جديد الإعلانات :

العنوان :

عدد الزيارات : 92

توقير كبار السن

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله تعالى لكمال علمه وحكمته وكمال قوته وقدرته خلق الناس من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل بعد تلك القوة ضعفاً كما قال سبحانه وتعالى { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54]

عباد الله : كما أمر الله تعالى برحمة من كان في الضعف الأول وهو ضعف الطفولة، فقد أمر بتوقير من بلغ الضعف الثاني واحترامه وإجلاله، قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ» رواه أبو داود.

فمن إجلال الكبير أن يقدم عند الكلام، وعند مناولة السواك والشراب والطعام ونحو ذلك مما يكون من باب التكريم والتفضيل كما ثبتت به السنة.

ومن إجلال الكبير أن يوسع له في المجلس إذا دخل فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه و سلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي صلى الله عليه و سلم “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”.

 

ومن إجلال الكبير أن يُتلطف معه وأن يُشعر بتوقيره وتقديره وأن تُراعى أخلاقه إذا كان في خلقه شدة أو سرعة غضب تأسياً بالنبي ﷺ مع من كان هذا حاله.

ومن إجلال الكبير وتوقيره أن يقدم في الإمامة إذا استوى مع غيره في القراءة لقوله صلى الله عليه وسلم (وليؤمكم أكبركم) متفق عليه، ومن إجلال الكبير ورحمته أن يراعيه الإمام في الصلاة فلا يطيل إطالة تشق عليه لقوله صلى الله عليه وسلم «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» متفق عليه.

ومن إجلال الكبير أن يبادره الأصغر منه بالسلام لقوله صلى الله عليه وسلم (يُسلّم الصغير على الكبير) رواه البخاري.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن أحق الناس بإحسانكم وتوقيركم ورحمتكم هم آباؤكم وأمهاتكم لا سيما عند بلوغهم الكبر  فقد وصى الله تعالى بالوالدين إحساناً وصية عامة تشمل الإحسان إليهما سواء كانا في قوتهما أو ضعفهما ثم أكد على الوصية بهما في حال الكبر قال تعالى { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: 23، 24] وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم بالذل والخسار والخيبة من أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخل الجنة ببرهما إشارة إلى أن الجنة قريبة دانية ممن أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما إذا اتقى الله وبر بهما فقال صلى الله عليه وسلم “رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف»، قيل: من؟ يا رسول الله قال: «من أدرك أبويه عند الكبر، أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة» رواه مسلم.

فاتقوا الله معاشر الأبناء والبنات في آبائكم وأمهاتكم ولا سيما عند بلوغهم الكبر أحسنوا صحبتهم وسارعوا في مرضاتهم وأبشروا بالجنة وأبشروا بخير الدنيا والآخرة.

ويا أيها الشباب عليكم بإجلال المسنين واحترامهم ورحمتهم فإن الجزاء من جنس العمل فأعينوهم عند قطع الطريق أو حمل المتاع، وبإيثارهم بالمقاعد في أماكن الانتظار فإن ذلك لا يزيدكم إلا رفعة وسمواً.

ومن كان له كبير يرعاه في كبره ومرضه فليتق الله فيه وليحتسب الأجر في الرفق به والحرص عليه والصبر على رعايته فذلك من الإحسان العظيم والله يحب المحسنين.

اللهم زينا بمحاسن الأخلاق واصرف عنا مساوئها، اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، اللهم آمنا في دورنا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال في كل مكان برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *