شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : ضرورة الحفاظ على الحياء

عدد الزيارات : 2452

اضغط هنا لتحميل الخطبة بصيغة وورد

اضغط هنا لتحميل الخطبة بصيغة pdf منسقة

ضرورة الحفاظ على الحياء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد:  فإن من نعم الله تعالى علينا في هذه البلاد وما أكثرَ نِعمَهُ علينا نعمةَ الأخلاقِ، وفي مقدمتها الحياءُ والكرمُ والتعاونُ على الخير، وكلُّها من مكارمِ الأخلاقِ ومحاسنِها. جاءَ بها الدين، وتستحسنُها العقول، وتوافقُ الفِطْرَة، وهي من أخلاق العربِ في الجاهلية التي أقرَّها الإسلامُ وزادَها حُسْناً وجمالاً.

ولا شك أن الحياءَ يأتي في مقدمة الأخلاق الفاضلة فهو خُلق الإسلام،  وهو من شُعَبِ الإيمان ومن نُزع منه الحياءُ نزُعَ منه الخير قال ﷺ (الحياء شعبة من شعب الإيمان) وقال ﷺ (الحياء لا يأتي إلا بخير) فمن استحيا من الله تعالى لم يعصه، ومن استحيا من الخلق لم يجترئ على البَذَاء والفُحش والفجور.

وعلى الأبوينِ ومَن يقومُ مقامَهما أن يُعْنَوْا بتربية الأبناء والبنات على الحياء من الله تعالى حتى يراقبوه سِرّاً وجهراً، وعلى الحياءِ من الخلق في لباسِهم، وزينتِهم، ومَنطقِهم، وتعاملهم.

فإذا تساهلت الأسرة في شأنِ الحياءِ نشأ أبناؤهم وبناتُهم على مسلك معوج لا يرضاه دينٌ ولا عقلٌ ولا فطرةٌ سليمة من البَذاء والفُحْش، وسوءِ الأدب، والمجاهرةِ بما يسخط الله، وتجرأتِ المرأةُ على إبداءِ زينتِها التي أمرها الله بسترها، وعلى خلوتِها مع الرجلِ الأجنبي عنها بغيرِ محرم،  وتجرّأ الرجلُ على تجاوزِ الحدود في تعاملهِ مع المرأةِ الأجنبية عنه سواء كان ذلك في سوقٍ أو منتزه أو غيرِ ذلك من الأماكن التي يحصل فيها اجتماع بينهما.

ومما لا شك فيه أن العِبْأَ اليومَ ثقيلٌ على الأسر لكثرةِ قنواتِ الشر التي تُقبّحُ الفضيلة وتزيّن الرذيلة وتُقدِّمُ قُدواتٍ للشبابِ والفتياتِ وهم لا يمثّلون دينَنا ولا أخلاقَنا ولا قيمَنا؛ من أجل تجريدِ الأجيال الناشئةِ والقادمة من دينِها وأخلاقِها الذي هو سِرُّ قوّةِ هذه البلاد ونهضتِها وتماسُكِها والتفافِها حولَ قيادتِها. فإذا انفرطتِ الأخلاقُ انفرطَ عِقْدُ المجتمعِ وتقطعتْ أوصاله، وتهدّم بنيانه، وهذا ما يريدونه لنا ، ردَّ الله كيدَ مَن يريدُ بنا سوءاً في نحرهِ إنه قويٌّ عزيز.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنّ من المهم أن لا نجعلَ ما يُعرض في وسائل التواصل من النماذجِ السيئة سواءً من الذكور أو الإناث، وسواءً من الشبابِ أو الكهول أن لا نجعل ذلك هو الميزانَ الذي نقيّمُ به حالَ المجتمع، فالحمد لله مجتمعُنا مجتمعٌ مُعتزٌ بدينهِ وقِيَمهِ وحيائهِ وحِشمتِه، ومن شذَّ فإنما يمثّلُ نفسه ولا يمثّلُ المجتمع، مع التنبّه إلى أنّ كثيراً ممن يخرجون بصورة أخلاقيةٍ قبيحةٍ في وسائلِ التواصلِ ناسبينَ أنفسَهم إلى هذا المجتمع بانتمائهمِ إلى جنسيتِه أو إلى إحدى قبائِله أو إحدى مناطقِه هم في الحقيقة ليسوا منه لكنّهم مأجورون يريدون تحقيقَ مكاسبَ متعددةٍ من هذا العمل، ومن تلك المكاسب:

الشهرةُ التي تُدِرُّ عليهم الأموال. وتشويهُ صورةِ المجتمعِ السعودي، وتشجيعُ الفتيانِ والفتياتِ على التمرد على الأخلاق والقِيَم، والتجرؤُ على كلِّ ما حرّمَ الله.

فعلى الأسرة أن تحتويَ أبناءها وبناتهِا وأن توضّحَ لهم الحقَّ من الباطل، والطَيِّبَ من الخبيث، والصالحَ من الطالح، بميزان القرآن والسنة،  حتى لا تختلِطَ عليهم المفاهيم، وينسلخوا من دينهم وأخلاقِهم وقيَمِهم من حيثُ لا يشعرون. وتذكروا دَوماً المسؤوليةَ المعلّقةَ بأعناقِكم في قولهِ تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ -يعني إذا عَصَوه ولم يَتَّقُوه – وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وفي قوله ﷺ  «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» نسأل الله الإعانة عليها.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءكَ أعداءَ الدينِ، واجعل هَذَا البلدَ آمِنًا مطمئِنًّا سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد الْمُسْلِمِينَ.

اللهم وفِّق إمامَنا وولي عهده لهداكَ، واجعَلْ عملَهم فِي رضاكَ، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، الَّتِي تدلُّهم عَلَى الخير وتُعِينهم عَلَيْهِ يا أرحمَ الراحمينَ.

اللم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *