شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : فضل ذكر الله جل وعلا

عدد الزيارات : 2146

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

 أما بعد:

فاتقوا الله تعالى، واعلموا أن حياة القلوب وسعادتها في ذكر الله تعالى، قال تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ ‌بِذِكْرِ ‌اللَّهِ أَلَا ‌بِذِكْرِ ‌اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ ، ومرض القلوب وقسوتها وموتها في الغفلة عن ذكر الله وفي الحديث الصحيح قال ﷺ: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مَثل الحيِّ والميت”. ولعظم نفع الذكر، وشدة الحاجة إليه، وإمكانه في كل حين، ويسره وسهولته، أمر الله عباده أن يكثروا من ذكره فقال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا ‌كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ وقال تعالى ﴿وَاذْكُرُوا ‌اللَّهَ ‌كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾  ووعد الله من ذكره كثيرا بالمغفرة والأجر العظيم فقال تعالى ﴿وَالذَّاكِرِينَ ‌اللَّهَ ‌كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ ، وأخبر أن الذي يوفق للاقتداء برسول الله ﷺ هو الموفق لذكر الله تعالى كثيراً فقال تعالى ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ ‌اللَّهَ ‌كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21] ولا تكاد تجد اقتران الكثرة في القرآن مع طاعة من الطاعات غير ذكر الله تعالى.

عباد الله:

إن ذكر الله تعالى قرب من الرحمن ، وحرز من الشيطان، وقوة في الأبدان، وبركة في الأوقات، وشفاء من الأسقام، ودواء للهموم والغموم، وسبب عظيم في قضاء الديون، وعون على أعمال الدين والدنيا، فأكثروا من الذكر المشروع الوارد في الكتاب والسنة، كأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، وأكثروا من قول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” في كل يوم وليلة، وأكثروا من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، فإنهن الباقيات الصالحات، وأكثروا من الاستغفار فقد كان نبيكم ﷺ يستغفر في اليوم مائة مرة، ولا تغفلوا عن قولِ (لا حول ولا قوة الا بالله)  فإنها من كنوز الجنة.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وتنافسوا في عمل الآخرة، وأشغلوا الألسن بذكر الله تعالى، قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم، قال تعالى ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى ‌جُنُوبِكُمْ﴾ وكونوا من أولي الألباب الذين قال الله فيهم  ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (١٩٠) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى ‌جُنُوبِهِمْ﴾

وتذكروا دوماً قول الله تعالى في الحديث القدسي  «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ‌ذَكَرَنِي ‌فِي ‌نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ» متفق عليه، فكفى به لمن تأمله محفزاً ومهيجاً على ذكر الله تعالى سراً وجهراً، فإن أحدنا لو قيل له ذكرك الملك اليوم في مجلسه بخير أو الأمير أو الوزير أو المدير  لطار بذلك فرحاً، فكيف إذا كان من يذكرك بالخير هو رب السماوات والأرض، ومالك الدنيا والآخرة، الغني بذاته عن كل ما سواه، المحتاج إليه كل واحد من براياه، فياله من شرف عظيم نسأل الله أن نكون وإياكم من أهله إنه سميع الدعاء. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم ارزقنا قلوباً سليمة وأخلاقاً مستقيمة وألسنة ذاكرة وقلوباً خاشعة وأعيناً دامعة برحمتك يا ارحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده لكل خير وارزقهم البطانة الصالحة. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *