جهود رجال الأمن ومكانتهم في الإسلام | من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم | جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد تسر كل مؤمن | النهي عن التسول والحث على بذل الصدقات للمستحقين | تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها. | التحذير من جهلة مفسري الأحلام | التحذير من الغيبة والنميمة |

العنوان : التحذير من الغيبة والنميمة

عدد الزيارات : 922

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد فاتقوا الله تعالى حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى،   واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى واعلموا أن الأجساد على النار لا تقوى.

عباد الله:

إن الغيبة والنميمة من أسوء الأخلاق، وأقبح الخصال، توجب غضب الله، وتأكل الحسنات، وتضاعف السيئات، وتقطع ذات البين، وتفسد المودات، وتهدم البيوت العامرة، وتُنتهك بها أمانة المجالس، وتُشيع سوء الظن بين الناس، وتفعل فعل السحرة أولياء الشيطان في التفريق بين الزوجين، والأهل والأقارب والأصدقاء والجيران وزملاء العمل.

قال تعالى في ذم الغِيبة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }

وعرّف النبي ﷺ الغيبة فقال: “أتَدرونَ ما الغِيبَةُ؟ “. قالوا: الله ورسولُه أعْلَمُ. قال: “ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ”. قيلَ: أفَرأيتَ إنْ كان في أخي ما أَقولُ؟ قال: “إنْ كان فيه ما تقولُ فقدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يكُنْ فيه ما تقولُ فقد بَهَتَّهُ”. رواه مسلم.

والغيبة تشمل كلَّ ما يكرهُ الإنسان أن يُتكلم به عنه في حال غَيبته حتى الطولَ والقصر والعجزَ والكسل، فما ظنُّك بما هو أشد من ذلك.

وحذّر ﷺ من الغيبة فأخبر أنها من أسباب عذاب القبر فقد مرّ على قبر يعذب صاحبه فقال ﷺ:”إن هذا كان يأكل لحوم الناس” الحديث. رواه أحمد.                                          

وقال ﷺ: “لـمَّا عُرِجَ بي مَرَرتُ بقومٍ لَهُم أظْفارٌ مِنْ نُحاسٍ، يَخْمِشونَ وُجوهَهُم وصدورَهُم، فقلتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذين يأْكلونَ لُحومَ الناسِ، ويقَعونَ في أعْراضِهِمْ”. رواه أبو داود؛

وأخبر أن الغيبة تأكل حسنات المسلم وتزيد في سيئاته فقال ﷺ “مَنْ كانَتْ عندَةُ مَظْلَمَةٌ لأخيه مِنْ عِرْضٍ أو مِنْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحلَّلْهُ مِنْهُ اليومَ، مِنْ قَبْلِ أنْ لا يَكونَ دِينارٌ ولا درهم، إنْ كانَ لَهُ عَملٌ صالحٌ؛ أُخذَ منْهُ بقَدْرِ مَظْلَمَتِه، وإن لَمْ تَكَنْ لَهُ حَسنَاتٌ؛ أُخذَ مِنْ سيِّئاتِ صاحبِهِ فَحُمِلَ عليه”.

فاحفظوا ألسنتكم عن أعراض إخوانكم فإن أكثر مَن يُكَبُّ على وجهه في النار يدخلونها بسببِ ألسنتهم كما قال ﷺ لمعاذ “وهل يكبُّ الناسَ على مناخرِهمْ في النارِ إلا حَصائدُ ألسِنَتِهمْ؟”

 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واحذروا النميمة وهي نقل الكلام من شخص إلى آخر بقصد الإفساد بينهما، وهي من خصال أهل الكفار أهل النار قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ }.

وتوعد النبي ﷺ النمام بمنعه من دخول الجنة فقال ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» رواه مسلم.

وأخبر ﷺ أن النميمة من أسباب عذاب القبر فقد مر بقبر يعذب صاحبه فأخبر أنه كان يمشي بالنميمة.

والنمام أبغض الناس الى النبي ﷺ ففي الحديث ” وإنَّ أَبْغَضَكُم إليَّ؛ المشَّاؤونَ بالنمِيمَةِ، المفَرِّقونَ بينَ الأحِبَّةِ؛ الملْتَمِسونَ لِلْبُرآءِ العَيْبَ”.

وجعل النبي ﷺ النميمة نوعاً من أنواع السحر فقال ﷺ «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» رواه مسلم. لأن النمام يفرق بين الناس كما يفرق الساحر بين المرء وزوجه. بل قال أهل العلم: “يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر”.  

فكيف يُقْدِم المسلم على معصية تفرق بين المسلمين، وتَحرِم صاحبَها الجنة، وتجعله أبغضَ الناس إلى النبي ﷺ، وتُلحقه بالسحرة، وتجعل قبرَه حفرةً من حفر النار، ويدخل بها يوم القيامة النار، نعوذ بالله من غضب الجبار.

فاحذروا النميمة واحذروا أهلها وحذّروهم العواقب السيئة للنميمة في الدنيا والآخرة. اللهم أعذنا من موجبات غضبك، وأسباب نقمك، ووفقنا لصالح الأعمال.   

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا سميع الدعاء، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *