توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها.

العنوان : تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها.

عدد الزيارات : 96

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله شرف الأمة المحمدية بخصائص لم يعطها غيرها من الأمم، ومنها أنه هداهم ليوم الجمعة خير أيام الأسبوع بعد أن ضلت عنه اليهود فعظموا يوم السبت وضلت عنه النصارى فعظموا يوم الأحد. روى الشيخان، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “نحن الآخرون، السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبعٌ. اليهود غداً، والنصارى بعد غدٍ” .

وهي ميزة عظيمة لهذه الأمة فقد قال النبي ﷺ عن يوم الجمعة “خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها” رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

وأعظمُ خصائص هذا اليوم صلاة الجمعة التي نوّه الله بشأنها وأمر بالسعي إليها، وحرّم البيع والشراء إذا رفع أذانها الثاني فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]

ورغّب النبي ﷺ أمته في شهود صلاة الجمعة ترغيبا عظيماً فقال ﷺ «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا» رواه الترمذي وحسنه.

كما حذّر من التخلف عنها والتهاون في شأنها تحذيراً بالغاً فعن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول على أعواد منبره: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين” رواه مسلم.  وقال ﷺ: “من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه” رواه الترمذي وحسنه، وفي رواية لابن حبان (فهو منافق).

عباد الله:

إن يوم الجمعة مجمع عظيم من مجامع أهل الإسلام وقد شرع جملة من الأحكام التي تزيده جلالا وجمالاً وهيبة في النفوس، منها:

مشروعية الاغتسال ليوم الجمعة قال ﷺ: «الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» متفق عليه أي على كل بالغ.

ومنها التطيب واستعمال السواك وترك تخطي الرقاب وعدم التفريق بين اثنين ولبس أحسن ثيابه قال ﷺ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» متفق عليه.

وقال ﷺ «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبِ امْرَأَتِهِ إِنْ كَانَ لَهَا، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ لَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُمَا، وَمَنْ لَغَا وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا» رواه أبو داود وحسنه الالباني.

ورغب النبي ﷺ في التبكير لها فقال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ، ثُمَّ رَاحَ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفق عليه.

فاحرصوا على ما أُمِرتُم به، واجتنبوا ما حُذِّرْتُم منه، وتعرضوا لنفحات ربكم، فإن ربكم جواد كريم، واستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم. 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وعظّموا شأن الجمعة في قلوبكم، وعظموا شأنها في قلوب أبنائكم وأهليكم، فإن تعظيمها والعناية بأحكامها وآدابها من تعظيم الله تعالى.

ولنحذر إخوة الإيمان من بعض الأفعال التي تنقص أجر الجمعة، أو توقع صاحبها في الإثم والحرج، مثل التخلف عنها من غير عذر وقد سمعتم ما جاء فيه من الوعيد والتهديد.

ومن المخالفات البيع والشراء بعد الأذان الثاني وبعض الناس يبيع ويشتري عند المسجد وربما في داخل سور المسجد فيجمع بين سيئتين البيع والشراء بعد الأذان الثاني وهو حرام ولو كان سواكاً، والسيئة الثانية البيع والشراء في داخل حدود المسجد وهو حرام.

ومن المخالفات أذية المصلين بتخطي رقابهم من أجل أن يصلي في صف مُقَدَّم فقد “جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ» رواه أبو داود وصححه الألباني.

ومن المخالفات العبث أثناء الخطبة والحديثُ بين مُصَلٍّ وآخرَ والإمامُ يخطب قال ﷺ  «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا» رواه الترمذي وصححه.  وقال ﷺ : ” إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ ” متفق عليه.   

معاشر المؤمنين: صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله  وخلفائه الراشدين، وعلى سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.  اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا سميع الدعاء، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، عباد الله “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)  [النحل : 90 – 92] فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *