمن فقط بل هي جريمة في حق المجتمع كله.

ثالثاً: التعاون معهم وذلك بالالتزام بالأنظمة والتعاليم التي أمرنا بها ولي الأمر وأمر الجهات الأمنية بمتابعة تنفيذها والمنع من تجاوزها.

لأنه واجب شرعي ولأن المصلحة في التعاون مصلحة للمجتمع كله ومفسدة المخالفة والتحايل مفسدة على المجتمع كله.

رابعاً: علينا أن نحذر من التربية الحزبية الإخوانية التي غرست في أذهان كثير ممن تربى على مناهجها بغض رجال الامن ورجال المباحث والاستخبارات باعتبارهم ظلمة محاربين للدعوة إلى الله ومحاربين للجهاد والمجاهدين والصالحين.

وفي الحقيقة ما حذروا منهم بل وكفروهم واستحلوا دماءهم إلا لأن رجال الأمن بجميع فروعهم هم الذين يقفون بالمرصاد أمام دعواتهم التكفيرية الإفسادية التخريبية. نسأل الله أن يكفي المسلمين جميعا شر هذه التنظيمات الغالية التي جندت نفسها لتخريب بلاد المسلمين وخدمة أعدائهم.  

وفي الختام نبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا ورجال أمننا وأن يرفع الغمة عنا برفع هذا الوباء[5] وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء والحمد لله رب العالمين.

د. علي بن يحيى الحدادي

          الرياض

     11/09/1441هـ


[1] – محاضرة ألقيت عن بعد، بدعوةكريمة من فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في منطقة جازان، وقد بثت عبر اليوتيوب في يوم الاثنين 11 رمضان 1441هـ الموافق  04‏/05‏/2020 إبّان جائحة كورونا.

[2] – المغني لابن قدامة (9/ 199)

[3] – المصدر السابق (9/ 204)

[4] – المصدر السابق (9/ 199)

[5] – إشارة إلى جائحة كورونا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *